من المحتمل أن تتبع عقود الذهب والنفط الخام مسارات متباعدة الأنظار تتوجّه جميعها نحو محضر اجتماع مجلس الاحتياطي الفدرالي لشهر يوليو وسط التخمينات الكثيفة المحيطة بمستقبل السياسة النقدية لبنك الاحتياطي الفدرالي. في هذا الصدد، تظهر مسوحات عدّة للخبراء الاقتصاديين أنّ هنالك فرص كبيرة لإستهلال عملية التقليص في سبتمبر بقيمة 10 مليار دولار. تشير تحرّكات الأسعار التي سجّلت في الأسابيع الأخيرة الى أنّ أي موقف حذر للغاية يعاكس المناخ المذكور سيلقي بثقله على الدولار الأميركي ويوفر الدعم للأصول المحفوفة بالمخاطر (الأسهم والسلع والعملات ذات العائدات المرتفعة) والمعادن الثمينة. في المقابل، ستترتّب عن أي نهج متفائل التأثيرات المعاكسة.
في حال أكّد بنك الاحتياطي الفدرالي الوضع الراهن، من المحتمل أن تبرز دينامية معاكسة للمنطق. من المحتمل أن تكون الخطوط العريضة لسيناريو مماثل قد ظهرت يوم الخميس عندما جاءت البيانات الاقتصادية الرئيسية الداعمة لتقليص عمليات شراء الأصول في سبتمبر سلبية بالنسبة الى الأصول المحفوفة بالمخاطر والدولار الأميركي على حدّ سواء.يتشارك حوالى ثلثي من الخبراء الاقتصاديين الذين شملتهم استطلاعات الرأي التي قامت بها بلومبرغ ورويترز الرأي نفسه الذي يظهر إمكانية تقليص التيسير بقيمة 10 مليار دولار أميركي في سبتمبر. لا يوفر مناخ مماثل الدعم للدولار الأميركي.
يترك هذا الأمر الأخضر رهن الإعتبارات الثانوية. من المحتمل أن تتجسّد إحدى الإعتبارات بردود فعل أصحاب سندات الخزانة الأميركية- كالصين على سبيل المثال- أزاء الخروج الوشيك للشارين الرئيسيين الذين يوفرون الدعم للأسعار. أظهرتقرير مركز الأبحاث والدراسات العالمية TIC لشهر يونيو الذي بيّن هروب 66.9 مليار دولار شهريًا من رؤوس الأموال من الأصول البعيدة الأجل المسعّرة بواسطة الدولار الأميركي (ولا سيّما سندات الخزانة). يعتبر هذا التراجع الشهري الأكبر منذ أغسطس 2007 وحدث وسط موجة من التذبذبات المحيطة بإشارة الاحتياطي الفدرالي الى رغبته بتقليص مساعي التيسير الكمّي. يدلّ ذلك على أنّ أسوق الفوركس قد تفسّر هذا الحدث على صعيد تبدّد الطلبات على الأصول المسعّرة بواسطة الدولار الأميركي، لترزح العملة المعيارية تحت وطأة الضغوطات. في هذا الصدد، يصبّ ضعف الدولار لصالح الذهب والفضّة حتّى في ظلّ تراجع النفط الخام والنّحاس بالتزامن مع الأسهم.
النفط الخام: تراجعت الأسعار عقب اختبارها تشكّل نمط الإبتلاع البيعي في رسم الشموع دون المقاومة القائمة عند قمّة المثلّث، وهو حاجز يلقى التعزيز من توسّع فيبوناتشي 38.2% المتواجد عند 108.40. تستهدف عمليات البيع في الوقت الراهن دعم المثلّث الكائن عند 104.71، الذي يستهدف اختراقه نزولاً تصحيح فيب 38.2% عند 102.70. في المقابل، يتيح أي انعكاس فوق 108.40 المجال أمام بلوغ توسّع 50% عند 110.32. بشكل عام، عادة ما يشير نمط المثلّث الى استمرار الإتّجاه القائم، الأمر الذي يرسّخ التأثيرات الإيجابية، على الرغم من غياب التأكيد في الوقت الراهن.
XAU/USD: اختبرت الأسعار تشكّل نمط السحابة السوداء السلبي في رسم الشموع دون المقاومة المتواجدة عند 1376.28، وهي توسّع فيبوناتشي 61.8%، إشارة الى بروز انعكاس هبوطي في الأفق. كما يعزّز التباعد السلبي لمؤشر القوّة النسبية السيناريو الإنخفاضي.
يتمركز دعم الأجل القريب عند 1356.22، وهو فيب 50%، الذي يستهدف اختراقه نزولاً مستوى 38.2% الكائن عند 1336.76. في المقابل، يتيح اي انعكاس فوق مستوى 1376.28 المجال امام بلوغ توسّع 76.4% عند 1400.72.
XAU/USD Daily chart" title="XAU/USD Daily chart" width="680" height="340">
XAG/USD: شهدت الأسعار ارتدادًا هبوطيًا اعتبارًا من الدعم الذي تحوّل الى مقاومة عند خط الترند الهبوطي الذي نشأ اعتبارًا من نوفمبر 2012 لتعيد اختبار تصحيح فيبوناتشي 23.6% المتواجد عند 22.25. كما يستهدف أي اختراق دون المستوى المذكور سعر 14.6% القائم عند 20.70. في المقابل، يتيح أي انعكاس فوق خط الترند (الكائن حاليًا عند 23.18) المجال أمام بلوغ العقود فيب 38.2% عند 24.75.
XAG/USD Daily chart" title="XAG/USD Daily chart" width="680" height="340">
عقود النحاس: تشهد الأسعار تراجعًا من مقاومة القمّة الثلاثية القائمة عند 3.378، وهو حاجز يلقى التعزيز من توسّع فيبوناتشي 138.2% المتواجد عند 3.381. يتمركز دعم الأجل القريب عند 3.321، وهو تصحيح فيب 14.6%، الذي يستهدف اختراقه نزولاً مستوى 23.6% الكائن عند 3.286. في المقابل، يتيح أي انعكاس فوق 3.381 المجال أمام بلوغ توسّع 150% القائم عند 3.410.