جرى تداول الدولار الأمريكي بشكل متباين أمام نظرائه من العملات الرئيسية خلال صباح اليوم الخميس في أوروبا. وارتفع الدولار الأمريكي بالترتيب أمام اليورو والدولار الأسترالي والدولار النيوزيلندي والدولار الكندي مستعيدا بذلك معظم الخسائر التي تعرض لها بعد قرار اللجنة الفيدرالية للسوق المفتوحة مساء أمس. وانخفض الدولار الأمريكي أمام الكرونة النرويجية والكرونة السويدية والفرنك السويسري والجنيه الإسترليني. وظل الدولار الأمريكي بدون تغيير أمام الين الياباني.
أبقى البنك المركزي السويسري على أسعار الفائدة بدون تغيير كما كان متوقعا. وأدى ذلك لخيبة أمل بعض المشاركين في السوق الذين كانوا يترقبون خفض سعر الفائدة، وكان الفرنك السويسري قد ارتفع عقب قرار البنك.
وعلى الجانب الآخر، شهدت السوق مفاجأة كبيرة من جانب البنك المركزي النرويجي الذي أبقى على سعر الفائدة الرئيسي بدون تغيير عند 1.25٪، على الرغم من التوقعات التي اقتربت من الإجماع بين المحللين بأن البنك سيقوم بخفض سعر الفائدة بمقدار 25 نقطة أساس. وقال البنك إنه حتى نشر تقرير السياسة النقدية المقبل في شهر يونيو، ينبغي أن يظل سعر الفائدة في النطاق المتراوح بين 0.5% إلى ناقص 1.5%.
كانت آثار انخفاض أسعار النفط على الاقتصاد الحقيقي ضئيلة نسبيا كما أن أسعار المساكن ما زالت آخذة في الارتفاع بوتيرة سريعة، وقال البنك إن ذلك من شأنه وفقا أن يبرر موقفه بالإبقاء على سعر الفائدة بدون تغيير. وعلاوة على ذلك، كانت التطورات في الاقتصاد النرويجي متماشية بشكل عام مع ما كان متوقعا في اجتماع ديسمبر: فقد ظلت البطالة مستقرة عند مستويات منخفضة في حين أن مؤشر أسعار المستهلكين، وهو المؤشر الفريد من بين بلدان مجموعة العشرة، قريب من مستوى 2.5% المستهدف. ومع ذلك، فإن الأفق الاقتصادية قد انخفضت بعض الشيء مما كان متوقعا في ظل استمرار انخفاض أسعار النفط. ونتيجة لذلك فإنه ربما ينخفض النشاط في قطاع الطاقة بأكثر مما كان مفترضا في السابق. ومن المتوقع أيضا أن يظل نمو الأجور ضعيفا. وكان محافظ البنك المركزي النرويجي قد قال إنه إذا جاءت التطورات الاقتصادية في المستقبل متماشية بوجه عام مع ما هو متوقع فإن هناك احتمال بالقيام بخفض سعر الفائدة الرئيسي.
انخفض زوج الدولار الأمريكي/الكرونة النرويجية بما يقرب من 3% عند صدور قرار البنك المركزي النرويجي كما زاد من انخفاضه في الساعة التالية. وعلى الرغم من الأساسيات الجيدة في الوقت الحالي في النرويج إلا أن حقيقة أن محافظ البنك المركزي النرويجي قد أبقى احتمال خفض سعر الفائدة قائما يمكن أن يؤدي لضعف الكرونة النرويجية مرة أخرى في المستقبل القريب.