ان الأرقام الاقتصادية البريطانية التي صدرت هذا الأسبوع لم تكن في صالح سياسة بنك انكلترا الذي كان بالفعل متفائلاً ربما أكثر من الواقع قد يعيد التاريخ نفسه كما حدث العام الفائت عندما حقق الجنيه الاسترليني مكاسب قوية في النصف الأول من عام 2014 قبل أن يبدأ مسيرة التراجع اعتباراً من النصف الثاني من العام الفائت وصولاً الى مستويات 1.4570 مقابل الدولار الأمريكي قبل أقل من شهرين.
جاء مؤشر مدراء الشراء للتصنيع للشهر الفائت بأقل من التوقعات كما عادت أسعار الاسكان للتراجع من 5.2% الى 4.6% خلال الشهر الفائت ثم اكتملت البيانات السلبية مع تراجع مؤشر الخدمات بقوة الى 56.5 من 59.5 علماً أن قطاع الخدمات يشكل الجزء الأكبر للاقتصاد البريطاني.
اذاً عادت الشكوك مرةً أخرى بقدرة الاقتصاد البريطاني على التعافي المستدام خاصةً أن الأرقام تشير الى أن أداء قطاعات الخدمات والبناء والتصنيع لشهر آيار الفائت كان الأضعف منذ كانون الأول الفائت/ ديسمبر / . ان حماس بنك اكلترا لرفع الفائدة سيتراجع كما أنه من المرجح أن يكون بنك انكلترا حذراً في تعامله مع أية اجراءات لتغيير السياسة النقدية الحالية. نقطة هامة أخيرة استفاد الجنيه الاسترليني بالأساس من ضعف الدولار الأمريكي وعزز مكاسبه في الأيام الأخيرة ولكن من المهم الانتباه أن هذه المكاسب قد لا تستمر خاصة اذا أتت أرقام الوظائف ألأمريكية يوم الجمعة أفضل من التوقعات.