في بعض الأحيان تكون الأمور غير منطقية على الإطلاق. فالملاحظات الأساسية يوم أمس تمثلت في الانخفاض المخيب للآمال لمعدل النمو في الربع الأول في ألمانيا وعدم حدوث نمو على الإطلاق في مبيعات التجزئة في الولايات المتحدة في شهر أبريل. والسؤال الذي يطرح نفسه إذن هو لماذا ارتفعت عوائد السندات الألمانية لأجل 10 سنوات بمقدار 5 نقاط أساس وارتفعت عائدات السندات الأمريكية بمقدار 4 نقاط أساس؟ ولاسيما وأن ذلك قد حدث على الرغم من انخفاض أسعار النفط. ولماذا ارتفعت العوائد الأمريكية بينما انخفضت توقعات سعر الفائدة على الأموال الفيدرالية بمقدار 3 أو 4 نقاط أساس؟ وتشير العقود الآجلة لسعر الفائدة على الأموال الفيدرالية في الوقت الحالي إلى أقل زيادة متوقعة في سعر الفائدة على نحو لم تظهره في أي وقت سابق. ومع ذلك فإن منحنى العائد في كلا من الولايات المتحدة وألمانيا يشهد انحدارا، وهي إشارة على أن السوق تعتقد أن النمو (أو التضخم) سيرتفع على الأمد الطويل.
والتفسير الوحيد المناسب الذي يمكن أن أجده هو أن المستثمرين يتوقعون أن يظل النمو ضعيفا على الأمد القصير، وبناء على ذلك فإنهم يتوقعون أن تظل السياسة النقدية تيسيرية لفترة أطول، وهو ما يعني أن أسعار الفائدة ستظل منخفضة لبعض الوقت ولكنها من المتوقع أن تتحسن على الأمد الطويل. وقد يكون هذا هو التفسير – فالضغوط الانكماشية تواصل التراجع في ألمانيا كما أن البرتغال قد خرجت الآن من المنطقة الانكماشية بالإضافة على أن المؤشر المفضل للبنك المركزي الأوروبي لقياس توقعات التضخم، وهو معدل مقايضة التضخم لأجل 5 سنوات/5 سنوات، قد ارتفع لأعلى مستوياته منذ شهر نوفمبر.