بقلم جيفري سميث
Investing.com – تراجعت أسعار النفط الخام في الجلسة الأمريكية لليوم الجمعة، بعد توقيع الأطراف المتحاربة في ليبيا على ما تم تشكيله ليكون وقفاً دائماً لإطلاق النار، مما يمهد الطريق لارتفاع إنتاج وصادرات الدولة النفطية الشمال إفريقية، في الوقت الذي أصبحت فيه قدرة الأسواق العالمية على استيعاب المزيد من النفط محل شك.
وكانت حكومة الوفاق الوطني المدعومة من الأمم المتحدة، والجيش الوطني الليبي المدعوم من روسيا، في حالة حرب منذ حوالي عام ونصف. وفي ذلك الوقت شهدت صادرات الدولة العضو في أوبك انخفاضاً حاداً. لكن الشركة المزودة لبيانات وأخبار النفط (بتروليوم أرجوس) نقلت اليوم الجمعة عن مصادر مطلعة قولها إن إنتاج البلاد قد وصل بالفعل إلى 525 ألف برميل يومياً منذ وقف إطلاق النار المؤقت الذي بدأ في سبتمبر، وأن ليبيا لديها القدرة على إنتاج 500 ألف برميل أخرى.
ويمثل ذلك مشكلة لسوق النفط لأن ليبيا ليست ملزمة باتفاق خفض الإنتاج الذي يخضع له بقية أعضاء مجموعة أوبك+، والذي خفض إنتاج هذه الدول مجتمعة بواقع 7.7 مليون برميل يومياً، وأبقى على هذه الكمية خارج الأسواق العالمية.
وعند الساعة 10:50 صباحاً بالتوقيت الأمريكي الشرقي (2:50 بعد الظهر بتوقيت جرينتش)، تراجعت عقود الخام الأمريكي الآجلة بنسبة 0.5٪ لتتداول عند 40.42 دولار للبرميل. وبذلك، تصبح هذه العقود في طريقها لإنهاء الأسبوع على مقربة من المكان الذي بدأته فيه، إلا أن خلاصة الموضوع هي أن الأسعار مستمرة في التداول حول نطاق الـ 40 دولار الذي استقرت فيه منذ يونيو.
كما تراجعت العقود الآجلة لنفط برنت، والتي تُعتبر المعيار العالمي في أسعار النفط، بنسبة 0.2٪، لتتداول عند 42.37 دولار للبرميل. أما عقود البنزين الآجلة، فلقد تراجعت في جلسة اليوم بنسبة 0.9٪، لتتداول عند 1.1495 دولار للغالون.
وكانت الأسعار قد وجدت الدعم خلال ساعات الليلة الفائتة، بعد أن قال الرئيس الروسي فلاديمير بوتين أنه على الرغم من أن روسيا لا ترى ضرورة لأجراء تعديل على اتفاق مجموعة أوبك+ المعمول به حالياً، إلا أنها لا تستبعد تمديد العمل بقيود الإنتاج إذا كانت ظروف السوق تبرر ذلك. ويمثل هذا التصريح أوضح مسعى لروسيا لتمديد قيود الإنتاج التي تهدف الدول المنتجة من خلالها إلى تجنب إغراق الاسواق العالمية بالنفط، إلى مستويات أكبر بكثير من الطلب على الوقود، والذي تأثر بقوة بسبب تفشي وباء كورونا في مختلف أنحاء العالم.
ففي خطاب له أمام نادي فالداي المدعوم من الكرملين، ألقاه يوم أمس الخميس، قال الرئيس الروسي: "نحن نعتقد أنه ليس هنالك حاجة لتغيير أي شيء الآن. ولكننا لا نستبعد أننا قد نستمر في تطبيق القيود الحالية على الإنتاج، أو أننا لن نرفعها في الوقت الذي تم التخطيط له سابقاً".
ولم تظهر أسعار عقود الطاقة المختلفة رد فعل على المناظرة الرئاسية الختامية التي جرت في ساعة متأخرة من ليلة أمس الخميس، على الرغم من اعتراف مرشح الحزب الديمقراطي جو بايدن، الذي يتقدم في معظم استطلاعات الرأي، بأنه يريد "الانتقال بعيداً" عن النفط والغاز إلى الطاقة المتجددة، في حال تم انتخابه. ولكنه في ذات الوقت، اعترف أن مثل هذا التغيير الجذري سيستغرق سنوات.
وفي مقابلة مع صحيفة فاينانشال تايمز المتخصصة، قال ريان لانس، الرئيس التنفيذي لشركة كونوكو فيليبس (NYSE:COP)، أنه يتوقع انخفاضاً حاداً في إنتاج النفط الأمريكي خلال الأشهر القليلة المقبلة، بسبب معاناة شركات استخراج الصخر الزيتي، لرفع رؤوس أموالها لاستبدال الآبار المستنفذة. وتدعم البيانات وجهة النظر هذه، حيث انخفض إنتاج الولايات المتحدة من النفط بالفعل من نحو 13 مليون برميل يومياً قبل الوباء، إلى 10.5 مليون برميل يومياً في سبتمبر.
وقال لانس: "أعتقد أنه سيكون هناك انخفاض كبير للغاية مع اقترابنا من عام 2021، حيث يبدأ التراجع في السيطرة على منحنيات الإنتاج".
وتشكل مثل هذه العوامل إغراءً للكثير من المحللين للدعوة إلى تشكل قاع سعري في دورة الأسعار الحالية. ويعني تخفيض النفقات الرأسمالية في القطاع بشكل عام، أن كل ركود سعري يحمل بذور الانتعاش التالي داخله.