عليك ان تستمع الى الاسواق وتستمتع بصوتها العذب فهي اصدق المحللين وادق المتوقعين، كما في مقالنا السابق نجح النفط الخام في تكوين قاع وارتد وبالفعل دقت الثيران الطبول بعنف.
فهل يستمر دق الطبول من الثيران وهل سيستمر الزخم الذي اظهره النفط على مدار الايام العشرة الماضية؟
للاجابة على هذا السؤال علينا اولا ان نعرف اسباب صعود النفط ببساطة هما سببين اثنين فقط:
السبب الاول: مبادرة السعودية باستعدادها لتخفيض 5% من انتاجها اليومي.
السبب الثاني: رضوخ الدب الروسي اخيراً وابدائه استعداده للجلوس مع اوبك والنقاش في تخفيض الانتاج.
عزيزي القارئ، لكي نتذكر سوياً سبب الهبوط العنيف للنفط يجب ان نتحدث عن تخمة المعروض والسباق المحموم بين عملاقي النفط في العالم "السعودية وروسيا" وها هما الان يبديان الاستعداد لتخفيض الانتاج.
ولكن السؤال هل سيتسبب ذلك في قفز الاسعار بنسب كبيرة وهل من الممكن ان نرى النفط مرة اخرى اعلى منطقة الـ 50 دولار للبرميل؟
لاجابة هذا السؤال يجب ان تعلم ان هناك عشرات الملايين من البراميل مخزنة على متن حاملات النفط العملاقة في البحار، اضف الى ذلك رفع الحظر عن النفط الايراني مما قد يعيق قليلاً الطريق امام النفط للصعود بنسب ضخمة.
لذا نرى ان التذبذب سيكون عنيف في تلك الفترة بين صعود وهبوط الى حين ان يتم حسم الامر بين السعودية وروسيا فإذا تم اخذ قرار تخفيض الانتاج قد نرى النفط مرة اخرى يتداول اعلى مناطق الـ 40 وقد يتخطاها بقليل.
النظرة الفنية:
كون النفط نموذج "مقلوب الرأس والكتفين" وهو نموذج عاكس للاتجاه، نجح النفط في اختراق خط العنق لاعلى وثبت اعلى منطقة 32.30، المزيد من الثبات اعلى تلك المنطقة يدفع النفط للمزيد من الصعود لاختبار اول مقاوماته في منطقة 35.25 والتي باختراقها قد يمتد الصعود نحو مناطق 38.25 ثم المقاومة النفسية في منطقة 40 دولار.
اما اذا فشل في التماسك اعلى منطقة 32 فقد يعاود الهبوط مرة اخرى للدعم التالي في منطقة 29.25 ثم قاعه في منطقة 27.60 دولار.