حقيقةً ’ لايمكن أن نقنع أنفسنا ونقنع الآخرين بأن أسعار النفط سترتفع بقوة مجدداً لمجرد أن العالم كله يقول ذلك ’ كما لايمكن أن نكون منطقيين في رؤيتنا للسوق النفطي لمجرد أن مجموعةً من الدول اتفقت فيما بينها على ألا تتفق وهذا ما يجري حقيقةً خلف الجدران والأبواب المغلقة . لنكون أكثر واقعيةً ’ من المهم أن نقرأ الأرقام المتعلقة بالانتاج والطلب العالمي وقواعد الاستهلاك من الدول الكبرى كالصين واليابان والهند وحتى السعودية والولايات المتحدة نفسها . من مصلحة جميع الدول المنتجة بلا استثناء أن ترتفع أسعار الطاقة مجدداً وبعيداً عن نظريات المؤامرة التي كثيراً ما تروق للمتابعين يمكن القول أن ايران قد تكون وحدها حقيقةً من يستفيد من الأسعار الحالية لأنها ببساطة الدولة الوحيدة تقريباً التي عادت للسوق العالمي بعد غياب سنوات طويلة بسبب العقوبات علماً أن النفط الايراني استمر بالتدفق من خلال قنوات غير رسمية ووكلاء محليين ودوليين تحايلوا على نظام الحظر المفروض حتى لو لم تكن كميات النفط المصدرة ضخمةً . ولكن في نفس الوقت ’ لن يكون لدولة واحدة اليد الطولى في تحقيق الاستقرار المنشود أو تحقيق اختراق سعري مستدام وهذا الأهم . المكاسب التي تحققت لأسعار النفط خلال شهر مضى ورفعت الأسعار من 43$ الى 52$ لبرميل نفط خام غرب تكساس تبدو أبعد عن الاستمرار وقد نرى تراجعاً آخر كالذي حدث في تموز الفائت عندما وصل مع نهاية الشهر السابع الى مستويات 40$ تقريباً. بغض النظر عما سيحدث ’ سيكون من المجدي بناء مراكز من مستويات مختلفة والعمل على أهداف قصيرة الأجل للمتداولين الذين لديهم محدودية في رأس المال ’ علماً أن الشراء من من مستويات 46.80$ و 44$ ’ 42.70$ وحتى 47.90$ قد يكون جيداً مع ادارة مخاطرة منطقية لا تظهر انكشافاً يتجاوز 8% من رأس المال المستثمر حتى يتمكن المتداول من بناء مراكز أخرى فيما لو تراجعت الأسعار بقوة . بكل الأحوال سيكون طريق عودة أسعار النفط الى الارتفاع طريقاً ليس سهلاً وفيه الكثير من المطبات السياسية ’ العسكرية والاقتصادية ..