بقلم باراني كريشنان
Investing.com – سقطت أسعار النفط بقوة خلال الجلسة الأمريكية لليوم الأربعاء، تحت تأثير المخاوف من إجراءات إغلاق شديدة للغاية في القارة الأوروبية، مما سيوجه ضربة قاضية للطلب على النفط في حال تأكد حدوثه. كما أن صدور بيانات المخزونات الرسمية لم يساعد النفط الذي كان قد سقط، حتى قبل صدورها، بنسبة مخيفة.
فعند الساعة 10:46 صباحاً بالتوقيت الأمريكي الشرقي (2:46 بعد الظهر بتوقيت جرينتش)، كانت عقود خام {{8849|غرب تكساس الوسيط}} الآجلة تتداول على انخفاض ضخم بلغ 2.05 دولار دون سعر افتتاح تداولات اليوم، وهو ما يعادل 5.2٪، لتسجل 37.52 دولار للبرميل.
أما العقود الآجلة لنفط {{8833|برنت}}، والتي يتم تداولها في لندن، وتُعتبر المعيار العالمي في أسعار النفط، فلقد سقطت بنسبة 4.5٪، أو ما يعادل 1.87 دولار، لتتداول عند 39.74 دولار للبرميل.
وتراجع كل من العقدين الرئيسين بهذه النسب الضخمة، ليتداولا تحت مستوى الدعم الرئيسي عند 40 دولار، وسط حالة من الذعر اجتاحت الأسواق المالية، ومن ضمنها أسواق الأسهم والسلع، بسبب المخاوف من تشديد إجراءات الإغلاق في عدد من الاقتصادات الكبرى، مثل ألمانيا وفرنسا.
فمنذ صباح هذا اليوم، سقطت مؤشرات الأسهم الأوروبية بقوة بعد أن أشارت تقارير إخبارية ألمانية إلى أن المستشارة أنجيلا ميركل ستحاول التوصل إلى اتفاق حول إغلاق الحانات والمطاعم طوال شهر نوفمبر، وذلك في اجتماعها مع حكام الولايات، والمقرر أن يجري في برلين اليوم الأربعاء.
وفي فرنسا، سيلقي الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون في وقت لاحق اليوم خطاباً لمواطني بلاده التي سجلت أكبر عدد من الوفيات جراء الفايروس منذ أبريل. ومن المتوقع أن يعلن ماكرون عن إعادة فرض إجراءات الإغلاق على المستوى الوطني بدءاً من يوم غد الخميس. أما في إيطاليا، فلقد تم، من جديد، تسجيل عدد قياسي من حالات الإصابة اليومية.
يأتي ذلك في الوقت الذي أقر فيه الرئيس دونالد ترامب يوم أمس الثلاثاء بأن التوصل إلى اتفاق حول حزمة التحفيز قبل انتخابات 3 نوفمبر لم يعد ممكناً، مع عدم قدرة الجانبين على تضييق الخلافات حول حجم وتغطية الحزمة.
وكان النفط قد سقط بالفعل بنسبة كبيرة قبل صدور بيانات المخزون، التي لم تقدم أي شيء يساعد الأسعار على التعافي من هذا السقوط. فلقد ذكرت إدارة معلومات الطاقة الأمريكية في تقريرها الأسبوعي الرسمي المعتاد، أن مخزونات النفط {{ecl-75||الخام}} قد ارتفعت بـ 4.3 مليون برميل الأسبوع الماضي، وهو ما جاء أكبر بكثير من توقعات المحللين الذين يتابعهم موقع Investing.com والذين كانوا يتوقعون ارتفاع المخزون بواقع 1.23 مليون برميل. وكانت المخزونات قد تراجعت بمقدار 1 مليون برميل الأسبوع الذي سبقه.
كما أظهرت بيانات إدارة معلومات الطاقة أن النفط الخام المخزن في نقطة تسليم {{ecl-1657||كوشينغ}} بولاية أوكلاهوما قد انخفض بمقدار 422 ألف برميل فقط، مقارنة بتوقعات بانخفاض قدره 2.5 مليون برميل.
وبذلك، يكون المخزون قد انخفض في أسبوعين فقط من الأسابيع الستة الأخيرة، حيث يحاول الاقتصاد العودة إلى الحياة بعد إجراءات الإغلاق المتعلقة بوباء كورونا.
وعند أدنى مستويات الجلسة، كانت العقود الآجلة للخام الأمريكي قد سقطت بنسبة اقتربت من 6٪، قبل صدور البيانات.
وكان النفط قد بقي تحت الضغط في الآونة الأخيرة بسبب المخاوف من أن انتشار الوباء من جديد في أمريكا الشمالية وأوروبا، قد يؤدي إلى تأخير موعد عودة النشاط الاقتصادي العالمي إلى مستوياته الطبيعية، وبالتالي انهيار الطلب على الوقود مرة أخرى كما حصل في الربع الثاني من العام. وبحسب بيانات جامعة جونز هوبكنز، وصل عدد حالات الإصابة في العالم إلى حاجز الـ 44 مليون حالة اليوم، بينما بلغت الوفيات 1.17 مليون وفاة.