بقلم جيفري سميث
Investing.com – تراجعت أسعار النفط الخام بشكل حاد اليوم الاثنين، مثلها مثل الأصول الخطرة الأخرى، حيث أثار الانتشار السريع لفايروس كورونا في جميع أنحاء أوروبا والولايات المتحدة المخاوف من المزيد من السقوط في الطلب على الوقود، تحت ضغط القيود المفروضة على النشاط الاقتصادي والاجتماعي.
وعند الساعة 11:35 صباحاً بالتوقيت الأمريكي الشرقي (4:35 بعد الظهر بتوقيت جرينتش)، سقطت عقود {{8849|الخام الأمريكي}} الآجلة بنسبة 3.1٪ لتتداول عند 38.61 دولار للبرميل، وهو أدنى سعر لها في 3 أسابيع. أما العقود الآجلة لخام {{8833|برنت}}، والتي تُعتبر المعيار العالمي في أسعار النفط، فلقد تراجعت بنسبة 2.8٪ لتتداول عند 40.88 دولار للبرميل، بعد ان سجلت هي الأخرى أدنى مستوياتها في 3 أسابيع.
كما ارتفعت أسعار عقود {{954867|البنزين}} الآجلة بنسبة 2.5٪، لتتداول عند 1.0991 دولار للغالون، لتسجل أدنى سعر لها في أكثر من شهر. وكانت بيانات (غاسبادي) قد أظهرت أن الطلب الأمريكي على البنزين قد أنخفض بنسبة 0.5٪ الأسبوع الماضي.
وكان باتريك بويان، الرئيس التنفيذي لشركة النفط والغاز الفرنسية العملاقة توتال، قد لخص معنويات الأسواق عندما قال في مؤتمر (سيرا (SE:1810)) للطاقة، والذي سيستمر أسبوعاً، أنه: "على الصعيد العالمي، لا يزال الطلب ضعيفاً".
ونقلت خدمة الأخبار المتخصصة بأمور الطاقة (أرجوس ميديا) عن بويان قوله: "أخشى أنه مع الموجة الثانية التي نشهدها في العديد من القارات اليوم، قد يستغرق الأمر وقتاً أطول حتى يتعافى الطلب كما كان يأمل الجميع".
وكان الضغط على قطاع الشركات واضحاً مرة أخرى خلال عطلة نهاية الأسبوع، مع إعلان سينوفو وهاسكي إينرجي (OTC:HUSKF) الكنديتين عن خطط للاندماج في محاولة لخفض التكاليف واستخراج المزيد من القيمة من الاحتياطيات التي تتطلب استثمارات عالية نسبياً ليتم تسييلها.
وكالعادة، كان هنالك من يرغب في رفع الأسعار. فلقد قال وزير النفط السعودي الأمير عبد العزيز بن سلمان في نفس المؤتمر أن الطبيعة الدورية لأعمال النفط، لم تتغير بشكل أساسي، وأن الأسعار المنخفضة والإنفاق الرأسمالي المنخفض الآن سيؤديان إلى ارتفاع الأسعار في المستقبل.
كما قال رئيس مجلس إدارة مؤسسة النفط الهندية، شريكانت مدهاف فايديا، في حديث لـ (إس إن بي غلوبال بلاتس) أن الطلب على المنتجات الهندية قد بدأ ينتعش بقوة، بعد شهرين ضعيفين للغاية بسبب الوباء. وتعاني الهند من ثاني أعلى حصيلة وفيات في العالم من فايروس كورونا، بعد الولايات المتحدة.
وفي ذات المؤتمر لمح الأمين العام لمنظمة أوبك محمد باركيندو، أن كتلة أوبك+ ترى أن تأجيل الزيادة المقررة في الإنتاج مع بداية العام القادم، لا يزال ممكنا، وأكد أن المجموعة "سوف تتكيف مع الواقع المتغير".
وأضاف الأمين العام: "نحن مصممون على مساعدة السوق على استعادة الاستقرار من خلال ضمان استمرار عمليات السحب من المخزونات".
وطغى تأثير المؤتمر على الأخبار التي تحدث عن حدوث اضطراب آخر في الإنتاج في منطقة خليج المكسيك الغنية بالنفط، حيث بدأت كل من (بي بي (LON:BP)) و (بي إتش بي) وشيفرون ورويال داتش شل، في إخلاء العمال غير الأساسيين من منشآت إنتاج النفط في المنطقة، قبل الوصول المحتمل للعاصفة الاستوائية زيتا. وقال المركز الوطني للأعاصير إنه يتوقع هبوب عواصف خطيرة عبر شبه جزيرة يوكاتان المكسيكية في وقت لاحق من اليوم الاثنين.