بقلم جيفري سميث
Investing.com – ارتفعت أسعار النفط الخام خلال الجلسة الأمريكية لليوم الإثنين، بعد تلميحات من طرف إثنين من أكبر مصدرين النفط في العالم، إلى أنهما قد يحتاجان إلى التخلي، أو على الأقل تأخير، رفع الإنتاج الذي عبرت (اوبك) عن رغبتها بتطبيقه في بداية عام 2021.
ففي التصريحات افتتاحية لاجتماع وزراء منظمة البلدان المصدرة للبترول (أوبك) ودول أخرى من حلفائها من خارج المجموعة، التي تشكل معاً مجموعة (أوبك+)، حذر كل من وزير الطاقة الروسي ألكسندر نوفاك ونظيره السعودي الأمير عبد العزيز بن سلمان من أن الفترة القادمة هي فترة غير مؤكدة، وشددا على الحاجة إلى أن تبقى سياسة إنتاج المجموعة مرنة في جهودها لدعم الأسعار.
وعند الساعة 11:00 صباحاً بالتوقيت الأمريكي الشرقي (3:00 بعد الظهر بتوقيت جرينتش)، ارتفعت عقود {{8849|الخام الأمريكي}} الآجلة بنسبة 0.4٪ لتتداول عند 41.28 دولار للبرميل. أما العقود الآجلة لنفط {{8833|برنت}}، والتي تُعتبر المعيار العالمي في أسعار النفط، فلقد تقدمت بنسبة 0.1٪ لتتداول عند 42.95 دولار للبرميل. ولكن كلا العقدين كانا يتداولان بعيداً عن أعلى مستوياتهما خلال الجلسة.
وبذلك، تبقى العقود الآجلة لكل من خام برنت وخام غرب تكساس الوسيط فوق مستوى الـ 40 دولار، مع تدوير العقود الآجلة لخام غرب تكساس الوسيط إلى عقد ديسمبر، والذي تم بتاريخ 18 أكتوبر.
كما ارتفعت أسعار عقود {{954867|البنزين}} الآجلة بنسبة 0.2٪، لتتداول عند 1.1711 دولار للغالون، بعد أن سجلت أدنى مستوى لها في أسبوعين خلال الليلة الفائتة.
وكان نوفاك قد حذر في تصريحاته في الجلسة "المفتوحة" للاجتماع من أن الوضع في السوق لا يزال هشاً، وأن تعافي الطلب على النفط قد تباطأ منذ الصيف. ويعود ذلك إلى حد كبير إلى الموجة الثانية من وباء كورونا، التي باتت تضرب معظم أنحاء نصف الكرة الشمالي، حيث اجتمعت درجات الحرارة المنخفضة وبداية العام الدراسي معاً للعمل على نشر الفايروس مرة أخرى. وتزايد عدد حالات دخول المستشفيات في قارتي أمريكا الشمالية وأوروبا بشكل مستمر منذ أكثر من شهر حتى الآن.
وحتى الاقتصاد الوحيد الذي يُتوقع له أن يحقق النمو هذا العام، وهو الاقتصاد الصيني، قد بدأ يشهد علامات تباطؤ في النمو. فعندما صدرت أرقام الناتج المحلي الإجمالي للربع الثالث خلال الجلسة الآسيوية، أظهرت أنه النمو قد خيب الآمال، على أساس فصلي، وعلى أساس سنوي. ولكن حتى بتراجع النمو لما دون التوقعات، يبقى الاقتصاد الصيني هو الاقتصاد الرئيسي الوحيد في العالم الذي يتوقع ان يحقق خلال العام الحالي، نسبة نمو إيجابية (توسع) في الناتج المحلي الإجمالي، وليس نسبة سلبية (انكماش).
ومن جانبه، حذر الأمير عبد العزيز من أنه يتوجب على المجموعة أن تكون مستعدة للتصرف بشكل استباقي لتجنب تكرار الفوضى التي شهدتها أسواق النفط خلال الربع الثاني، عندما أدى انخفاض الطلب إلى سقوط أسعار العقود الآجلة، لأول مرة في التاريخ، إلى الأسعار السالبة.
وقال عبد العزيز: "يجب أن نكون قادرين على اتخاذ إجراءات لمحاربة الاتجاهات والتطورات السلبية، لوقفها في مهدها، قبل أن تشكل تهديداً. لا ينبغي على أي شخص في السوق، أن يساوره أي شك بشأن التزامنا ونيتنا. وإذا راهن أحد ضد تصميمنا، فسيكون ذلك أمر يخلو من الحكمة بحق".
وكان الأمير عبد العزيز قد أدلى بتصريحات مماثلة في اجتماع سابق هذا العام، ووجه تصريحاته لمن يغريهم بيع النفط على المكشوف.