بدأ الدولار الأمريكي الشهر الجديد مرتفعًا أمام معظم العملات التي نتابعها سواء عملات مجموعة العشر أو عملات الأسواق الناشئة. ويظهر هذا الارتفاع القوة الكامنة من المشاعر تجاه العملة الأمريكية حيث إنه جاء بدون أي أنباء من السوق الأمريكية، التي كانت مغلقة للاحتفال بعطلة عيد العمال.
ارتفعت الأسهم اليابانية بشكل حاد وارتفع زوج الدولار الأمريكي/الين الياباني كالعادة جنبا إلى جنب بعد أن قالت صحيفة الأعمال الرئيسية في اليابان إن رئيس الوزراء شينزو آبي سيجري تعديلا وزاريًا يتم بمقتضاه تعيين حليف مؤيد للإصلاح ليكون وزيرًا للصحة. ويذكر أن وزارة الصحة تشرف على الصندوق الهائل لاستثمار معاشات التقاعد الحكومية والذي يملك أصولا تقدر بنحو 137.3 تريليون ين ياباني وهو ما يساوي الناتج المحلي الإجمالي في المكسيك. وكان هذا المسئول الذي من المنتظر أن يتولي منصب وزير الصحة قد دعا الصندوق لتقليل اعتماده على السندات الحكومية المحلية والاستثمار بشكل أكبر في الأسهم والأصول الخارجية. ونظرا للحجم الهائل لأموال الصندوق فإن أي تغيير في تخصيص الأصول سيكون له تأثير هائل على التدفقات الرأسمالية في اليابان. وهذا هو سبب آخر يدعونا لتوقع استمرار ارتفاع زوج الدولار الأمريكي/الين الياباني.
أما بالنسبة لعملات الأسواق الناشئة، كان الروبل الروسي هو أسوأ العملات أداء بين عملات الأسواق الناشئة التي نتابعها. ويرجع ذلك بلا شك إلى تفاقم الأزمة في أوكرانيا وخطر فرض مزيد من العقوبات على روسيا في وقت لاحق هذا الأسبوع. ولكن كان من الملاحظ أن على النقيض من ضعف الروبل الروسي، فإن الفورنت المجري والزلوتي البولندي سجلا أفضل أداء بين عملات الأسواق الناشئة التي نتابعها بل ونجحا في تسجيل مكاسب قليلة أمام الدولار الأمريكي. ومن الصعب تحديد أسباب ارتفاعهما ولاسيما بعد الانخفاض الحاد لمؤشر مديري المشتريات التصنيعي لشهر أغسطس في المجر إلى أدنى مستوى هذا العام. ويذكر أن أحد نواب محافظ البنك المركزي المجري قد قال، "إننا نتحسن في بعض الأحيان حتى لو كنا لا نستحق ذلك، ولكننا في أحيان أخرى تتدهور عندما لا نستحق ذلك أيضًا".
وعلى الأرجح فإن الفورنت المجري والزلوتي البولندي قد حظيا بالدعم من تعهد رئيس البنك المركزي السويسري توماس جوردان بالإبقاء على الحد الأدنى لزوج اليورو/الفرنك السويسري. ويذكر أن كلا من المجر وبولندا لديهما الكثير من الديون المقومة بالفرنك السويسري ويمكن أن يؤدي أي ارتفاع للفرنك السويسري إلى مشكلة كبيرة لكلا البلدين. أما في ظل انخفاض اليورو فطالما تم الإبقاء على الحد الأدنى ف‘ن الفرنك السويسري سينخفض أيضًا. وقال جوردان أن الحد الأدنى " أمر أساسي للغاية لضمان ظروف نقدية مناسبة في سويسرا"، وكرر أن البنك المركزي السويسري على استعداد لتنفيذه عن طريق شراء كمية غير محدودة من العملات الأجنبية، واستطرد قائلا إنه "لن يستبعد اتخاذ أي إجراء يمكن أن تكون ضروريًا". وباختصار فإنه ليس هناك أي تغيير في الحد الأدنى لزوج اليورو/الفرنك السويسري ولا يبدو أن ذلك سيحدث في أي وقت قريب. ويمكن أن يكون شراء زوج اليورو/الفرنك السويسري عند مستويات قريبة من 1.2000 صفقة كويلة الأجل ذات مخاطرة منخفضة على الرغم من أن المستثمرين يجب بالتأكيد أن يكونوا صبورين.
البنك المركزي الأسترالي يعارض قوة العملة: أبقى البنك المركزي الأسترالي على سعر فائدته القياسي بدون تغيير كما كان متوقعا بالإجماع. وكان البيان الشهري أكثر تفاؤلا بشكل طفيف. وأشار البيان إلى "تحسن تدريجي لظروف العمل وقدر من الانتعاش في ثقة الأسر"، والتي قال التقرير إن ذلك يشير إلى "نمو معتدل في الاقتصاد". وذكر البيان أيضًا أن "نوايا الاستثمار في بعض القطاعات (غير التعدينية) تواصل التحسن". ولكن بالنسبة لأسواق الفوركس فإن النقطة الهامة كانت أن البنك المركزي الأسترالي قام بتصعيد احتجاجه ضد ارتفاع مستوى العملة حيث أشار إلى أن العملة "ما تزال أعلى من معظم التقديرات لقيمتها الأساسية"؛ وهذا صحيح تمامًا حيث إن تقديرات منظمة التعاون والتنمية تشير إلى أن العملة مغالى في قيمتها أمام الدولار الأمريكي بنسبة 29%، بينما على أساس أسعار المنتجين فإن العملة مبالغ في قيمتها بحوالي 23٪. (ومع ذلك فإن مؤشر بيج ماك لمجلة الإيكونومست يرى أن العملة مبالغ في قيمتها بنسبة 10%).
اندهشت من رؤية الانخفاض الحاد الذي تعرض له الدولار الأسترالي قبل 10 دقائق من صدور تقرير موافقات البناء اليوم ثم فشله في الارتفاع عندما جاءت قراءة التقرير أفضل مما كان متوقعا. ويشير ذلك إلى وجود مشاعر سلبية تجاه العملة. وفي ظل معاضة البنك المركزي الأسترالي للدولار الأسترالي القوي فإنني أتوقع استمرار الانخفاض. يرجى الإطلاع على التحليل الفني لمعرفة المزيد من التفاصيل.