Investing.com - للأسبوع الثاني على التوالي يرتفع سعر الذهب، وعاد الذهب محطًا للأنظار وسط فنيات قوية رغم ارتفاع عوائد سندات الخزانة الأمريكية.
قرر الاحتياطي الفيدرالي الأمريكي خلال الأسبوع الجاري الإبقاء على معدل الفائدة قرب الصفر، واستمراره في شراء السندات شهريًا بحوالي 120 مليار دولار، وقال الفيدرالي إن البرامج والفائدة قرب الصفر مستمرة حتى التعافي الاقتصادي التام، وعودة التوظيف الكامل. ورفع الفيدرالي توقعاته للتضخم خلال العام الجاري والعامين المقبلين.
ورغم أن الفيدرالي اليوم أعلن انتهاء برنامج دعم البنوك، بإنهاء التغاضي عن بعض متطلبات رأس المال التي أجبر البنوك عليها عقب الأزمة المالية في 2008، وخففها خلال أزمة فيروس كورونا في إطار الدعم اللامتناهي الذي حصلت عليه الأسواق.
وارتفعت عوائد السندات خشية أن تقبل البنوك على تصفية حيازاتها من عوائد السندات لتضمن ثبات معدل الـ SLR عند المستويات التي يقرها الفيدرالي. تعرف الـ SLR: عاجل: إعلان هام من الاحتياطي الفيدرالي
وراجع الفيدرالي نمو الناتج المحلي الإجمالي لـ 6.5%، وتابع رئيس الاحتياطي الفيدرالي، جيروم باول، بأن الضغوط التضخمية ستكون انتقالية فقط، متجاهلًا ارتفاع عوائد سندات الخزانة الأمريكية.
ورغم التغييرات خلال اليوم تمسك الذهب بمستوى 1,730 دولار للأوقية، بينما تراجعت أسعار الأسهم.
يقول فيليب ستريبيل، الاستراتيجي من بلو لاين: "الذهب كفئة أصول تقدم على قوائم متابعة المستثمرين. فالمعدن الأصفر كان غير ذي صلة بتطورات الأسواق خلال الأسابيع القليلة الماضية؛ بينما قويّت حركة الأسواق في قطاعات المخاطرة. ولكن الذهب ينفض عن نفسه الغبار الآن. ويعود لاعبًا في الساحة بعد تليقيه الانخفاض تلو الآخر لفترة طويلة الآن."
وبدأ المستثمرون يلجؤون للذهب في ظل عودة تقلبات الأسواق.
بينما يقول تشارلي نيدوس، من لاسالي فيوتشرز، إن الذهب بحال أفضل من السلع الأخرى بما فيها الفضة والنحاس.
ويضيف نيدوس: "بدأ المتوسط المتحرك لـ 10 أيام بالارتفاع، وأتوقع إغلاق أعلى المتوسط المتحرك لـ 20 يوم للمرة الأولى منذ 7 يناير،" واستطرد بأن تلك إشارات شديدة الإيجابية بالنسبة للذهب.
كما أن التطورات الجيوسياسية عادت على الرادار مرة أخرى فيما يتعلق بتداولات الذهب، وفق إشارات المحللين. وفوق هذا وذاك يبدو أن العلاقات الأمريكية الصينية ليست على ما يرام. ووصفت رويترز الاجتماع الأول بين إدارة بايدن ومسؤولي الصين بأنه كان "تراشقًا بالألفاظ."
قال وزير الخارجية الأمريكي أنتوني بلينكين، في اجتماعه مع مسؤولي الصين في ألاسكا: "سنناقش مصادر قلقنا العميق حيال الأفاعيل الصينية، بما فيها: إقليم شيناجينج، وهونج كونج، وتايوان، والهجمات الصينية الإلكترونية على الولايات المتحدة، والقمع الاقتصادي لحلفائنا."
ورد كبير الديبلوماسيين الصيني، يانج جيتشي: "الولايات المتحدة تستغل قوتها العسكرية، وهيمنتها المالية لفرض سلطتها وقمع الدول الأخرى. فهي تستغل مفاهيم الأمن القومي أسوأ استغلال هادفة لإعاقة التبادل التجاري الطبيعي، وحث الدول الأخرى على مهاجمة الصين."
وجاءت تلك التطورات بعد يوم واحد من وصف الرئيس الأمريكي، جو بايدن لنظيره الروسي، فلاديمير بوتين، بالقاتل، في مقابلة على أيه بي سي نيوز.
وعلق بوتين على التصريح قائلًا إنه هاتف الرئيس الأمريكي. ومزيد من المحادثات ستعقب هذا. "أود تقديم عرض للرئيس بايدين باستمرار المناقشة، ولكن بشرط أن تكون مناقشات مذاعة مباشرة، أون لاين، دونما تأخير."
ومنذ بداية وباء كورونا تراجع احتدام الأزمات الجيوسياسية، ولكن لهذا أن يتغير الآن، وسعر الذهب سوف يستجيب إيجابًا لهذه التطورات السلبية.
والآن الذهب أمام احتمالية تقلبات عنيفة في الأسواق، وارتفاع عوائد السندات، في ظل احتدام المخاطر الجيوسياسية، وارتفاع معدل التضخم في الولايات المتحدة، وسط تهديدات أخرى مثل تفشي كورونا في أوروبا والحديث عن موجة ثالثة من الفيروس، وتعثر تطعيمات فيروس كورونا بسبب أزمة لقاح أسترازينكا.
مستويات الذهب السعرية
لم تزل المخاطرة تمامًا بعد، وربما يتجه الذهب في أي من الاتجاهين، فربما يصل لـ 1,700 وما دونها لو خرج عائد سندات الخزانة عن السيطرة. ولكن لو نجح الثيران في التقدم، سيتقدم الذهب لـ 1,750 دولار للأوقية."
ويضيف نيدوس بأن عدم انهيار الذهب عند مستويات 1,700 هذا الأسبوع إشارة جيدة. وأكبر إشارة إيجابية ستكون الإغلاق أعلى 1,750 دولار للأوقية.
الفيدرالي والخزانة يخرجان للسوق معًا
ننتظر خلال الأسبوع المقبل حديث مشترك ما بين جيروم باول، رئيس الاحتياطي الفيدرالي، وجانيت يلين، وزيرة الخزانة الأمريكية.
يقول اقتصاديو آي إن جي: "بالنظر لتحرك عوائد السندات ذات الآجال الطويلة للأعلى، سيكون مشوقًا رؤية ما إذا كان هذا سيزيد من توترهم أم لا. وبلا شك، سنستمع إلى رواية حول تضخيم السوق لارتفاع التضخم، وأن البيئة الحالية التي تزيد القيود فيها على الإمداد، وتدفق فيها التحفيزات بما يرفع الطلب، سيكون هناك تضخم مستدام بأكثر مما يصرح الفيدرالي في أحاديثه العامة."
ننتظر الحديث يوم الأربعاء المقبل
وخلال الأسبوع المقبل يصدر تقرير حول مؤشر أسعار نفقات الاستهلاك الشخصي يوم الجمعة المقبلة، وهو المؤشر الرئيسي للتضخم بالنسبة للاحتياطي الفيدرالي.
ويضيف محللو آي إن جي: "الدخل الشخصي، وأرقام الإنفاق ستشهد انعكاسًا بسبب التحفيزات بـ 600 دولار التي أقرتها الحكومة الفيدرالية نهاية العام الماضي. وهذا الضعف لن يطول مع بداية توزيع التحفيزات بـ 1,400 دولار على الأقل، وبدأت الحكومة الفيدرالية في إرسال الأموال نهاية الأسبوع الماضي."