سجّل الدولار الأسترالي والنيوزيلندي أداءًا مخيّبًا للآمال، في حين تقدّم الين الياباني وسط تراجع العقود الآجلة لمؤشر S&P500 خلال الدورة المسائية. بدا هذا التحرّك وكأنّه يعكس تحرّكات الأسعار التصحيحية عقب الإنتعاش الحادّ الذي شهده مؤشر الأسهم المعياري أواخر الأسبوع السابق. هذا وقد تسارع مقياس الأسهم الأميركية بنسبة 2.5% خلال الدورتين السابقتين، وهو الإرتفاع الأقوى في أربعة أشهر.
بالتطلّع قدمًا، لا يوفر الجدول الاقتصادي الأوروبي والأميركي المفتقر الى البيانات الكثير على صعيد محفزات الإتّجاه. يشير ذلك الى أنّ تحرّكات الأسعار التصحيحية ستبقى سائدة في الوقت الراهن وسط استيعاب المستثمرين موجة التذبذبات الأخيرة واستعدادهم للحدث الأبرز المرتقب هذا الأسبوع: شهادة الرئيسة الجديدة لبنك الاحتياطي الفدرالي جانيت يلين أمام الكونغرس.
من المحتمل أن تساعد تعليقات يلين على توضيح ردّة فعل الأسواق الغريبة أزاء التقرير المخيّب للوظائف الذي صدر في الأسبوع المنصرم. فقد ساهم تزايد الوظائف غير الزراعية بمقدار 113000- نتيجة جاءت دون توقعات اكتسابها 180000- في توسيع دائرة اتّجاه تدهور البيانات الاقتصادية الأميركية مقارنة بالتقديرات الذي نشأ منذ شهر تقريبًا.
إنّ أي سلّة جديدة من المؤشرات الاقتصادية الأضعف من المتوقع المترافقة مع المعارضة الصريحة لمسؤولي الاحتياطي الفدرالي لإبطاء وتيرة تقليص التيسير الكمّي ستلقي على الأرجح بثقلها على شهية المخاطر. مع ذلك، يبدو أنّ S&P500 يظهر بكلّ وضوح انشغال المستثمرين بأمور أخرى. في هذا الصدد، ثمّة سيناريوهان يساعدان على تفسير هذا التفكّك.
أوّلاً، هوى معدّل البطالة الأميركية الى 6.6% في يناير، أي مباشرة فوق عتبة 6.5% التوجيهية المحدّدة من قبل بنك الاحتياطي الفدرالي. فمن المعتقد أنّ الأسواق تأمل في أن يكون التزام مجلس الاحتياطي الفدرالي في تقليص التيسير الكمّي هو عبارة عن تغيير في طريقة تطبيق الحوافز وليس التخلّي عنها، مع تشكيل المراجعة الهبوطية لمعدّل البطالة المستهدف خطوة السياسة التالية.
في المقابل، من المحتمل أن تكون المواقع المعادية للمخاطر قد تجاوزت حدودها الطبيعية بكلّ بساطة. في الواقع، أظهرت مواقع مضاربة العقود الآجلة لمؤشر S&P500 بلوغ مواقع البيع أعلى مستوى لها في ثمانية أشهر خلال الأسبوع السابق. وعقب مرور سلّة الأحداث المحفوفة بالمخاطر- قرار فائدة البنك المركزي الأوروبي وتقرير الوظائف الأميركية- عمد التّجار الى جني أرباحهم.
في حال أومأت شهادة يلين الى السيناريو الأوّل، ستواصل الأصول المرتبطة بالمخاطر ارتفاعها. من جهة أخرى، إنّ غياب أي تحوّل حذر ملموس في نبرة رئيسة بنك الاحتياطي الفدرالي سيؤجّج على الأرجح ديناميات نفور المخاطر السائدة منذ منتصف يناير. EUR/USD GBP/USD" title="EUR/USD GBP/USD" width="802" height="565">