Friday, October 31, 2008 
    
  
الخبر 
السابق 
المتوقع 
التحليل لقد شاهدنا أسواق الأسهم في مختلف أنحاء العالم ترتفع يوم أمس على أمل أن يكون قرار خفض الفائدة الأمريكية بالإضافية إلى قرارات البنوك المركزية الأخرى حول العالم ستكون قادرة على تقلل من مخاطر الركود العالمي الذي يحلق في الأفق مترقباً لحظة الانقضاض على الاقتصاد العالمي الذي بات ضعيف للغاية...

ارتفعت أسعار النفط الخام يوم أمس على ظهر الدولار الأمريكي الضعيف و على أثر التفاؤل الذي ملأ الأسواق عقب قرار الفائدة الأمريكية كما ذكرنا ليسجل الأعلى له يوم أمس عند 70.60$ للبرميل و الأدنى له عند 64.04$ للبرميل, ثم أنهى التداولات عند 65.96$ للبرميل, و لكن لم تدم هذه الأوضاع كثيراً حيث عادة الحالة النفسية السيئ و الخوف إلى الأسواق مجدداً خاصة عقب صدور البيانات الأمريكية يوم أمس.

لقد صدر يوم أمس بيانات أظهرت أن الاقتصاد الأمريكي قد تقلص خلال الربع الثالث ضمن أكبر حركة تنازلية سنوية منذ عام 2001, و كان هذا هو السبب وراء انحدار أسعار النفط الخام منذ يوم أمس و حتى اليوم, فهذا التقلص في الناتج المحلي الإجمالي زاد من احتدام الأوضاع في أكبر مستهلك للنفط الخام على المستوى العالمي, فمن الطبيعي حدوث هذا التأثير حيث أن التقلص في مستويات النمو الاقتصادي تقلل بالطبع من إقبال المستهلكين على طلب النفط الخام مما يهدد مستويات الطلب خلال الفترة القادمة بالتأكيد. افتتح النفط الخام تداولات اليوم عند 65.58$ للبرميل مسجلاً الأعلى له عند 65.77$ للبرميل حتى الأن و الأدنى له عند 64.22$ للبرميل.

صدر يوم الأربعاء الماضي التقرير الأسبوعي لوكالة الطاقة الأمريكية ليظهر ارتفاع في مخزونات النفط الخام بقيمة 0.5 مليون برميل مقارنة بالأسبوع الماضي ، فقد أصبحت مخزونات النفط الخام عند 311.9 مليون برميل لتظل في منتصف المدى المتوسط لهذا الوقت من العام. وقد انخفضت مخزونات وقود المحركات بقيمة 1.5 مليون برميل الأسبوع الماضي ولا تزال ضمن أدنى متوسط المدى. كما ارتفعت مخزونات المشتقات المقطرة التي تشمل وقود التدفئة بقيمة 2.3 مليون برميل وأصبحت أدنى منتصف المدى المتوسط لهذا الوقت من العام.

عقب أن شاهدنا النفط الخام يرتفع يوم أمس و يزيل عن كاهله القدر الكبير من عمليات البيع التي نتجت عن الخوف الهائل الذي اجتاح الأسواق من الركود الذي يهدد الاقتصاد العالمي و توقعنا أن تكون هذه بداية موجة تصاعدية قد تأخذ النفط إلى مستويات 80$ للبرميل, لكن جاءت بيانات النمو الاقتصادي في الولايات المتحدة الأمريكية لكي تغير من مجريات الأمور مجدداً و عدنا إلى ما بدأنا منه و هو الخوف, فالخوف في الوقت الحالي هو الذي يدفع المستثمرين و المستهلكين لاتخاذ قرارات كثيرة مؤخراً و من المتوقع أن يسيطر هذا الخوف لبعض الوقت حتى تبدأ العلامات الجيدة لقرارات البنوك المركزية حول العالم في الظهور....