إن كنتم تتابعون معنا هذه السلسلة الأسبوعية من المقالات التي نستعرض معكم فيها تمركز الكبار في تداولات عقود الخيارات والعقود الآجلة للذهب .. فأنتم تعلمون أننا ذكرنا في الأسبوعين الماضيين أنه بالرغم من ارتفاع أسعار الذهب إلا أنّ الكبار كانوا يتمركزون بيعا بشكل مستمر .. وهذه كانت إشارة واضحة للهبوط الذي شهدناه نهاية الأسبوع الماضي
ارتفع سعر الذهب 90 دولار في تداولات الأسبوع الماضي .. من القاع 3077 وصولا إلى القمّة 3167 .. ارتفاع سعر الذهب أتى بداية من ارتفاع الأسعار يوم الإثنين وصولا إلى قمّة يوم الخميس .. ومن ثم هبوط ب 150 دولار تقريبا من 3167 وصولا إلى قاع يوم الجمعة 3016
يمكن ملاحظة أن أحجام التداول على الذهب في العقود الآجلة وعقود الخيارات خلال تداولات الأسبوع الماضي ارتفعت عن الأسبوع الذي سبقه .. وحقق سيولة استثنائية مرتفعة جدا في تداولات يومي الخميس والجمعة .. وهذا يعني أن الهبوط الذي شهدناه كان حقيقيا ومترافقا مع سيولة وأحجام تداول كبيرة ضغطت على أسعار الذهب هبوطا
أما في عقود خيارات الذهب .. فإنه وكما هو واضح في الصورة أعلاه .. في تداولات الأسبوع الماضي .. فإن الكبار أضافوا مراكز شرائية جديدة 100,000 لوت [ 1 لوت = 100 أونصة وهذا يعني 10,000,000 أونصة ] .. بينما في المقابل أضافوا 78,000 لوت بيعية [ 1 لوت = 100 أونصة وهذا يعني 7,800,000 أونصة ]
وبالرغم من أفضلية نسبية لمراكز الشراء الجديدة .. إلا أننا يجب أن نأخذ بعين الاعتبار أولا أن الشراء يمتلك أفضلية محدودة بعد أسبوعين سيطرت فيهما المراكز البيعية بشكل واضح .. وثانيا لأن البيع وبالرغم من أنه أقل في حجم العقود الجديدة المستمرة إلا أن نسبة البيع مقابل الشراء ارتفعت في إجمالي عقود الخيارات بنسبة 1%.
أما في العقود الآجلة والتي تعبّر عن عمليات التحوط بالذهب الفعلي من قبل الكبار .. فإن المراكز وكما هو واضح أعلاه كانت محدودة جدا إضافة 1,000 لوت مراكز شراء جديدة .. بينما شهدنا إضافة 10,000 لوت بيع جديدة
وهنا لدينا أيضا 3 نقاط جوهرية .. الأولى أن هناك تراجعا واضحا في عمليات التحوط بالذهب الحقيقي من قبل الكبار .. والثانية أن عمليات البيع في العقود الآجلة لازالت أكبر من عمليات الشراء .. والثالثة أن الصناديق الاستثمارية وإدارة الأموال تخلّوا عن مراكز شرائية ب 9,000 لوت بينما قاموا بإضافة 24,000 لوت بيعية وهذه الصناديق عادة ما تكون مهمتمة بعمليات الشراء بشكل واضح لكنها في الأسبوع الماضي اتّخذت اتجاها معاكسا
وهنا يجب أن نأخذ بعين الاعتبار أن بيانات العقود الآجلة دائما تصدر عن الفترة التي تمتد من يوم الأربعاء في الأسبوع قبل الماضي .. وصولا إلى نهاية يوم الثلاثاء في الأسبوع الماضي .. أي أن هذه البيانات هي للفترة من 26/03/2025 إلى 01/04/2025
إذاً .. في النهاية .. الأمر لا يتعلق بوجهة نظري .. أو بوجهة نظر السيدات والسادة القراء .. بل يتعلق بأن ننظر إلى الأرقام بواقعية .. وأن تكون وجهة نظرنا حول الأسعار تعتمد وتنطلق من حقيقة الإحصائيات .. وليس بناء على حركة الأسعار التي نشهدها .. لأن الحركة السعرية قد تكون حقيقية وقد تكون وهمية .. إلا أن الأرقام والإحصائيات تظهر الحقيقة دائما
لذلك يجب القول .. التحليل الأساسي مهم جدا لأسعار الذهب ، كما أن التحليل الفني أيضا مهم ، لكن إحصائيات وأرقام تداول كبار البنوك وصناع السوق من المهم الاطلاع على كل تفاصيلها .. وهي أسرار وتفاصيل كيف يتمركز الكبار في عمليات الشراء والبيع؟ وكيف يمكن قراءة هذه التفاصيل لمعرفة التأثيرات والحركة السعرية المتوقّعة لأسعار الذهب؟
والآن علينا أن نتساءل الأسئلة المنطقية التالية:
- هل تمركز الكبار خلال الأسبوع الماضي في البيع أم الشراء؟
- هل اشترى كبار البنوك وصناع السوق المزيد من الذهب في عقود الخيارات؟
- هل اشترى كبار البنوك وصناع السوق المزيد من الذهب في العقود الآجلة؟
- هل نسبة الذهب إلى الفضة في ارتفاع أم انخفاض؟
في الفيديو المرفق تجد كل الإحصائيات والأرقام لتداولات كبار البنوك وصناع السوق .. وبالمختصر المفيد .. ومقسّمة في شريط العرض بحسب العناوين الرئيسية
سوف نتابع معكم تقلبات الأسعار أولا بأول في المقالات القادمة، ولمزيد من التحديثات السريعة والمستمرة يمكنكم متابعة
حسابي على منصة X [تويتر]
@GhaithAbohlal
حيث يمكنكم التفاعل من خلال التعليقات في أي وقت
تذكير على هامش المقال:
. أسواق التداول تتقلب باتجاهاتها دائما، وتعتمد على الكثير من المعطيات والأخبار، بالإضافة إلى كبار البنوك وصناع السوق الذين يقومون غالبا بتوجيه السوق، حتى بخلاف الواقع والمنطق أحيانا.
. الآراء والأفكار أعلاه هي خلاصة التحليل، وهي ليست توصيات مباشرة، وإنما هي نصيحة للمتابعين، مع الأخذ بعين الاعتبار أن لا أحد قادر على الربح بشكل مستمر من عمليات التداول حتى كبار المستثمرين.
. لذلك نسعى دائما للحد من الخسائر، وزيادة الأرباح بما يتوافق مع التحليل ووجهة النظر لطريقة تداول الأسعار، وذلك من خلال تطبيق العديد من طرق التحليل مجتمعة ومتقاطعة لمحاولة الوصول لأفضل النتائج.
. نحن علينا الاجتهاد، والله ولي التوفيق.