أخيراً وصل مؤشر الدولار الأمريكي الى مستويات 100.71 نقطة ’ أعلى مستويات لمؤشر الدولار الأمريكي في ثلاثة عشر عاماً ’ في نفس الوقت أظهرت مؤشرات الأسهم الأمريكية زخماً هائلاً أوصلها الى مستويات تاريخية جديدة خلال أسبوع واحد فقط من فوز ترامب بانتخابات الرئاسة الأمريكية ’ بينما كان رفع الفائدة الأمريكية في نهاية العام الفائت ضربةً للأسهم العالمية التي منيت بخسائر قاسية مع بداية العام الجاري ’ يظهر هنا السؤال الهام وهو هل ستتماشى المؤشرات العالمية مع قوة الدولار الأمريكي واستمرار عوائد السندات الأمريكية بالارتفاع ؟
حقيقةً تبدو قوة الدولار الأمريكي الحالية مبالغ بها لأنها أصلاً غير مرتبطة بتغيير جذري في سياسة الفيدرالي الأمريكي كما أن الاقتصاد الأمريكي يؤدي أداء مستقراً ولكنه ليس حقيقةً بالجديد في الوقت الذي تتقوع فيه الأسواق تغييراً بعد وصول ترامب للرئاسة. هي فقط ارتفاع شهية المخاطرة والتوقعات بأن مستيات التضخم الأمريكية سترتفع اذا نفذ ترامب خطته بسياسة داخلية انعزالية حمائية تبدو حالياً حبراً على ورق ! اننا نعتقد بأن ترامب ’ رجل الأعمال القوي سيكون براجماتياً أكثر من كونه مرشحاً يخاطب الأمريكيين المحافظين وبالتالي قد تتغير الاجندة والأولويات الاقتصادية فيما بعد .
تشير الأرقام الى أن ارتفاع مؤشر الدولار الأمريكي رفع معه مؤشر مخاطر الانكماش بنسبة 10% على أقل تقدير ’ لكن يبدو أن الفيدرالي لا يظهر قلقاً حالياً من قوة الدولار الأمريكي بينما كان دائماً يشير الى ذلك في اجتماعات سابقة خلال العام الجاري . أن استقرار الأسواق الحالي يريح الفيدرالي ويجعله متسامحاً مع قوة الدولار الأمريكي ولن يغير في ذلك الا حدوث تراجع حقيقي في أداء الاقتصاد الصيني ’ وتباطؤ سوق العمل الأمريكي الذي سيدفع التضخم الى التراجع .
ان الوصول الى مستويات 2% للتضخم قد لا يكون سهلاً خلال العام القادم ولكن لن يركز الفيدرالي على هذه النسبة بقدر تركيزه على الأداء بشكل عام . ان السياسات الحالية ستبقي الدولار الأمريكي مطلوباً وسترتفع العوائد على سندات الخزينة الأمريكية وبالتالي فان مكاسب الدولار الأمريكي قد تستمر لبعض الوقت حتى بداية العام الجاري عندما يبدأ ترامب بتنفيذ سياساته وتبدأ تأثيرات رفع الفائدة وقوة الدولار الأمريكي بالظهور خلال الأشهر القليلة القادمة قبل اجتماع الفيدرالي في آذار 2017 القادم .