بقلم جيفري سميث
Investing.com – عوضت أسعار النفط الخام خسائر الجلسة السابقة خلال الجلسة الأمريكية لليوم الثلاثاء، حيث عوض التقدم في إجراءات ترخيص لقاحات فايروس كورونا بعضاً من كآبة الصورة المتدهورة على المدى القريب.
فعند الساعة 11:15 صباحاً بالتوقيت الأمريكي الشرقي (4:15 مساءاً بتوقيت غرينيتش) تداولت العقود الآجلة لخام غرب تكساس الوسيط، في بورصة نايمكس في نيويورك، بدون تغيير يُذكر عند 45.77 دولار للبرميل. أما العقود الآجلة لخام برنت، المتداولة في لندن، والتي تُعتبر المعيار العالمي بين عقود النفط، فلقد تقدمت بنسبة 0.4٪، لتتداول عند 48.97 دولار للبرميل.
كما تقدمت أسعار عقود البنزين الآجلة بنسبة 0.9٪، لتتداول عند 1.2665 دولار للغالون.
وكان السوق هادئاً بشكل عام، حيث يترقب المستثمرون أرقام المخزون التقديرية التي يتضمنها التقرير الأسبوعي لمعهد البترول الأمريكي API، والمقرر صدوره كالمعتاد عند الساعة 4:30 من مساء اليوم الثلاثاء بالتوقيت الأمريكي الشرقي (9:30 مساءً بتوقيت غرينيتش). ويتوقع المحللون أن يُظهر التقرير تراجع مخزونات الخام الأمريكية بمقدار 1.51 مليون برميل الأسبوع الماضي، وهو ما سيمثل أول انخفاض في أربعة أسابيع. أما للحصول على أرقام المخزون الرسمية، فيجب على الأسواق انتظار تقرير إدارة معلومات الطاقة EIA، والمقرر صدوره، كالعادة، يوم غد الأربعاء.
ومع انتشار وباء كورونا الذي دفع الولايات المتحدة والدول الأوروبية إلى تبني قيود أكثر صرامة على الأعمال الاقتصادية والنشاطات الاجتماعية والتنقل، فإن الطلب على الوقود من طرف العالم الصناعي قد تباطأ. ولكن لا يزال الطلب القادم من الشرق قوياً، حيث أشارت البيانات الصينية التي تم إصدارها في وقت سابق من هذا الأسبوع إلى ارتفاع واردات النفط الخام الشهر الماضي، عندما انخفضت أسعار العقود الفورية إلى ما دون أسعار العقود الآجل مرة أخرى.
وبالإضافة إلى ذلك، يرى الكثيرون أن هنالك إمكانية لحدوث ارتفاع كبير في العام المقبل، حيث يُتوقع أن يجد الطلب الدعم من البشر الذين سيعودون إلى حياتهم الطبيعية، في حين أن التخفيضات الهائلة في الإنفاق الرأسمالي التي قامت بها أكبر شركات قطاع الطاقة هذا العام ستقلل من العرض.
وقال جيف كوري رئيس أبحاث أسواق السلع العالمية في بنك غولدمان ساكس (NYSE:GS) اليوم إن محللي البنك قد اعتمدوا هدفاً سعرياً لنفط الخام عند 65 دولارا للبرميل بنهاية 2021، بناء على توقعات بأن يصل الطلب العالمي إلى 102.5 مليون برميل يومياً في عام 2022. وهذا أعلى من مستويات ما قبل الوباء، حيث كانت وكالة الطاقة الدولية قد قدرت أن متوسط الطلب على النفط قد بلغ 100.1 مليون برميل يومياً في عام 2019.
ونقلت إس إن بي غلوبال بلاتس (NYSE:SPGI) عن كوري قوله أنه على الرغم من انخفاض الطلب من جانب السفر بغرض العمل إلا "إننا نعتقد أن السوق سيشهد عجزاً كبيراً مع حلول نهاية العام القادم وخلال عام 2022 الذي يليه ... هنالك نقص هيكلي في الاستثمار في جانب العرض، وهو ما نطلق عليه انتقام الاقتصاد القديم".
وأضاف المحلل أن "الأمر لا يتعلق فقط بالنفط، بل بالمعادن، وقطاع التعدين بشكل عام، والاقتصاد القديم بأكمله، والذي يعاني من نقص في الاستثمار".