بقلم جيفري سميث
Investing.com – تراجعت أسعار النفط الخام خلال الجلسة الأمريكية لليوم الاثنين، مع عودة تركيز السوق إلى توقعات الطلب للعام المقبل بعد أن قدمت منظمة البلدان المصدرة للنفط (أوبك) وحلفائها في مجموعة أوبك+، إجابات على معظم الأسئلة المعلقة بشأن مشاكل الإمداد في اجتماع الأسبوع الماضي.
فعند الساعة 11:15 صباحاً بالتوقيت الأمريكي الشرقي (4:15 مساءاً بتوقيت غرينيتش) كانت العقود الآجلة لخام {{8849|غرب تكساس الوسيط}}، التي يتم تداولها في بورصة نايمكس في نيويورك، وتُعتبر العقود الأبرز بين أنواع النفط الأمريكي، تتداول عند 46.03 دولار للبرميل، لتتراجع بنسبة 0.6٪. أما العقود الآجلة لخام {{8833|برنت}}، المتداولة في لندن، والتي تُعتبر المعيار العالمي بين عقود النفط، فلقد تراجعت بنسبة 0.4٪، لتتداول عند 49.04 دولار للبرميل.
كما تراجعت أسعار عقود {{954867|البنزين}} الآجلة بنسبة 0.5٪، لتتداول عند 1.2625 دولار للغالون.
وتعرضت أسعار البنزين لضغوط بعد أن استشهدت رويترز ببيانات من شركة (أوبيس) التابعة لمجموعة آي إتش إس ماركيت للأبحاث، والتي أظهرت أن استهلاك الوقود في الولايات المتحدة خلال أسبوع عيد الشكر، قد سجل أدنى مستوياته في أكثر من 20 عاماً. وكان مركز السيطرة على الأمراض CDC قد نصح الأمريكيين بعدم السفر لقضاء العطلة مع عائلاتهم، لكن بيانات الحركة على الطرق لا تزال تشير إلى أنه كان أسبوعاً كثيفاً لحركة المرور.
وذكرت (أوبيس) أن الطلب على وقود السيارات انخفض بنسبة تزيد عن 19٪ مقارنة بالعام السابق خلال أسبوع عيد الشكر، بينما انخفضت مبيعات البنزين بنسبة 8.4٪ مقارنة بالأسبوع السابق. وحذرت الشركة من أن الطلب قد يتراجع أكثر قبل نهاية العام، تحت ضغط المزيد من القيود على الأعمال والحياة الاجتماعية. وكانت سلطات ولاية كاليفورنيا تحديداً قد نصحت مواطنيها بالبقاء في المنزل حيثما أمكن ذلك، بعد أن بدأت وحدات العناية المركزة الخاصة بالتعامل مع مرضى كورونا في الاقتراب من حدودها القصوى.
ونقلت رويترز عن توم كلوزا، المدير التنفيذي في آي إتش إس ماركيت، والمحلل المخضرم لاتجاهات الوقود في أمريكا الشمالية قوله: "نحن نتجه نحو فترة 90 يوماً يتقلص فيها الطلب على البنزين أكثر، بسبب الطقس الشتوي وتراجع النشاط خارج المنازل بشكل موسمي لفترة ما بعد العطلة. بحلول يناير، قد نرى، وبانتظام، أرقام طلب لم نشهدها منذ القرن الماضي".
أما الدكتور أنتوني فاوتشي، رئيس المعهد الوطني للحساسية والأمراض المعدية، فلقد قال لشبكة CNN اليوم الاثنين أن عطلة عيد الميلاد المجيد ستشكل تحدياً أكبر من تحدي عيد الشكر، نظراً لاستمرار انتشار المرض.
ومع ذلك، فإن صورة الطلب العالمي تبدو أكثر إشراقاً. فلقد أظهرت بيانات الجمارك الصينية الصادرة اليوم الاثنين زيادة واردات النفط الخام، مع استفادة المصافي (SE:2030) مرة أخرى من انخفاض الأسعار بسبب ضعف الطلب في العالم الغربي. وكانت الصين قد استوردت ما متوسطه 11.3 مليون برميل يومياً خلال نوفمبر، بزيادة تتجاوز الـ 9٪ مقارنة بكميات ذات الشهر من العام السابق ولكن لا تزال أقل من الكميات التي استوردتها خلال فصل الربيع وأوائل فصل الصيف، عندما سعى المستوردون إلى شراء النفط الرخيص بكامل طاقتهم.
وبالإضافة إلى مخاوف الطلب، يركز البعض أيضاً على مخاوف العرض القادمة من إيران. فلقد ذكرت رويترز يوم أمس الأحد، نقلاً عن وسائل الإعلام الإيرانية الرسمية، أن طهران قد أصدرت تعليمات لوزارة النفط بإعداد المنشآت النفطية لإنتاج وبيع الخام بكامل طاقتها في غضون ثلاثة أشهر. ويأتي ذلك قبل أسابيع معدودة من تنصيب الرئيس المنتخب جو بايدن في 20 يناير، وهو الذي يُتوقع على نطاق واسع أن يخفف العقوبات المفروضة على الدولة النفطية.
وأشار تقرير رويترز إلى أن الرئيس حسن روحاني كان حريصاً على إعادة إنتاج النفط في بلاده إلى مستوى 2 مليون برميل يومياً في 2018، قبل أن تلغي إدارة الرئيس ترامب الاتفاق النووي الذي جمع طهران مع 6 دول أخرى على رأسها الولايات المتحدة، وتعيد فرض العقوبات التي أضرت بالاقتصاد بشدة.
ويرى بعض المحللين أن إيران قادرة على أن ترفع صادراتها بمقدار 1.2 مليون برميل يومياً، وهو تطور لم يأخذه اتفاق أوبك+ في الاعتبار.