وأخيراً ’ الانتخابات الأمريكية على الأبواب , أيام قليلة قادمة ونعرف بعدها من سيكون سيد البيت الأبيض للأربع سنوات القادمة وربما تمتد لثماني سنوات .. لا أحد يعرف . الجميع حول العالم يتكلم عن الانتخابات الأمريكية وربما أكثر من الأمريكيين أنفسهم الذين تعبوا من مواضيع تبدو بعيدة عن حياتهم اليومية المرهقة بالضرائب وساعات العمل الطويلة ومستويات الأجور الغير مرتفعة وطبعاً الحلم الأمريكي الذي رسموه لأنفسهم بامتلاك منزل بينما تشير الأرقام الى أن أكثر من 52% من الأمريكين لا يملكون حقيقةً أي شي !
ولكن يبدو أن الأسواق لها لغتها الخاصة في خضم المعمعة ’ مستويات التداول ارتفعت في اليومين الأخيرين , تراجع النفط بقوة مجدداً وارتفع الذهب ليقترب من مستويات 1300$ للأونصة الواحدة . ولكن هل تعني فعلاً الانتخابات الأمريكية أي شي للمتستثمر أو المتداول ؟ من الواضح أن الاعلام لعب دوراً هاماً ليرسم صورةً قاتمة للاقتصاد فيما لو فاز ترامب ’ متجاهلين حقيقةً أن خطة هيلاري كلينتون الاقتصادية ستقود أمريكا مجدداً للركود الاقتصادي ’ يعني مسألة وقت لا أكثر ’ ومن هنا تراجع الدولار الأمريكي في اليومين الأخيرين وارتفع الذهب والين وعادت العوائد على السندات الأمريكية للتراجع .
مازلنا نعتقد بأن التداول في هكذا ظروف فيه من المخاطرة التي يمكن للمتداول أن يحددها بنفسه وبالتالي لا ينسحب مطلقاً ويتراجع لمجرد حماية رأس ماله . لا نعتقد بفوز ترامب بموجب جميع المعطيات الحالية اقتصادياً وسياسياً ’ وبالتالي فان زخم الدولار الأمريكي سيحدده الفيدرالي أكثر من الانتخابات مع اعتقادنا أن مكاسب الدولار الأمريكي لن تستمر طويلاً حتى لو ارتفعت الفائدة الأمريكية في الشهر القادم . يبقى الرهان قائماً على المعدن الثمين حتى لو ارتفعت الأسعار فوق مستويات 1300$ . السيناريو الحالي سيساعد الين على تحقيق مكاسب اضافية لأن العامل الوحيد الذي سيدفع الين للتراجع هو رفع الفائدة الأمريكية في غياب بنك اليابان عن تغيير سياسته النقدية . أما أسواق النفط فيمكن بناء مراكز طويلة ومتوسطة دون انكشاف كبير والدخول من عدة مستويات دون انتظار مزيد من التراجع أو الرهان على اتفاق أوبك هذا ان حدث .