Investing.com - يسجل سعر الذهب عالميًا خسائر للشهر الثاني على التوالي منذ بداية عام 2021، لينهي شهر فبراير بأسوأ أداء شهري منذ 2016. ويختبر الذهب في الوقت الحالي مستويات الدعم الهامة.
وصل المعدن الثمين لمستوى 1,912 دولار للأوقية، ومنه استمر هبوطًا لـ 1,714 دولار للأوقية يوم الجمعة، فاقدًا 200 دولار منذ بداية العام.
لو فشل الذهب في التشبث بمستويات 1,725 أو 1,700 خلال الأسبوع المقبل، سوف تستمر التصفية.
يقول تشارلي نيدوس، من لاسالي فيوتشرز: "الذهب كسر الانخفاضات السابقة، وكل المتوسطات المتحركة الأسبوعية، ربما نختبر 1,700 دولار خلال الأسبوع المقبل."
السبب الرئيس في هبوط سعر الذهب هو ارتفاع عوائد سندات الخزانة أجل 10 سنوات، لمستوى 1.6% وهو أعلى مستوى في عام، ما تسبب في رفع مؤشر الدولار الأمريكي.
وتسارعت تصفية الذهب بسبب محفزات فنية، مع الهبوط دون المتوسط المتحرك لـ 200 يوم.
وقال بيتر هوج من كيتكو: "الآن، بدأت عمليات بيع خوارزمية تدفع الذهب لمزيد من الهبوط." "خلال الجمعة الماضية كان الذهب يتطلع لمسار صاعد. ولكن عندما وصل لـ 1,817 دولار يوم الاثنين، كان عائد سندات الخزانة أجل 10 سنوات في نطاق 1.20%، والآن العائد عند 1.50%."
"ما يحدث في السوق الأمريكي حدث جلل وفريد، فعوائد السندات الأمريكية مرتفعة، بينما عوائد السندات الأوروبية واليابانية ما زالت عند الصفر. ولهذا نتوقع أن يكون مؤشر الدولار أقوى مما هو عليه بناء على ارتفاع عوائد السندات."
وبدأ المستثمرون بالخروج من أسواق الأسهم والتحول إلى النقد، وهذه أنباء غير سارة للذهب. "في خذا السياق سيكون هناك هبوط في سوق الأسهم، وراتفاع في عوائد السندات. بالتحول إلى النقد ستتعرض السلع جميعها للضعف."
ويقول بارت ميليك: "خلال الأسبوع المقبل مستوى 1,660 دولار محتمل وبقوة."
الأسواق أكثر تفاؤلًا بتقدم حزمة التحفيز، والتطعيم الأسرع من المتوقع. والمخاوف متزايدة حيال دور التحفيز في رفع التضخم، وتعميق عوائد سندات الخزانة.
الخوف، مما ينبع؟
إلى الآن، ورغم كل المحاولات، لا تصدق الأسواق كلمات رئيس الاحتياطي الفيدرالي. فيؤكد جيروم باول مرة بعد مرة على إبقاء معدلات الفائدة على مقربة من الصفر، وربما يلمح للتحكم بمنحنى العائد -أكثر قرار إيجابية للذهب- إلا أن الأسواق في حالة من القلق.
أي أن السوق يرى غموض، وضباب. ويفترض أن هذا الغموض في صالح وسيلة التحوط -الذهب- ولكن الذهب يخشى من شيء آخر؛ امتناع الفيدرالي عن التدخل لوقف الارتفاع في عوائد سندات الخزانة، ربما يبرهن على أن الفيدرالي يقول ما لا يفعل، وليس ملتزمًا للنخاع بالسياسة النقدية شديدة التيسير." "لهذا يمكن للذهب أن يهبط، قبل أي ارتداد."
ومع كل نقطة أساس ارتفاع لعوائد السندات تعمق الأسهم خسائرها، فالأسواق تخشى عدم إحاطة الفيدرالي علمًا بما يمكن أن يفعله التضخم.
يقول دانيال بافيلونيس: "سيصعد الذهب لو خرجت جانيت يلين، وزيرة الخزانة، وجيروم باول، رئيس الفيدرالي، وصرحا بأنهما سيمنعان العوائد من الاستمرار، وتحدثا عن توقعاتهما للتضخم." "ولكن في الواقع لن يكون هناك أي إجراء قبل وصول عوائد السندات لـ 2%."
مرت حزمة التحفيز من مجلس النواب، وسيكون هناك مزيد من التيسيرات، وسوق أسهم قوي. ولكن التسهيلات ستدفع السندات للأعلى.
ومع ذلك تظل دوافع الذهب للصعود قائمة، مع اقتصاد يواجه معدلات دين مرتفعة، واضطرابات في أسواق الأسهم. ولكن في الوقت الحالي يظل الذهب تحت تهديد.
وتنتظر الأسواق خلال الأسبوع المقبل حديث جديد من رئيس الاحتياطي الفيدرالي، جيروم باول، ضمن فاعليات قمة الوظائف من وول ستريت جورنال.
وننتظر تقارير من مؤشر مديري المشتريات الصناعي من معهد إدارة التوريدات، وتقرير التوظيف، وتقرير ADP للتغير في سوق العمل، وبيانات طلبات المصانع، وطلبات إعانة البطالة.