بالعودة مجدداً الى أسواق النفط العالمية والتي بلا شك تشكل أهمية كبيرة , لابد من الإشارة الى مجموعة نقاط رئيسية ربما تفيدنا في معرفة ماهية هذه التقلبات.
لا أحد يتوقع أن الولايات المتحدة حزينة بتراجع عدد منصات انتاج النفط الصخري او تراجع اللاعبين في هذا السوق بسبب تراجع أسعار النفط ككل! ان الولايات المتحدة تدرك تماماً أنها تمتلك التكنولوجيا الأهم في العالم والتي أتاحت لها توفير أكبر احتياطي نفطي في العالم بمعنى أن عدم استهلاكه الآن (وهو عملياً أفضل) لايعني عدم وجوده أو تلاشيه بالعكس تماماً حيث بإمكانها العودة اليه متى شاءت "كما ان وفرة المعروض النفطي التقليدي العالي الجودة بأسعار أقل يفيدها عملياً واقتصادياً! أي أن تراجع هذا الإنتاج من هذا القطاع قد يكون هدفاً أكثر من كونه ضحيةً على الأقل حالياً!
النقطة الثانية والتي بالغت وسائل الاعلام فيها وهي أن الشركات النفطية هذه ستقوم بتسريح آلاف العمال!! قد يكون صحيحاً ولكن ماهو تأثيره الحقيقي على الاقتصاد الأمريكي! بصراحة ليس كثيراً خاصة مع وجود مستويات توظيف أكثر من 200 ألف وظيفة شهرياً مستمرةً لأكثر من سنة كاملة كما أن معدلات البطالة عند أدنى مستوياتها في سبع سنوات إضافة الى الى أن الأرقام تشير الى مايعادل 300 / 350 ألف وظيفة في هذا القطاع وهذا لن يشكل مشكلة حقيقية تغير في معايير الاقتصاد الأمريكي.
النقطة الثالثة وهي أن مستويات المعروض الحالية ترتبط بجزء منها بصراع الحصص بين المنتجين الكبار وهي عملياً لاتعكس ماهية نمو الاقتصاد العالمي الذي يظهر تعافياً هشاً ونمواً قد يكون أقل مما توفره الأسواق حالياً خاصة من الصين ( ثاني أكبر مستهلك للنفط ) . اذا أخذنا بعين الاعتبار قدرة المجتمع الدولي في الوصول الى اتفاق مع ايران بنهاية الشهر الجاري، هذا معناه أن قرابة 2 مليون برميل نفط إضافي سوف تأخذ طريقها للأسواق وهذا بالتأكيد ليس في صالح أسعار أكثر ارتفاعاً. ومن جهة أخرى قوة الدولار الأمريكي تشكل عاملاً لايمكن تجاهله.