ماذا بعد خطاب جانيت يالين !

تم النشر 18/09/2015, 11:36

لن تنتهي التعليقات والتحليلات بشأن قرار الفيدرالي الأمريكي بالابقاء على أسعار الفائدة دون تغيير . ربما كنا من الذين أيدوا رفع أسعار الفائدة الآن " ولكن يبدو أن الفيدرالي الأمريكي قرر أن يبقى صديقاً وفياً لوول ستريت دون أن يخيب آمال صندوق النقد الدولي في آن واحد. اذا اعتبرنا أن خطاب جانيت يالين هو البوصلة الذي يقرر الفيدرالي من خلاله " اعتقد كما أنني بت مقتنعاً أكثر من ذي قبل بعدم امكانية رفع الفائدة أبداً خلال العام الحالي ككل . اذا كانت يالين ربطت أسعار الفائدة بتراجع الاقتصاد الصيني والاقتصاديات الناشئة " لا أحد سيقنعني أن اقتصاد الصين سيرتفع خلال الأشهر الثلاثة القادمة ’ كما أن الاقتصاديات الناشئة مستحيل لها أن تخرج من تراجعاتها الحالية لأن مشاكلها عميقة وتحتاج لسنوات حتى تعود للنمو المستقر .

أن الابقاء على سياسة متكيفة بقوة مع التغيرات الاقتصادية والعالمية كما ذكر الفيدرالي يعني بشكل أو بآخر عدم التغيير الجذري لمجريات الأحداث بالنسبة للفيدرالي " ومن الأفضل للأسواق أن تكف عن توقعاتها بأن رفع الفائدة سيحدث في أكتوبر ( تشرين الأول ) أو ديسمبر القادم ( كانون الأول ) " لأنه كلما ارتفعت توقعاتها كلما كانت ردة فعل الأسواق أعنف اتجاه أي قرار يتخذه الفيدرالي . أن موضوع التضخم الذي يشكل العقدة الأهم للفيدرالي لم يرتفع ولا حتى اقترب من مستويات 2% المستهدفة بموجب اسعار الطاقة الرخيصة وتراجع تكلفة الواردات بسبب ارتفاع الدولار الأمريكي.

ببساطة ’ هل يخبرنا أحد كيف سيرتفع معدل التضخم بسرعة قبل نهاية العام الجاري !! أسعار الطاقة الرخيصة تناسب الولايات المتحدة الأمريكية سياسياً واقتصادياً وعليه فان أمريكا لن تضغط باتجاه ارتفاعه على الأقل في الوقت الحالي . أما الواردات الأمريكية فهي تطرح سؤالاً مهماً " ماهي يا ترى نسبة التراجع المستهدفة للدولار الأمريكي حتى تصبح فعلاً تكلفة الواردات أعلى وترفع معها التضخم؟

وهنا نذكر مثالاً هاماً " أن بنك اليابان وبعد أكثر من ثلاث سنوات من تخفيض الين ومليارات الدولارات من العمليات الجريئة في شراء الأصول ومع ذلك لم يفلح لا في رفع معدلات التضخم ’ ولا ساعدت أسعار الورادات في رفع مؤشر أسعار المستهلكين الى الهدف المطلوب " بل ان أرقام الواردات تراجعت خلال الشهر الفائت بقوة -3.1% !!

من الواضح أن رفع أسعار الفائدة ( ان حدث ) سيكون قراراً سياسياً أكثر من كونه اقتصادياً " ولن تتغير معطيات الاقتصاد العالمي في شهرين حتى تقلب الطاولة على اية قرار " كما أن الاقتصاد الأمريكي لن يصل الى الزخم المطلوب في جميع القطاعات على الرغم من تحقيقه نمواً جيداً قياساً بالاقتصاديات المتقدمة. والذي يحصل أن المزيد من النقود الرخيصة تأخذ طريقها للأسواق مستهدفةً الأدوات الاستثمارية عالية المخاطر والعوائد " ورافعةً من حجم الفقاعة التي يعيش فيها العالم !

أما تراجع العوائد على سندات الخزينة الأمريكية فهو يعني بجزء منه شراء هذه السندات كنوع من التحوط فيما بعد ’ في حال تم رفع الفائدة أو في حال عاد مؤشر الخوف للارتفاع بقوة كما حدث قبل ثلاثة اسابيع في الأثنين الأسود . أن قرار الفيدرالي سيشعل حرب العملات والتي لم تنتهي أصلاً مرةً أخرى وسوف يدفع الكثير من البنوك المركزية الكبرى لاتخاذ اجراءات في تخفيض عملتها وفي مقدمتها بنك اليابان والبنك المركزي الأوربي .

أحدث التعليقات

جاري تحميل المقال التالي...
قم بتثبيت تطبيقاتنا
تحذير المخاطر: ينطوي التداول في الأدوات المالية و/ أو العملات الرقمية على مخاطر عالية بما في ذلك مخاطر فقدان بعض أو كل مبلغ الاستثمار الخاص بك، وقد لا يكون مناسبًا لجميع المستثمرين. فأسعار العملات الرقمية متقلبة للغاية وقد تتأثر بعوامل خارجية مثل الأحداث المالية أو السياسية. كما يرفع التداول على الهامش من المخاطر المالية.
قبل اتخاذ قرار بالتداول في الأدوات المالية أو العملات الرقمية، يجب أن تكون على دراية كاملة بالمخاطر والتكاليف المرتبطة بتداول الأسواق المالية، والنظر بعناية في أهدافك الاستثمارية، مستوى الخبرة، الرغبة في المخاطرة وطلب المشورة المهنية عند الحاجة.
Fusion Media تود تذكيرك بأن البيانات الواردة في هذا الموقع ليست بالضرورة دقيقة أو في الوقت الفعلي. لا يتم توفير البيانات والأسعار على الموقع بالضرورة من قبل أي سوق أو بورصة، ولكن قد يتم توفيرها من قبل صانعي السوق، وبالتالي قد لا تكون الأسعار دقيقة وقد تختلف عن السعر الفعلي في أي سوق معين، مما يعني أن الأسعار متغيرة باستمرار وليست مناسبة لأغراض التداول. لن تتحمل Fusion Media وأي مزود للبيانات الواردة في هذا الموقع مسؤولية أي خسارة أو ضرر نتيجة لتداولك، أو اعتمادك على المعلومات الواردة في هذا الموقع.
يحظر استخدام، تخزين، إعادة إنتاج، عرض، تعديل، نقل أو توزيع البيانات الموجودة في هذا الموقع دون إذن كتابي صريح مسبق من Fusion Media و/ أو مزود البيانات. جميع حقوق الملكية الفكرية محفوظة من قبل مقدمي الخدمات و/ أو تبادل تقديم البيانات الواردة في هذا الموقع.
قد يتم تعويض Fusion Media عن طريق المعلنين الذين يظهرون على الموقع الإلكتروني، بناءً على تفاعلك مع الإعلانات أو المعلنين.
تعتبر النسخة الإنجليزية من هذه الاتفاقية هي النسخة المُعتمدَة والتي سيتم الرجوع إليها في حالة وجود أي تعارض بين النسخة الإنجليزية والنسخة العربية.
© 2007-2025 - كل الحقوق محفوظة لشركة Fusion Media Ltd.