بقلم جينا لي
Investing.com – تراجع النفط في التداولات الصباحية لليوم الجمعة في آسيا، بعد أن أعلنت منظمة البلدان المصدرة للنفط (أوبك) أنها تخطط لتخفيف إجراءات خفض الإنتاج، على الرغم من الانخفاض السريع في الطلب على الوقود في اثنتين من أكبر مناطق الاستهلاك في العالم، الولايات المتحدة وأوروبا، في ظل الأعداد المتزايدة من حالات الإصابة بفايروس كورونا في كلا المنطقتين.
فعند الساعة 12:06 صباحاً بالتوقيت الأمريكي الشرقي (4:07 صباحاً بتوقيت جرينتش)، تراجعت عقود {{8849|الخام الأمريكي}} الآجلة بنسبة 0.90٪ لتتداول عند 40.59 دولار للبرميل. أما العقود الآجلة لنفط {{8833|برنت}}، والتي تُعتبر المعيار العالمي في أسعار النفط، فلقد انخفضت بنسبة 0.95٪ لتتداول عند 42.75 دولار للبرميل.
على الرغم من استمرار انخفاض كل من العقود الآجلة لخام برنت وخام غرب تكساس الوسيط (النفط الأمريكي) خلال الليلة الفائتة، إلا أنها تبدو على استعداد لتحقيق مكاسب طفيفة على أساس أسبوعي، مع تمسكها بالبقاء فوق حاجز الـ 40 دولار.
وكانت إدارة معلومات الطاقة الأمريكية EIA قد أصدرت تقريرها الأسبوعي الرسمي المعتاد لمخزون النفط في البلاد يوم أمس الخميس. وأظهرت البيانات أن مخزونات النفط {{ecl-75||الخام}} قد تراجعت بمقدار 3.818 مليون برميل الأسبوع الماضي، وهو ما جاء أكبر بكثير من توقعات المحللين الذين يتابعهم موقع Investing.com والذين كانوا يتوقعون تراجع المخزون بواقع 2.835 مليون برميل، بعد ارتفاع بـ 501 ألف برميل في الأسبوع الذي سبقه.
وقبل ذلك بيوم، كان معهد النفط الأمريكي API، وهو جهة خاصة غير رسمية، قد أصدر تقريره التقديري الأسبوعي المعتاد. وأظهر التقرير تراجعاً كبيراً في {{ecl-656||المخزونات}} بلغ 5.4 مليون برميل الأسبوع الماضي، مقابل ارتفاع المخزونات بـ 951 ألف برميل في الأسبوع الذي سبقه.
وتسعى مجموعة أوبك+ لتخفيف قيود الإنتاج المعمول بها حالياً، حيث يلتزم أعضاء المجموعة بخفض إنتاجهم الإجمالي بواقع 7.7 مليون برميل يومياً. فمن المقرر أن تقوم المجموعة بخفض هذا الرقم بواقع 2 مليون برميل يومياً بدءاً من بداية العام القادم، على الرغم من أن اللجنة الفنية المشتركة، والتي اجتمعت يوم أمس الخميس، قد أعربت عن حذرها من زيادة إمدادات الوقود مقابل الانخفاض السريع في الطلب. وحذر الأمين العام لمنظمة أوبك محمد باركيندو من أن الطلب على الوقود يبدو وكأنه "مصاب بفقر الدم".
ولكن البعض يرى أن ارتفاع الإمدادات الليبية، والتوقعات السلبية بشكل متزايد للطلب، ستجبر مجموعة أوبك+ على تمديد التخفيضات المعمول بها حالياً حتى العام 2021. فلقد قال هيرويوكي كيكوكاوا، مدير وحدة الأبحاث في نيسان سيكيوريتيز (OTC:NSANY) في حديث لـ رويترز: "كل الأنظار ستكون على تحرك أوبك+ بدءاً من يناير".
وستجتمع لجنة المراقبة الوزارية المشتركة لـ أوبك يوم الأحد، بينما ستقوم المنظمة بإقرار سياستها لسياسة في اجتماعها القادم الذي سُيعقد في الفترة من 30 نوفمبر إلى 1 ديسمبر.
ويستمر الطلب على الوقود في الانخفاض، حيث يتسبب ارتفاع عدد حالات الإصابة بفايروس كورونا في قيام بعض الدول الأوروبية، مثل بريطانيا وفرنسا، بفرض إجراءات تقييدية مثل عمليات إغلاق الأعمال ومنع النشاطات الاجتماعية، وحظر التجول، والتي من المقرر أن تدخل حيز التنفيذ اعتباراً من اليوم الجمعة. أما في الولايات المتحدة، فلقد سجلت ولايات الغرب الأوسط ارتفاعاً في أعداد حالات الإصابة مع بدء انخفاض درجات الحرارة.
وأضاف كيكوكاوا: "ظهور عدوى فايروس كورونا من جديد في أوروبا وبعض الأجزاء في الولايات المتحدة يثير المخاوف بشأن ضعف الطلب على الوقود، وهو ما يؤثر على معنويات السوق ... ومع حالة عدم اليقين بشأن سياسة أوبك+ المستقبلية والانتخابات الرئاسية الأمريكية، فمن المرجح أن تبقى أسعار النفط في نطاق ضيق لبعض الوقت".