ان صعوبة المفاوضات بين اليونان والشركاء الأوربيين تشيير بوضوح الى تمسك الأوربيين عموماً وألمانيا خاصةً ببقاء اليونان في منطقة اليورو ! ان ألمانيا، وعلى اعتبار أنها الأكبر والأقوى والأكثر تأثيراً تعرف تماماً تبعات الخروج سياسياً واقتصادياً، بنفس الوقت فان ألمانيا تدافع عن مصالحها وليس فقط من أجل حكومة يونانية فاشلة تحمل مليارات الدولارات من الديون والالتزامات المالية الدولية.
أحد قادة المعارضة اليونانية اتهمت رئيس الوزراء اليوناني تسيبراس بأنه كذب على شعبه، قد يكون هذا الكل ام صحيحاً، فبعد أن كسب شعبية قوية لأنه وعد بالانتهاء من التقشف وزيادة الإعانات الاجتماعية، وجد تسيبراس نفسه أمام واقع سياسي واقتصادي أعقد بكثير من مجرد الفوز بانتخابات قد تضطره لاحقاً الى الاستقالة هذا الواقع يتطلب إصلاحات اقتصادية بنيوية وإجراءات تقشف وضبط للميزانية، كذلك إعادة النظر بخطط بصناديق التقاعد والمساعدات الاجتماعية وتسديد مليارات الدولارات الى صندوق النقد الدولي وألمانيا والبنك المركزي الأوربي.
من الواضح أن القادة اليونانيين يجيدون لعبة الوقت، كما أن اليونانيين قد يذهبوا بعيداً باتفاقهم مع الروس وهذا سيكون المقتل بالنسبة للتحالف الاقتصادي الغربي. ان إضاعة الوقت لن يكون في صالح أحد، فمؤشرات الأسهم الأوربية تهاوت خلال الأيام الثلاثة الأخيرة، كما أن ارتفاع العوائد على سندات الحكومة اليونانية سيرفع من تكلفة الديون.