مع تطور سوق الأسهم الأمريكية بهذه الطريقة، عليك أن تسأل نفسك سؤالاً مهماً: هل أحتاج إلى تغيير الطريقة التي أنظر من خلالها إلى الأخبار والأسواق والرأي العام؟
إذا لم تكن قد لاحظت، فلقد إفترس هذا السوق المخاطر المحيطة به، وأصبحت كأنها لم تكن موجودة، وإستمر في التقدم في إتجاه واحد: إلى الأعلى. هذا ما نستخدم مصطلحاً مميزاً للكلام عنه، كما يعرف قرائنا، وهو مصطلح "العمل العظيم". لقد إستطاعت محركات السوق التفوق على مصادر المخاطر المحيطة، الواحد تلو الأخر، وهو ما ترك السوق تتجه إلى الأعلى بشكل مستمر.
ويبدو أن شهادة المدير السابق لمكتب التحقيقات الفيدرالية (جيمس كومي) المقررة اليوم، ستكون على الارجح مجرد محطة وقوف واحدة، أمام هذا القطار المتجه إلى الأعلى.
ماذا يمكن لـ (جيمس كومي) أن يقول اليوم؟
بالفعل، ما الذي يمكن لـ (جيمس كومي) أن يقوله اليوم ولم نقرأ عنه في الصحافة أو في الشهادة المكتوبة التي تم أصدرها أمس إلى لجنة الاستخبارات في مجلس الشيوخ؟ بكل تأكيد، هناك دائماً مخاطر سياسية تحيط بهذا النوع من الاحداث، ولكن هل يمكن أن يحصل أمر يمكن أعتباره على أنه أسوأ بكثير مما نعرفه بالفعل؟
يمكن أن يحصل ذلك، ولكننا نجد أنفسنا نميل نحو القول بأن ذلك لن يحصل. ففي الحقيقة، كل ما يمكن للسيد (كومي) القيام به هو تأكيد التسريبات التي علمت عنها الأسواق يوم 17 آيار/مايو.
في 16 آيار/مايو، ذكر تقرير إخباري في صحيفة (نيويورك تايمز) أن الرئيس الأمريكي (دونالد ترامب) قال لـ (جيمس كومي): "آمل أن تتمكن من تناسي هذا الموضوع"، قاصداً بذلك التعبير عن رغبته في عدم متابعة تحقيق مكتب التحقيقات الفيدرالية (FBI) في قضية (مايكل فلين). وتعالت الأصوات من مختلف أنحاء العالم السياسي، لتقول أن هذا السلوك كان مشابهاً لسلوك الرئيس الأمريكي السابق (ريتشارد نيكسون) بخصوص فضيحة (ووترغيت)، وان الرئيس الأمريكي يستهدف من كلماته هذه عرقلة العدالة. إذا كانت هذه الأخبار صحيحة، فإن الرئيس الأمريكي قد يكون معرضاً لخطر مواجهة جلسات الإستماع والتحقيق معه.
ربما سيقوم السيد (كومي) بتأكيد ما ورد في المذكرة، وربما يمكن أن يقول أكثر من ذلك، أو حتى أقل من ذلك، خلال جلسة الإستماع المقررة اليوم. وبرأينا وبحسب تحليلاتنا، فإن المرجح هو أن يقوم بتأكيد ما ورد في أن المذكرة.
لكن يبدو أن الأسواق قد أدخلت هذه المعلومات في تسعيرها بالفعل، لأن ما سيؤكده في هذه الحالة، هو الأخبار التي نعرفها حتى الآن.
تسعير الأسواق يشمل تأكيد (كومي) للمذكرة المزعومة
لقد صدرت هذه الأنباء بتاريخ 16 من شهر آيار/مايو الماضي، وهو ما تسبب في توجيه ضربة موجعة لسوق الأسهم الأمريكية في 17 آيار/مايو. فلقد شهد ذلك اليوم أكبر إنخفاض يومي منذ بداية العام الحالي. فيما يلي الرسم البياني لمؤشر (داو جونز) في ذلك اليوم:
والسؤال الأن: هل تغير أي شيء منذ ذلك الحين؟ هل تبع ذلك صدور أخبار أفضل بكثير؟ لم نشاهد أي شيء من هذا القبيل. فلم يصدر أي شيء، إلا ربما إنكار الرئيس الأمريكي (دونالد ترامب) للمحادثة المزعومة.
ماذا فعلت الأسواق منذ ذلك الحين؟ لقد إنفجرت إلى الأعلى. لنرى ماذا فعل مؤشر (ستاندرد آند بورز 500) منذ ذلك الحين:
قد يكون من الصعب عليك أن تصدق، أنه في هذه الحركة المبهرة، هنالك أخبار سيئة تم تسعيرها من قبل الأسواق. الناس يعرفون عن هذه الأخبار، ولكن الأسواق تمكنت من التحرك إلى الأعلى بغض النظر عن ذلك. فكر في ذلك.
لذلك فنحن من نسألكم: ما مدى سوء الأخبار التي يجب أن تتواجد في الأسواق حتى تدفع الأسهم إلى الهبوط والبقاء في حالة الهبوط؟ برأينا، فإن هذه الأخبار يجب أن تكون فظيعة بشكل مطلق.
لذلك، هل يشكل موضوع (كومي) أي مسألة هامة للأسواق؟
الأسواق يمكن أن ترتفع خلال الأيام الممطرة أو الأيام المشمسة، وبوجود أخبار جيدة أو أخبار سيئة. هناك أخبار، وهناك قصص، وهناك كذلك ما يهم سوق الأسهم.
إننا نعلم انه سؤال مجنون، ولكن هل من الممكن أن يكون كومي غير مهم بالنسبة للأسواق؟ مهما كان الحال في السياسة، ومهما حدث في أروقتها، فإن مثل هذه الأمور ستحدث، ويمكن أن ترتفع الأسواق على أي حال. فهل هذا ممكن؟
نحن نعتقد أنه ممكن. لقد أثبتت أسواق الأسهم ذلك، وبوضوح.
كيف يعقل ذلك؟ كنا قد أشرنا إلى الميزات الصعودية الملموسة لهذه السوق في مقال الأسبوع الماضي "هل سوق الأسهم غير مقيد؟".
إن أسعار الفائدة منخفضة، وأرباح الشركات تشهد إرتفاعاً. أضف إلى ذلك أن معنويات المستثمرين بعيدة عن كونها صعودية. هذه هي ميزات رائعة لصعود السوق. هذه هي الكيفية، والسبب، في أن أسواق الأسهم قد كانت قادرة على التقدم خلال "الأخبار السيئة".
الاستنتاج: التداول في فترة (كومي)
إذا كنت تتوافق مع طريقة تفكيرنا، فإنه لا يزال عليك أن تضع في اعتبارك هذه المخاطر. ففي النهاية، هذا الحدث هو من الاحداث مرتفعة المخاطر. سندخل السوق، ولكننا سنترك جزءاً من قوتنا الشرائية في الخارج.
يمكن أن يحدث أي شيء خلال اليومين المقبلين. ومع مرور كل يوم، من تداولات الخميس إلى الإغلاق، ثم مع التداولات طوال يوم الجمعة، ومن ثم إعادة إفتتاح الأسواق يوم الاثنين، ستعرف على الأرجح ما هو المدى الذي إنتهت عليه الأمور.
إن الأخبار أمر، وكيفية تفاعل الأسواق مع هذه الأخبار هو أمر أخر. إذا كان مقدراً للأسهم أن تمر عبر هذه الأخبار دون هبوط ملحوظ، فإنه سيصبح لدينا "عمل عظيم" مرة أخرى، وهو ما سيؤكد الإمكانات الصعودية لهذا السوق من جديد.
ستتحدث الأسواق معك، وستتيح لك معرفة ما تريد القيام به. قم بوضع أذنيك على مسار هذا القطار، وأستمع إلى ما سيقوله.
إفصاح: الأوراق المالية التي تتناولها مقالات شركة اليعازار للاستشارات ذ.م.م. تسترشد إلى منهجياتنا اليومية والأسبوعية والشهرية. لدينا نظرة يومية تتغير بشكل متكرر، والتي يتم إرسالها إلى أعضائنا المشتركين بالخدمات المميزة، والتي قد تختلف عما ذكر في التقرير أعلاه.
قد تكون أجزاء من هذا التقرير قد أصدرت في وقت سابق إلى المشتركين أو العملاء. إن جميع الاستثمارات هي عرضة للعديد من المخاطر، والتي يمكن أن تتسبب في فقدان رأس المال على المدى القصير أو المدى الطويل. هذه المقالة هي لأغراض إعلامية فقط. من خلال قراءة هذا فإنك توافق وتفهم وتقبل، أن تتحمل بنفسك كامل المسؤولية عن جميع القرارات الاستثمارية الخاصة بك، وأن تقوم بأبحاثك الخاصة، وأنك تخلي مسؤولية شركة اليعازار للاستشارات ذ.م.م.، والأطراف ذات الصلة بها، بشكل كامل من أي مسؤولية. يمكن لأي استراتيجية تداول أن تتسبب في خسارة الأموال، ويجب على كل مستثمر أن يفهم هذه المخاطر.
مقال بقلم (شاييم سيجيل) من شركة اليعازار للاستشارات، ذ.م.م.