لم يختبر اليورو تذبذبات كثيرة على خلفية اجتماع سياسة البنك المركزي الأوروبي لشهر يونيو وأنهى الأسبوع على نطاق مكاسب/خسائر يتراوح بين +/-0.50% مقابل ستّة من أصل العملات الرئيسية السبع (بإستثناء اليورو/أسترالي الذي اكتسب +0.59%). مدعومًا بضعف الدولار الأميركي خلال الساعات التي تلت مباشرة اجتماع بنك الاحتياطي الفدرالي، كان اليورو/دولار قادرًا على الإرتفاع فوق قيع النطاق الذي ساد قبيل اجتماع المركزي الأوروبي عند 1.3585$.
ثمّة عدد من العوامل التي تساعد اليورو/دولار على مواصلة تألّقه. ووسط استمرار تدنّي العائدات الأميركية التي بدأت مؤخًرًا فقط بإظهار ميلها الى الإرتفاع، لم يحن الوقت بعد لرؤية الدولار الأميركي كبديل لليورو. ففي الأسابيع الأخيرة، هوت العائدات الإيطالية والأسبانية وسط سعي المستثمرين الى العائدات الأعلى.
علاوة على ذلك، بقي اليورو مرتفعًا بسبب انخفاض معدّلات EONIA, فقد هوى معدّل إقراض اللّيلة الواحدة ما بين البنوك الى 0.01% مع نهاية الأسبوع، بما يتطابق مع مساعي البنك المركزي الأوروبي بتقليص نطاق معدّلات الفائدة من خلال تخفيض الحدود السفلى الى منطقة سلبية.
تبدو السيولة وفيرة والمخاطر احتمال بعيد، الأمر الذي يقود بشكل مستمرّ النقود الحقيقية الى منطقة اليورو (وهو نهج قائم خلال الأشهر والسنوات السابقة). لا تنظر الى ما هو أبعد من الفائض الذي تختبره الحسابات الجارية في الدول الأعضاء/الشمالية لمنطقة اليورو.
وسط هبوط عائدات السندات الأوروبية وارتفاع اسعار الأسهم، واستمرار ارتفاع اليورو في أعقاب اجتماع البنك المركزي الأوروبي، يمكننا القول إنّ المستثمرين يتخلّون عن مبيعات الجملة العائدة للمنطقة حتّى وسط هيمنة نظام معدّلات الفائدة السلبية في المنطقة. فالمشاركون في السوق باتوا أكثر اهتمامًا بالمناخ حيث تشهد فيه الأسعار تطوّرًا.
من الضروري رصد عن كثب بيانات التضخم الألمانية لشهر يونيو التي ستصدر نهاية الأسبوع، والتي من المتوقع أن تظهر تحسنًا طفيفًا مقارنة بشهر مايو، بعد أن أوضح البنك المركزي الأوروبي أنّ التيسير الإضافي سيأتي فقط في حال تدهورت آفاق التضخّم اكثر.
يوم الجمعة، صرّح بينواه كور- العضو التنفيذي في مجلس إدارة البنك المركزي الأوروبي- أنّ التيسير الكمّي محتمل ولكن لسنا بحاجة إليه اليوم. "كنا واضحين أنّه في حال بقي التضخم متدنيًا للغاية لفترة مطوّلة، بإمكاننا استخدام المزيد من الأدوات، بما فيها التدابير غير المعيارية... ولكننّا لسنا في هذا الوضع اليوم". سنتقيّد بكلمة البنك المركزي الأوروبي وسنراقب مسار اليورو خلال الأيام القادمة من أجل قياس إمكانية اعتماد المصرف المركزي المزيد من الخطوات.