Investing.com - يلعب سوق الأسهم دورًا كبيرًا في نمو العديد من القطاعات وخاصة قطاعي الصناعة والتجارة، لذا تحرص الهيئات الصناعية والحكومات والبنوك المركزية على متابعة ومراقبة الأسواق المالية، باعتبارها ركيزة أساسية في اقتصاد أي بلد، مما يدفعنا للتساؤل هل بالفعل تعكس أسواق الأسهم الظروف الاقتصادية للدول؟.
من الناحية النظرية، تعكس أسواق الأسهم الظروف الاقتصادية للدول، ففي حال نمو الاقتصاد سيزداد الناتج الإجمالي وبناءًا عليه ستزيد أرباح الشركات، وستصبح أسهم تلك الشركات أكثر جاذبية بالنسبة للمتداولين في الأسواق المالية، لأنها ستمنحهم أرباح أكبر.
وعلى عكس، فإذا كان الاقتصادي يعاني من الضعف والركود، فإن سوق الأسهم سيتراجع بشكل عام، وذلك لأن الركود يعني تراجع الأرباح وتوزيعات أقل، وتصبح هناك احتمالية بأن تضطر بعض الشركات لإشهار إفلاسها، ومثل هذه التطورات تعد أخبار سيئة جدًا للمتداولين.
ولكن الأمور لا تسير بهذا النمط في كل الأوقات، حيث إن أسواق الأسهم قد تنتعش خلال فترات الركود، ففي بعض الأوقات تمتص الأسواق تأثير الركود مسبقًا، وتكون قد وصلت للقاع ولم يعد أمامها أي اتجاه تتحرك ناحيته سواء الصعود.
والدليل على ذلك ما حدث خلال الفترة ما بين عامي 2007 و2008 حيث كان أداء الأسهم الأمريكية سئ جدًا، بسبب التوقعات التي كانت تشير إلى دخول الاقتصاد الأمريكي في مرحلة ركود، ولكن عندما دخل الاقتصاد بالفعل في حالة ركود تحسن أداء سوق الأسهم.
منذ حدوث الأزمة المالية العالمية في عام 2008، ستجد أن أرباح الشركات صارت تمثل جزء أكبر من الدخل القومي لأمريكا، فبالرغم من النمو الاقتصادي المنخفض استطاعت الشركات زيادة ربحيتها وسيولتها النقدية.
ويرجع ارتفاع ربحية هذه الشركات وأسعار أسهمها إلى عدة عوامل أهمها القدرة الاحتكارية لشركات تكنولوجيا المعلومات الكبيرة مثل "شركة (NASDAQ:آبل)" و"مجموعة مايكروسوفت (NASDAQ:MSFT)" و"ألفابيت (جوجل) (NASDAQ:GOOG)".
أزمة 2008 والجميع يلاحظ أن أرباح الشركات أصبحت تمثل جزءًا أكبر من الدخل القومي للولايات المتحدة. فعلى الرغم من النمو الاقتصادي المنخفض تمكنت الشركات من زيادة ربحيتها وسيولتها النقدية
في عام 2016، انتشرت السندات الحكومية ذات العائدات السالبة بشكل واسع، وهذا يعني أن هناك إقبال عليها من قبل المستثمرين رغم أنهم يفقدون المال بحيازتهم لها، وذلك بسبب أن جزء كبير من المستثمرين كانوا يشعرون بالتشاؤم تجاه الأداء الاقتصادي، فالسندات خيار أكثر أمانًا من الأسهم.
يدل هذا على أن سوق الأسهم قد يحقق أداءًا جيدًا بسبب أن الفرص أو الخيارات الاستثمارية الأخري ضعيفة.
في بعض الأوقات يؤثر سوق الأسهم بالفعل في اقتصاد الدول، والدليل على ذلك انهيار سوق الأسهم في الفترة من يناير 1973 إلى ديسمبر 1974، والذي صاحبه أطول فترة ركود منذ الكساد العظيم.
ولكن سوق الأسهم لا يؤثر دائمًا في الاقتصاد، فعندما انهارت أسواق الأسهم العالمية في 19 أكتوبر 1987 لم يصاحب هذا الانهيار مثل هذا الركود الذي صاحب انهيار 1973.