اجتماع البنك المركزي الأوروبي يقترب والأعين كلها تتجه إلى العملة الأوروبية الموحدة اليورو الذي شهد أداء هو الأسوأ منذ أشهر عديدة مقابل الدولار والعملات الرئيسية بسبب التوقعات بمزيد من التحفيز من قبل المركزي الأوروبي، فهل اليورو اكتفى من الانخفاض أم أنه على استعداد لتقبل المزيد من الخسائر؟
اليورو دولار انخفض بنسبة 4.4% خلال تداولات شهر نوفمبر/تشرين الثاني ليسجل اليوم أدنى مستوى منذ ثمانية أشهر تقريباً عند 1.0564.
التوقعات بمزيد من التحفيز النقدي في الأسواق الأوروبية بدأت منذ اجتماع البنك المركزي الأوروبي الأخير الذي أكد على المخاوف السلبية المحيطة بمعدلات التضخم وتأثيرها على النمو، بالإضافة إلى إشارته إلى مراجعة أداء البرنامج التحفيزي مع إمكانية زيادة قيمته خلال اجتماعه الأخير في ديسمبر/كانون الأول.
من جهة أخرى أشار البنك الأوروبي أنه يفكر في خفض جديد في أسعار الفائدة على الإيداع من اجل تقديم المزيد من الدعم للسيولة النقدية في الأسواق المالية.
تأثير توجهات البنك المركزي الأوروبي الجديدة والتصريحات المستمرة من رئيسه ماريو دراغي أنه على استعداد للتدخل بكافة الطرق للحول دون انخفاض التضخم كان لها أكبر الأثر السلبي على أداء اليورو.
لم يكن هذا فقط هو الدافع السلبي لأداء اليورو، فمن جهة أخرى التوقعات المستمرة والمتزايدة بقيام البنك الاحتياطي الفدرالي برفع أسعار الفائدة خلال ديسمبر/كانون الأول أيضاً زادت من حدة هبوط اليورو بسبب توسع الفارق في السياسة النقدية بين البنكين المركزي الأوروبي والاحتياطي الفدرالي.
مع زيادة الضغط السلبي على اليورو يبدوا أنه لا مفر من تحقيق المزيد من الخسائر، فمن الصعب على العملة الأوروبية الموحدة أن تكتفي بخسائرها السابقة وتستقبل قرارين في قمة الأهمية مثل اجتماع المركزي الأوروبي ومن بعده تقرير الوظائف الأمريكي هذا الأسبوع بدون التفاعل والاكتفاء بالمستويات السابقة.
لذا نجد أن اليورو يقوم بالاستعداد لجولة أخرى من الهبوك وهو السبب وراء التداولات الضعيفة التي يشهدها خلال الأيام الماضية حيث ينتظر المستثمرين الحدث الأكبر.