ربما تصل أخيراً المفاوضات بين اليونان ودائنيها إلى نقطة فاصلة هذا الأسبوع. وقد عُرض على رئيس الوزراء ألكسيس تسيبراس ما قال الدائنون أنها بنود معدلة لبرنامج الإنقاذ وسيلتقي تسيبراس قريباً من المستشارة الألمانية أنجيلا ميركيل والرئيس الفرنسي فرانسوا أولوند. والآمل هو أن يواجه تسيبراس الواقع ويعلم أن الحصول عل مزيد من التنازلات أمر مستبعد ويقبل بأهداف أقل بعض الشيء للانضباط المالي مقابل إصلاحات صعبة من الناحية السياسية للمعاشات وإجراءات أخرى.
وربما يرغب تسيبراس في التوصل إلى تلك المقايضة—في الوقت الحالي على الأقل. لكن لا أحد يعتقد ان تلك ستكون نهاية الأمر. فحتى إذا رضخ حزب سيريزا الحاكم في اليونان للضغوط ووافق على الإصلاحات المطلوبة، لا يعني ذلك أنها ستنفذ. فالنتيجة الأرجح هي ان الإصلاحات سيقوضها الوزراء الذين من المفترض ان ينفذوها. وعندئذ بعد ثلاثة أو أربعة أشهر، سيصل الوضع مجدداً إلى أبعاد أزمة فيه تزعم أثينا ان البرنامج غير ناجح ويشكو الدائنون ان سيريزا غير جاد في تنفيذه. وتلك النتيجة ستكون حتمية في ضوء الإلتزامات الفكرية لحزب سيريزا التي بشأنها يبدي دائنو اليونان غياب واضح للفهم.
ويبدو ان الدائنين يعتقدون ان سيريزا مجرد حزب يساري غير تقليدي. وهم يآملون أنه بإعطائه الوقت والصبر والتوجيه الصائب من رئيس المفوضية الأوروبية جان كلود يونكر، سيؤمن سيريزا في نهاية المطاف بالأسواق الحرة والعولمة والمنافسة. فهم يتوقعون لويس اناسيو لولا دا سيلفا جديد—الرئيس السابق للبرازيل الذي تخلى عن السياسات اليسارية المتشددة وحقق نمواً اقتصادياً قوياً. لكن ما يغيب عن الدائنين هو ان حزب سيريزا حالة خاصة. فالحزب متحمس في كراهيته الراسخة لكافة السلوكيات الحكومية والسياسات التي ترتبط عادة باقتصادات مفتوحة قائمة على المعرفة.