بقلم جينا لي
Investing.com – تراجع النفط في تداولات الجلسة الآسيوية لليوم الخميس، بعد انخفاض بأكثر من المتوقع في إمدادات النفط الخام الأمريكية، ومع تصاعد الآمال بأن يقر الكونغرس الأمريكي حزمة التحفيز التي طال انتظارها، قبل أن ينتهي هذا الأسبوع، مما سيدعم تعافي الاقتصاد الكبر في العالم، وبالتالي يعزز من الطلب على الوقود.
فعند الساعة 10:43 مساءاً بالتوقيت الأمريكي الشرقي (3:43 صباحاً بتوقيت جرينتش)، ارتفعت العقود الآجلة لخام برنت، والتي تُعتبر المعيار العالمي في أسعار النفط، بنسبة 0.92٪ لتتداول عند 51.55 دولار للبرميل، وتستمر في الامتداد فوق حاجز الـ 50 دولار. أما العقود الآجلة لخام غرب تكساس الوسيط، أهم عقود النفط الأمريكي، فلقد قفزت بنسبة 1٪ وتداولت عند 48.30 دولار للبرميل. وبذلك، سجل كل من برنت وغرب تكساس مستويات لم تشهدها الأسواق منذ أوائل شهر مارس.
وكانت إدارة معلومات الطاقة الأمريكية EIA قد أصدرت تقريرها الأسبوعي الرسمي المعتاد لمخزونات النفط في البلاد يوم أمس الأربعاء. وأظهر التقرير أن مخزونات النفط الخام قد تراجعت بواقع 3.1 مليون برميل الأسبوع الماضي، وهو رقم أكبر من توقعات المحللين الذين يتابعهم موقع Investing.com والذين كانوا يتوقعون تراجع المخزون بواقع 1.937 مليون برميل. وكانت المخزونات قد قفزت بشكل لا يصدق وبواقع 15.189 مليون برميل في الأسبوع الذي سبقه.
كما أظهرت بيانات إدارة معلومات الطاقة أن مخزونات نواتج التقطير التي من ضمنها الديزل وزيت التدفئة، قد ارتفعت بمقدار 167 ألف برميل، وهو ما جاء أقل بكثير من التوقعات التي كانت تترقب ارتفاعاً قدره 886 ألف برميل. كما ارتفعت مخزونات البنزين بـ 1 مليون برميل، مقارنة مع توقعات بارتفاع أكثر حدة قدره 1.6 مليون برميل. وذكر التقرير كذلك أن سحب مصافي التكرير قد تراجع بمقدار 253 ألف برميل. أما نسبة استغلال الطاقة الإنتاجية للمصافي، فلقد انخفضت بنسبة 0.8٪.
وقبل ذلك، كان معهد البترول الأمريكي API قد أصدر تقريره الأسبوعي المعتاد في ساعة متأخرة من ليلة الثلاثاء. وأظهر التقرير ارتفاعاً قدره 1.973 مليون برميل في مخزونات النفط الخام في البلاد خلال الأسبوع المنتهي في 11 ديسمبر. وجاء هذا معاكساً لتوقعات المحللين الذين يتتبعهم موقع Investing.com، والذين كانوا يترقبون تراجع المخزون بواقع 3.5 مليون برميل، وأكثر من ارتفاع الأسبوع السابق، والذي كان 1.141 مليون برميل.
ولاحظ محللو بنك ANZ أن الإنتاج قد انخفض أيضاً، وذلك للمرة الأولى منذ أواخر أكتوبر.
وينتظر المستثمرون الآن لرؤية ما إذا كان زعيم الأغلبية في مجلس الشيوخ ميتش ماكونيل، وبقية السياسيين الجمهوريين والديمقراطيين سيفيون بالوعد الذي قطعه ماكونيل فيما يتعلق بحزمة التحفيز، عندما قال "سنصل إلى هناك".
وكانت وكالات الأنباء قد تناقلت خبراً مفاده أن الكونجرس "يقترب" من الموافقة على مشروع قانون تحفيز تبلغ قيمته نحو 900 مليار دولار. وسيتضمن مشروع القانون، شيكات ستكون قيمتها بين 600 و 700 دولار من المساعدات المالية وإعانات البطالة الممتدة للمواطنين الأمريكيين، ولكن يبقى القانون في مرحلة الانتظار حتى يتم إقرار قانون الإنفاق الحكومي الذي تبلغ قيمته 1.4 تريليون دولار للسنة المالية التي تبدأ في 1 أكتوبر، ويجب أن يتم ذلك مع نهاية يوم غد الجمعة لتجنب توقف أعمال الحكومة الفيدرالية.
ويُتوقع أن تعزز أموال حزمة التحفيز، في حال إقرارها، من الطلب على الوقود، لأنها تدعم النشاط الاقتصادي الذي سيحتاج إلى استهلاك المزيد من الطاقة.
كما وجد النفط الدعم في موقف البنك المركزي الأمريكي الداعم للتعافي في البلاد. فبعد اجتماع استمر يومين، أعلن بنك الاحتياطي الفيدرالي مساء أمس الأربعاء أنه سوف يستمر في الإبقاء على أسعار الفائدة بالقرب من الصفر لسنوات قادمة. كما تعهد البنك بمواصلة برنامج شراء السندات حتى يكون هنالك "المزيد من التقدم الملموس" نحو استعادة التوظيف الكامل، والوصول بالتضخم إلى مستوى 2٪ المستهدف.
وفي المؤتمر الصحفي الذي تلا الاجتماع، قال الرئيس جيروم باول أن الحجة التي تدعم إقرار المزيد من إجراءات التحفيز المالي "قوية جداً جداً"، مع استمرار الولايات المتحدة في مواجهة الموجة الثانية من وباء كورونا.
وعلى جبهة اللقاحات، تستمر حملة التطعيم غير المسبوقة ضد فايروس كورونا، والتي شهدت حتى الآن تلقيح الآلاف من العاملين في مجال الرعاية الصحية، على الرغم من ظهور بعض المصاعب خلال هذه العملية.
فلقد أعلنت السلطات الصحية في ولاية ألاسكا عن أول حالة ظهر فيها رد فعل تحسسي تجاه لقاح BNT162b2 المستخدم حالياً في حملة التلقيح الوطنية الأمريكية، وهو اللقاح الذي رأى النور نتيجة لعمل مشترك بين شركة فايزر (NYSE:PFE) الأمريكية، وبيو إن تيك الألمانية.
كما تقدم لقاح أخر نحو الحصول على الموافقة، حيث يبدو أن لقاح mRNA-1273 الذي تنتجه شركة موديرنا الأمريكية قد أصبح في طريقه هو الأخر للحصول على الموافقات المطلوبة. ويتوقع المراقبون أن يحصل اللقاح المذكور على موافقة هيئة الغذاء والدواء الأمريكية FDA بحلول نهاية هذا الأسبوع. وإذا تم ذلك، فإنه سيعزز من جهود التطعيم التي تجري حالياً في الولايات المتحدة، وعدد أخر من الدول.