من توني مونرو وجابرييل دي. كروسلي
شنغهاي (رويترز) - ذكرت وسائل إعلام صينية أن المدير العام لمنظمة الصحة العالمية أبدى يوم الثلاثاء ثقته في قدرة الصين على احتواء فيروس كورونا الجديد الذي أودى بحياة 106 أشخاص ودعا إلى الهدوء وقال إنه لا يؤيد إجلاء الرعايا الأجانب من الصين.
وأعلنت أعداد متزايدة من الدول أنها ستجلي رعايا من مدينة ووهان التي تقع بوسط البلاد ويقطنها 11 مليون نسمة وبؤرة انتشار المرض. وقالت متحدثة باسم السفارة الأمريكية في بكين إن طائرة ستغادر المدينة يوم الأربعاء في رحلة عارضة حاملة موظفي القنصلية الأمريكية. ويجري عرض بعض مقاعد الرحلة على مواطنين أمريكيين آخرين.
وقالت الهند إنها تستعد لإجلاء رعاياها من إقليم هوبي، وعاصمته مدينة ووهان.
ويتزايد القلق من تأثير السلالة الفيروسية الجديدة على الاقتصاد الصيني، ثاني أكبر اقتصاد في العالم، وانطلقت تحذيرات من السفر للمنطقة وتقرر تمديد عطلة السنة القمرية الجديدة. وانخفضت أسعار الأسهم العالمية مرة أخرى وتدنت أسعار النفط لأقل مستوى منذ ثلاثة أشهر وتراجع اليوان الصيني لأضعف مستوى منذ بداية عام 2020.
وقالت وزارة الخارجية إن المدير العام لمنظمة الصحة العالمية تيدروس أدهانوم جبرييسوس ذكر في اجتماع في بكين مع وانغ يي عضو مجلس الدولة أنه يوافق على الإجراءات التي اتخذتها الحكومة الصينية لكبح انتشار الفيروس.
وأضافت الوزارة في بيان "قال تيدروس إن منظمة الصحة العالمية لا تؤيد إجلاء الدول لرعاياها من الصين مشيرا إلى أنه لا داعي لإبداء رد فعل مبالغ فيه... وقال إن منظمة الصحة العالمية واثقة من قدرة الصين على وقف انتشار الوباء والسيطرة عليه".
ولم يتسن الحصول على تعليق من جبرييسوس الذي اجتمع أيضا مع رئيس الصين شي جين بينغ.
وظهرت حالات إصابة بالفيروس الشبيه بالإنفلونزا في مزيد من الدول، أحدثها سريلانكا وألمانيا، إلا أنه لم تحدث أي وفيات خارج الصين التي أعلنت وفاة 106 حالات، جميعها في مدينة ووهان بوسط البلاد باستثناء ست حالات وقعت في مناطق أخرى.
وأكدت تايلاند ست إصابات أخرى بين زائرين قادمين من الصين، ليصل العدد الإجمالي لمصابيها إلى 14 حالة، وهو أعلى عدد خارج الصين. وذكرت وكالة تاس للأنباء أن المناطق الواقعة في أقصى شرق روسيا ستغلق حدودها مع الصين حتى السابع من فبراير شباط، وذلك نقلا عن الإدارة الإقليمية.
وقالت هونج كونج الخاضعة لحكم الصين إنها ستوقف خدمات المعديات عبر الحدود.
وعدد الوفيات الذي أعلن عنه يوم الثلاثاء، وهو 106 حالات، يمثل زيادة واضحة عن العدد المعلن عنه يوم الاثنين وهو 81 حالة وفاة. وقالت لجنة الصحة الوطنية إن عدد الإصابات المؤكدة في الصين قفز إلى 4515 حتى يوم الاثنين من 2835 في اليوم السابق.
* تقديرات فترة حضانة الفيروس
قال محللون إن قطاعي السفر والسياحة في الصين سيكونان الأشد تضررا إلى جانب مبيعات التجزئة والمشروبات الكحولية، في حين من المتوقع أن يحقق قطاعا الرعاية الصحية والتسوق الإلكتروني أداء أفضل.
وقال عدد متزايد من الدول إنها ستجلي مواطنيها من ووهان.
ويطلق على الفيروس رسميا اسم (2019-إن.كو.في) ويمكنه أن يسبب الالتهاب الرئوي، لكن من السابق لأوانه معرفة حجم خطورته أو مدى سهولة انتقاله.
ويشكك بعض الخبراء في قدرة الصين على احتواء التفشي.
ويقول مسؤولون صينيون إن فترة حضانة الفيروس تتراوح بين يوم واحد و14 يوما، كما يمكن أن تنتقل العدوى خلال فترة الحضانة. وتشير تقديرات منظمة الصحة العالمية إلى أن فترة الحضانة بين يومين وعشرة أيام.
وعرض الرئيس الأمريكي دونالد ترامب يوم الاثنين على الصين أي مساعدة مطلوبة بينما نصحت وزارة الخارجية الأمريكية مواطنيها بإعادة النظر في خطط السفر إلى الصين.
وحذرت كندا، التي أعلنت عن حالتي إصابة مؤكدة بالفيروس وتتحرى 19 حالة إصابة أخرى محتملة، رعاياها من السفر إلى هوبي.
* "تنسيق علمي"
قال سفير الصين لدى الأمم المتحدة، عقب اجتماع مع الأمين العام للمنظمة الدولية أنطونيو جوتيريش، إن حكومته تعطي "أهمية قصوى" للتعامل مع الوباء وتعمل مع المجتمع الدولي بروح "الانفتاح والشفافية والتنسيق العلمي".
وتحرص الصين التي يحكمها الحزب الشيوعي على إظهار شفافية في التصدي للوباء بعدما تعرضت لانتقادات شديدة بسبب مساعيها للتستر على وباء التهاب الجهاز التنفسي الحاد (سارس) الذي قتل 800 شخص في أنحاء العالم في عامي 2002 و2003.
كان وباء سارس، الذي يعتقد أنه نشأ أيضا في سوق للحيوانات البرية مثل فيروس كورونا الجديد، قد تسبب في هبوط الطلب على السفر الجوي في آسيا بنسبة 45 في المئة. وقطاع السفر أكثر اعتمادا حاليا على المسافرين الصينيين، وارتفع نصيب الصين من الاقتصاد العالمي لأربعة أمثاله.
وفي ظل إغلاق الأسواق الصينية بسبب العطلة، يقبل المستثمرون على بيع اليوان في الخارج وكذلك الدولار الأسترالي بوصفه عرضة لنفس المخاطر. وتعرض النفط لضغوط أيضا مع تنامي المخاوف من العواقب الأوسع نطاقا.
وحذر وزير الاقتصاد الياباني ياسوتوشي نيشيمورا من أن أرباح الشركات ومعدلات إنتاج المصانع قد تتضرر أيضا، في تكرار لمخاوف عبرت عنها كوريا الجنوبية بسبب العواقب الاقتصادية.
(إعداد مصطفى صالح للنشرة العربية - تحرير أمل أبو السعود)