Investing.com - تعهدت السعودية برفع إنتاجها النفطي في أبريل، مع أول موجة من النفط في طريقها نحو أوروبا، وسط علامات واضحة على أن حرب اسعار النفط تظل بكامل قوتها مع بداية الربع الجديد.
حمّلت المملكة العربية السعودية خزانات عملاقة استأجرتها في وقت سابق من الشهر الجاري لحفز قدرتها على زيادة الصادرات، وفق بيانات الشحن، والتعقب. في غضون الأسابيع القليلة الماضية نقلت الرياض كميات ضخمة إلى مصر، وتكون أوروبا هي الوجهة.
تدل تلك الحركة على أن الرياض ربما ترفع إنتاجها النفطي لما يفوق السعة القصوى بـ 12.3 مليون برميل يوميًا في أبريل، بعدما كان مجرد 9.7 مليون في شهر فبراير، على الرغم من الضغوط الأمريكية لإنهاء حرب الأسعار.
خفّضت السعودية في وقت سابق من الشهر الجاري من أسعار البيع، وأعلنت رفع الإنتاج بعد رفض روسيا الانضمام لدول أوبك+ في تخفيض الإنتاج لمواجهة تبعات تراجع الطلب جراء تفشي فيروس كورونا. وترجم خاما غرب تكساس الوسيط، وبرنت تلك التحركات بهبوط عنيف لأدنى المستويات، وصولًا لهبوط بنسبة 30% في يوم واحد. وهنا يأتي انهيار الطلب جراء مكوث الكثافة السكانية على كوكب الأرض في أغلبها بمنازلهم لوقف تفشي الفيروس سريع الانتشار.
الرياض تفتح الصمامات، والدليل على هذا أن عمليات الشحن ترتفع بنهاية مارس. للأسابيع الثلاثة الأولى من شهر مارس، كانت صادرات السعودية تقف عند 7 مليون برميل يوميًا، ومن ثم قفزت لـ 9 مليون في الأسبوع الأخير من الشهر.
وتقبع أسعار النفط عند أدنى المستويات فيما يقارب عقدين من الزمن، وحاول وزير الخارجية الأمريكي، مايك بومبيو، لعب دور صانع السلام، ودعا الأطراف لإنهاء الخلاف، ولكن هذا لم يفلح.
حاول ترامب هو الآخر التدخل بشخصه، وهو الذي طالما حارب لأجل الأسعار شديدة الانخفاض لدرجة دفعه الاسعار لحافة الانهيار في بعض الأوقات، ولكن هذا أيضًا لم يجدي. فاجتمع مع بوتين اليوم ليعربان عن رفضهما لما ينتاب السوق من انخفاضات سحيقة في ظل ظروف استثنائية.
وكما أشرنا في مقالة نهاية الأسبوع الماضي، فالشركات النفطية الأمريكية على وشك الإفلاس، إن لم تكن أفلست بالفعل، وتنظر تكساس الآن في تخفيض الإنتاج بدلًا من أوبك.
في لقاء مع قناة فوكس نيوز، الأثيرة لترامب، وبرنامجه المفضل، فوكس والأصدقاء: "لم أكن أتخيل أني سأقول هذا، ولكن علينا زيادة أسعار النفط، لأنه يتحتم علينا هذا. الأسعار شديدة الانخفاض." وصف تصرفات الحرب التجارية بـ "الجنون."
لم ترضخ السعودية للضغوط الديبلوماسية على مدار الأيام الماضية. وتستعد لتصدير المزيد من النفط خلال الأيام المقبل. هناك 16 ناقلة عملاقة، تحمل 32 مليون برميل من النفط، ترسو على موانئ راس تانورة، وينبع، وفق بيانات بلومبرج.
وبغض النظر عن العناوين الأخيرة، لم تنجح ضغوط الولايات المتحدة مع روسيا ولا مع السعودية.
شحنت الرياض الخزانات العملاقة وتوجهها للولايات المتحدة، وتشحن الموجة الرابعة الآن، وفق استخبارات الأسواق من فورتيكسا.
وخلال مارس، صدرت السعودية 1.3 مليون برميل إلى مصر، أعلى مستوى من التصدير في 3 سنوات، وفق بيانات من بلومبرج، ويتمركز النفط بمصر انتظارًا لإعادة التصدير لأوروبا.
الزيادة في الشحنات لمصر كانت الأضخم لأي دولة أفريقية، وربما تصبح أكبر وجهة للنفط السعودي في مارس، لتتفوق على الصين واليابان، وهما من أكبر الوجهات شهريًا.
تحركات الشحنات إلى مرسى بجنوب قناة السويس قبل أن يبدأ الضخ عبر خطوط أنابيب في البلد، لمخزن سيدي كرير للبتروكيماويات (CA:SKPC) في البحر المتوسط. ومن هنا، يبدأ إعادة التصدير لتزويد السعودية العالم بأكبر كمية من النفط، بتخفيضات عميقة، بسوق ربما ليس بحاجة إلى الإمداد. فأكبر الخزانات في العالم، لا تستطيع المرور عبر قناة السويس، بسبب حدود حجم الشاحنات.
وتستمر علامات الحرب في الظهور، عند تاريخ 5 أبريل، عندها تصدر أرامكو السعودية (SE:2222)الأسعار الرسمية للبيع في مايو. ويعتقد القائمون على تكرير النفط، والمتداولون أن السعودية ستعرض أسعار أكثر انخفاضًا للبيع. وإذا عمّقت أرامكو التخفيضات، ستبدأ حرب العين بالعين من الدول الأخرى، في سباق متسارع نحو الهاوية يودي تمامًا بشركات النفط الأمريكية التي ستتحمل أعباء غير مسبوقة.