عندما كانت الحملات الانتخابية الأمريكية في أوجها واستطلاعات الرأي تشير الى فوز كلينتون ’ كان الجميع بلا استثناء ( المحترفون والمبتدئون ) يتكلمون عن ارتفاع الذهب , فاز ترامب وحلق الذهب الى مستويات قوية وعاد ليخسر قرابة 10% من قيمته في يومين فقط ! بدا أن جميع التحليلات كانت خاطئة ’ او هكذا بدا للكثيرين . حقيقةً لم يكن شراء الذهب خياراً استثمارياً خاطئاً لأنه ارتفع بقوة وبالتالي حقق الكثير من المضاربين والمستثمرين أرباحاً ’ ولكن هل هي مكاسب جيدة ! هذا هو السؤال الذي لن يستطيع أحد الاجابة عنه الا صاحب الاستثمار عندما تسأله ’ ماهي النسبة التي قد تكون منطقية بالنسبة لاستثمارك ’ أو بعبارة أخرى ما هو الهدف الذي تضعه لاستثمارك كعوائد ؟ هناك حقيقةً سوء فهم بين الأسواق وبين الواقع السياسي لأن من أفهم الأسواق أن ترامب قد يكون سلبياً وكلينتون قد تكون ايجابية ً هو نفسه من باع الذهب بقوة لأن ترامب كسب الانتخابات بقوة ! حقيقةً لا تنسطوا لكلام البنوك الكبرى الا التي تتكلم بمنطق اقتصادي وليس بمنطق سياسي أو ديناميكية الربح . أعتقد أن ترامب أقرب الى أن يكون براجماتياً وسطياً ليس على شاكلة كلينتون ’ ولا بمنطق الجمهوريين المحافظين .
التحدي الأقوى سيكون من أعضاء حزبه أنفسهم لأنهم هم من سيفشلوه لأنه ببساطة لن يقبل بسياسات المؤسسات البيروقراطية الأمريكية ولن يكون من السهل التحكم به. من التناقض الحاصل حالياً أن التوقعات بارتفاع مستويات التضخم الأمريكية نتيجة سياسة ترامب ( ان حدثت ) ستكون لصالح الذهب لاحقاً ’ ولكن قوة الدولار الأمريكي كانت قوية بما فيه الكفاية لترسل الذهب الى مستويات دعم قوية ’ اضافةً الى مكاسب مؤشرات الأسهم الأمريكية التي وصلت مجدداً الى مستويات تاريخية. قوة الدولار الأمريكي ستكون الحكم على الذهب خلال المرحلة القادمة قبل نهاية العام الجاري ’ وعادةً ما تكون القوة بزخم قبل رفع الفائدة وبالتالي هناك مزيد من المكاسب للدولار الأمريكي قبل نهاية العام . لا أحد يقرر مستويات مكاسب الذهب الا المستثمر نفسه ’ وبالتالي من الأفضل عدم المبالغة بانتظار المكاسب القوية التي قد تتأخر طويلاً ’ والذي يعتقد أن الاستثمار بالذهب لا يلحق خسارة عليه اعادة النظر بهذا المفهوم لأن الذهب هو مجرد أداة استثمارية قد ينفع فيما بعد للحصول على قيمة حقيقية ( قيمة نقدية ) ’ ولكن بالتأكيد لن يجعل مستويات الهامش تتوقف اذا كان الانكشاف كبيراً.