النفط يعود للتراجع بعد جلستين ايجابيتين تحت ضغط مخاوف الطلب
بقلم جينا لي
Investing.com – تراجع النفط في التداولات الآسيوية الصباحية اليوم الخميس، بعد أن كان قد حقق مكاسب طيبة في الجلستين الماضيتين، وذلك مع عودة التركيز إلى حالة عدم التوازن بين العرض والطلب في السوق العالمي.
فعند الساعة 11:57 مساءا بالتوقيت الأمريكي الشرقي (4:57 صباحاً بتوقيت جرينتش)، تراجعت عقود برنت الآجلة، والتي تعتبر المعيار العالمي في أسعار النفط، بنسبة 0.66٪ لتتداول عند 41.94 دولار للبرميل. أما العقود الآجلة لخام غرب تكساس الوسيط، أو ما يُعرف بين المتداولين، بالنفط الأمريكي، فلقد تراجعت بنسبة 0.82٪ لتتداول عند 39.83 دولار للبرميل. وكان كلا العقدين قد ارتفعا بأكثر من 5 نقاط مئوية كاملة في جلسة أمس الأربعاء.
ووصل إعصار سالي، ثاني إعصار يضرب منطقة خليج المكسيك الغنية بالنفط في أقل من شهر، إلى الأراضي الأمريكية يوم أمس الأربعاء، وتم تخفيض تصنيفه إلى درجة منخفض استوائي. وتعمل شركات الطاقة حالياً على إعادة طواقمها إلى منصات النفط البحرية في أعقاب مرور العاصفة. وكانت هذه الشركات قد أوقفت منشآت تبلغ قدرتها الإنتاجية ما يقرب من 500 ألف برميل يومياً، قبل وصول سالي.
وكانت البيانات الرسمية التي صدرت يوم أمس قد أظهرت انخفاض مخزونات النفط الأمريكية الأسبوع الماضي، وهو ما جاء معاكساً لتوقعات المحللين. ففي تقريرها الأسبوعي المعتاد، ذكرت إدارة معلومات الطاقة الأمريكية EIA أن مخزونات النفط الخام قد تراجعت بمقدار 4.4 مليون برميل الأسبوع الماضي، بعد أن كانت قد ارتفعت بـ 2 مليون برميل في الأسبوع الذي سبقه. وجاء هذا الرقم على عكس توقعات المحللين الذين يتتبعهم موقع Investing.com، والذين كانوا قد توقعوا ارتفاع المخزونات بـ 1.27 مليون برميل هذا الأسبوع.
كما أظهر التقرير انخفاض مخزونات النفط الخام في نقطة تسليم (كوشنغ) بولاية أوكلاهوما بمقدار 74 ألف برميل، بعد ارتفاع بـ 1.8 مليون برميل في الأسبوع الذي سبقه.
ولكن بعض المستثمرين لم يشعروا بالراحة تجاه هذه الأرقام الجيدة، بسبب أرقام أخرى تضمنها التقرير. وذكرت إدارة معلومات الطاقة كذلك أن مخزونات نواتج التقطير ارتفعت بواقع 3.461 مليون برميل، وهو رقم أكبر بكثير مما كان متوقعاً، حيث توقعت الأسواق ارتفاعا أقل حدة وقدره 600 ألف برميل، بعد أن كانت هذه المخزونات قد تراجعت بـ 1.675 مليون برميل في الأسبوع السابق.
وفي تعليق على ذلك، قال (فيفيك دهار)، المحلل المتخصص بالسلع في بنك كومنولث: "الطلب على نواتج التقطير ... نقطة رئيسية للقلق. لقد قفزت المخزونات إلى أعلى مستوى لها في مثل هذا الوقت من العام منذ عام 1991 على الأقل، كما أن هوامش مصافي التكرير الأمريكية المخصصة لإنتاج نواتج التقطير تراجعت إلى أدنى مستوى لها منذ 10 سنوات."
وأضاف (دهار): "هذا عامل مهم لشركات تكرير النفط حتى لا تقوم بزيادة مستوى إنتاجها، ويشير بشكل مباشر إلى الضغوط على الطلب، التي تواجه مجموعة من المنتجات النفطية."
وستجتمع لجنة المراقبة الوزارية المشتركة لمجموعة أوبك+ في وقت لاحق اليوم لمراجعة الوضع الحالي للسوق، ويتوقع أغلب المحللين والمراقبين ألا توصي اللجنة بالمزيد من تخفيضات الإنتاج فوق تلك الموجودة بالفعل. وكانت الدول الأعضاء في مجموعة أوبك+ قد اتفقت في يوليو، على خفض الإنتاج بمقدار 7.7 مليون برميل يومياً، أو نحو 8٪ من الطلب العالمي، على أن تسري هذه التخفيضات بين أغسطس وديسمبر. وفي وقت سابق من هذا الشهر، وافقت دول أعضاء، من ضمنها العراق، على إنتاج حصص أقل من حصصها المحددة، من أجل تعويض تجاوزها للمستويات المحددة لها، في وقت سابق من العام الحالي.
اقرأ:
لجنة لأوبك+ تحذر من تأثيرات الفيروس وترى مؤشرات على انخفاض تخمة نفطية
الولايات المتحدة تزيد إنتاجها من النفط الخام في الأسبوع الماضي