Investing.com - وجد الذهب قاعه عند مستوى 10 أشهر المنخفض؟ هذا السؤال الذي ينتظر المحللون إجابة عنه، بقدرة المعدن الأصفر على التماسك فوق مستوى 1,700 دولار للأوقية، وهروبه من قيود عوائد سندات الخزانة الأمريكية.
وصل الذهب يوم الاثنين لمستوى 1,675 دولار للأوقية، ومنه ارتفع لـ 1,730 دولار للأوقية.
وخلال يوم الجمعة تراجع الذهب، ولكنه نجح في التمسك بمستوى 1,700 دولار للأوقية، رغم ارتفاع عوائد سندات الخزانة. تستمر عوائد السندات في الارتفاع بعد توقيع الرئيس الأمريكي جو بايدن لحزمة التحفيز الأمريكية لتصبح قانون بداية من يوم الخميس.
يقول بارت ميليك، من تي دي للأوراق المالية: "عوائد السندات أجل 10 سنوات ترتفع، ومنحنى العائد يزيد عمق. وربما يستمر هذا مع تحسن الأرقام الاقتصادية، وارتفاع التضخم. مع زيادة شهية المخاطرة ترتفع العوائد، وهذا لا يصب في صالح الذهب."
القصة كلها تكمن في العائد
يقول دانيال بافيلونيس، من آر جي أوه: "ارتفعت عوائد سندات الخزانة فوق 1.6%، وما زالت تؤثر على الذهب. نعتقد بأن مستوى 1,675 دولار للأوقية هو قاع الذهب. ولكن الأمر معتمد على العوائد، لو استمرت بالارتفاع، سيتضرر للذهب."
يقول كيفين جرادي: "حزمة التحفيز تدعم التضخم. السوق متحمس لعودة الاستهلاك بقوة، وشراء السلع بهذه الأموال."
وما إن يتلقى الجميع لقاح فيروس كورونا، سيستجيب منحنى عائد السندات، والذهب.
كما أن السوق احتسب حزمة التحفيز بالفعل.
يضيف بافيلونيس: "لو طباعة الأموال ترفع العوائد والمشترين الأجانب يبيعون ديوننا هو الأمر الشائع الجديد، ربما يكون هذا سبب وجيه للشراء في الأسواق الناشئة. فالتحفيز سيكون إشارة للعالم أجمع بأننا لسنا على ما يرام، ونحن نطبع الأموال لإنقاذ الحكومة."
لاحظ أن العائد يرتفع مع زيادة البيع، أي أن المستثمرين وبعض الدول الآن تصفي مراكزها على السندات الأمريكية -الدين الأمريكي.
الفيدرالي الأمريكي يتواصل مع السوق مجددًا
ننتظر خلال الأسبوع المقبل قرار الفائدة، والتوجهات المستقبلية من بنك الاحتياطي الفيدرالي الأمريكي. ويرى بافيلونيس أنه ما إن يتحرر الذهب من عوائد السندات، سيتمكن من الصعود مرة أخرى.
قال: "ختامًا ستنتهي تلك العلاقة العكسية. فالفيدرالي الأمريكي يقر بأننا نشهد الآن تضخمًا مرتفعًا، وربما سيكون هذا إشارة لرفع الفائدة عاجلًا، ربما أقرب مما تتوقع الأسواق، بما سيكسر العلاقة. أو حتى مجرد الإقرار بأن العوائد مرتفعة وهذا داعي للقلق. سيكون هذا إيجابي لأسعار الذهب."
ويتجاهل الفيدرالي قضية العوائد لفترة من الوقت الآن، وسيتركز انتباه المستثمرين على تصريحات رئيس الاحتياطي الفيدرالي، جيروم باول، خلال المؤتمر الصحفي الذي يعقده بعد قرار الفائدة يوم الأربعاء المقبل.
وبالمقارنة هذا الأسبوع، قرر البنك المركزي الأوروبي، إنه سيوقف أي ارتفاع غير مضمون في نفقات تمويل الدين، وأضاف بأنه قلق حيال التضخم، وطباعة الأموال.
وقالت كريستين لاجارد، رئيسة البنك المركزي الأوروبي: "ربما يترجم ارتفاع عوائد السندات إلى صعوبات في تمويل جميع القطاعات، ويجبر على تشديد نقدي قبل الأوان." وأكدت لاجارد بأن البنك المركزي الأوروبي سوف يستمر في التمويلات الواسعة، مع ظهور التضخم بنهاية المطاف."
وأضاف بافيلونيس: "لو فعل الفيدرالي أمر مماثل، سيكون هذا إيجابي للذهب. في حقيقة الأمر ارتفاع العوائد يوضح بأن الفيدرالي يفقد السيطرة."
بينما يقول ميليك إن باول لن يعلق أي تعليقات هامة حول منحنى العائد. "سيطمئننا بأول بأنه من المبكر جدًا الحديث عن رفع معدلات الفائدة. وسيكون غامضًا في تعليقاته كما كان في المرات الماضية، عندما ارتفعت العوائد بقوة، وشهية المخاطرة لن تتضرر."
وربما يحاول باول تخفيض عوائد السندات.
وقال اقتصاديو آي إن جي: "ستحصل الأسواق على نظرة للتوقعات الربعية، وربما سيكون هناك مراجعة نحو الأعلى للناتج المحلي الإجمالي من 2021."
كما تتهم الأسواق بمعرفة التوقعات المستقبلية لرفع معدل الفائدة، فلو أظهر الفيدرالي بأنه سيرفع الفائدة في 2023 بـ 25 نقطة، سيرتفع مؤشر الدولار. ولكن البيان لن يتغير، ومؤتمر الرئيس سيظل نفسه، بأنه ما زال الطريق طويلًا قبل أي إجراء قد يسبب رفع معدل الدولار بقوة.
أهم المستويات السعرية
المستوى الأهم الآن 1,700 دولار للأوقية، وفق المحللين. أي نحرك لـ 1,760 دولار للأوقية، سيكون إشارة للارتفاع، بينما الهبوط دون 1,670 دولار للأوقية، ربما يفتح الأبواب لـ 1,600 دولار للأوقية.
يتوقع بافيلونيس بأن الذهب سيرتد من حول هذه المستويات، وسيكون هناك حاجة للوصول إلى 1,760 دولار للأوقية.
ويضيف ميليك بأن صعود مؤشر الدولار والعوائد قد يدفع الذهب لإعادة اختبار 1,660 دولار للأوقية.
ويضيف محللون بأنه من الخطر بيع الذهب، ولكن الشراء ليس مفيد. "بيع الذهب في سوق يتم طباعة الأموال فيه من اللاشيء، أمر ضار. ولكن أيضًا كل مرة يصعد فيها الذهب، يعود للبيع. ويريد المتداولون رؤية اتجاه ومن ثم ركوب هذا الاتجاه." لهذا أنا محايد."