عندما لا تتراجع عملة أو أصول في خضمّ حدث "سيّء" محفوف بالمخاطر، يكون هذا الأمر أمرًا إيجابيًا. بالنسبة الى الأخضر، الأوضاع الأساسية والمواقع وقفت ضدّ عملة الإحتياطي ومع ذلك نجحت العملة في الإستقرار. اتّجاهات المخاطر تترسّخ، ومع ذلك يحافظ الدولار على جاذبيته خلال الأجلين القريب والمتوسّط. في غضون ذلك، حافظت توقعات معدّلات الفائدة على ثباتها حتّى وسط تراجع العائدات.
يتمثّل الخطر الأبرز الذي يهدّد النظام المالي بتعثّر اتّجاه الثقة. ويحدث ذلك فقط ليشكّل بئرة عميقة من الإحتمالات غير المستغلّة بالنسبة الى الدولار. في الأسبوع السابق، تقدّم مؤشر أس أند بي 500 الى ذروة تاريخية بعد أن عزّز البنك المركزي الأوروبي مساعي الحوافز واكتسبت الوظائف غير الزراعية الأميركية أكبر قدر لها في أكثر من عقد. في المقابل، انهارت التذبذبات وصولاً الى قاع سبعة أعوام في سوق الأسهم وبلغت مستوى تاريخي في سوق الفوركس.
لا يزال هنالك بعض المتفائلين في السوق الذين يعتقدون بأنّ الأوضاع الآن هي مهيّأة للإستثمار خلال الأجلين المتوسط والبعيد. يتطلّع معظم التّجار الناشطين الى الحصول على عائدات سريعة من خلال شراء الإنخفاضات والإختراقات القريبة الأجل. ووسط تباطؤ النمو وتدنّي معدّلات العائدات والمشاركة، لقد اجتزنا بالفعل عتبة تردّي الوضع سلميًا. السؤال ليس "إذا" ولكن متى ستتأجّج المخاطر المفرطة؟
بإعتباره ملاذًا آمنًا عندما تتبخّر السيولة وتتهافت السوق على الأمان، يكون الدولار الأميركي على وجه الخصوص مستعدًا للمحتوم. هذا هو الإحتمال الذي لطالما هدأ واختفى ولكنّه برز الى العلن مرّات قليلة في الأعوام السابقة. مع ذلك، قد يبدو إطارنا الزمني أكثر إلحاحًا ممّا يعتقد البعض. فقد بات الوقت ينفذ من منتهزي الفرص القريبة الأجل.
انتظار شرارة اتّجاهات المخاطر بات أمرًا صعبًا بالنسبة الى التّجار الذين يعولّون على ارتفاع الأسعار أو انخفاضها. على صعيد الجدول الاقتصادي المرتقب في الأسبوع القادم، تغيب الأحداث التي من شأنها دفع الأسواق الى الذعر. وتعقّبًا للعقبات الرئيسية، سيصدر قرار فائدة مجلس الاحتياطي الفدرالي في الثامن عشر من يونيو (بالتزامن مع تحديثات التوقعات الفصلية والمؤتمر الصحفي). في غضون ذلك، من الضروري رصد عن كثب مؤشر أس أند بي 500 ومؤشر VIX .
في تلك الأثناء، من المحتمل أن تشكّل توقعات معدّلات الفائدة المحرّك الأكثر استباقًا, انتعشت عائدات سندات الخزانة في الأسبوع السابق. أبقت البيانات وتعليقات بنك الاحتياطي الفدرالي الدعم قائمًا لزيادة المعدّلات لأولّ مرّة في منتصف العام 2015. لا يعتبر هذا الأمر إيجابيًا أو سلبيًا الى حين وضعه في منظوره الصحيح. وهنا تكمن قوّة الدولار الأميركي. في حين بدأ بنك الاحتياطي النيوزيلندي عملية زيادة معدّلات الفائدة وتجاوزت توقعات قيام بنك انجلترا بالمثل الإطار الزمني المحدّد، يبدو أنّ ميل السياسة الأميركية أكثر تشدّدًا من نظيرتها الأوروبية واليابانية والصينية وحتّى الأسترالية. يعني ذلك عائدات أكثر جاذبية مع الوقت.