Investing.com - يرتفع عقود الذهب في الوقت الراهن فوق 1,700 دولار للأوقية، إذن فما قد يرفعه فوق 1,900 دولار للأوقية؟ يظل المحللون على تفاؤلهم حيال المعدن الثمين، ولكنهم يقولون إن هناك حاجة لمحفز يدفع سعر الذهب إلى هذه المناطق.
بعد أسبوع حافل تمكن الذهب من البقاء فوق مستوى 1,720 دولار للأوقية. ويحاول المعدن الثمين الصعود فوق مستوى المقاومة الرئيسي عند 1,750 دولار للأوقية. ولكن فشلت العقود الآجلة للذهب، وأنهت الأسبوع عند مستوى 1,733.90 دولار للأوقية.
يقول يوجين فينبيرج، من كوميرز بنك: "العوامل التي تضغط على الذهب، مثل شهية المخاطرة لأسواق الأسهم، وارتفاع مؤشر الدولار، لا يبدو أن لها عظيم الأثر على الذهب عند المستويات السعرية الحالية."
بينما يقول متداول السلع والعقود الآجلة دانيال بافيلونيس، من آر جي أوه، لكيتكو نيوز، إن نموذج التداول الحالي يدل على بداية ارتفاع سعر الذهب.
يضيف بافولينس: "معنويات السوق منخفضة مقارنة بما كانت عليه في أغسطس الماضي. وهذه إشارة جيدة. وربما حان الوقت لبداية صعود الذهب. وخلال الأسبوع المقبل ربما نرى صعود جديد لسعر الذهب."
يقف الذهب ممزقًا بين سيناريوهين أحدهما يدفع للارتفاع، والآخر للانخفاض. فعلى المدى القصير تزيد سرعة عمليات التطعيم، والتعافي الاقتصادي، بما يدعم شهية المخاطرة. وعلى الجانب الآخر يستمر الاحتياطي الفيدرالي والحكومة الفيدرالية في دعم الأسواق بما ينذر بارتفاع التضخم، والذي تتوقع بعض البنوك الاستثمارية وصوله لـ 2% أو 2.5% خلال الشهرين المقبلين، بما يصب في صالح سعر الذهب.
يقول بارت ميليك من تي دي للأوراق المالية: "لن يفاجئني الاختراق للأعلى. يستمر مؤشر الدولار الأمريكي قويًا. وسيقوى في ظل الضعف الأوروبي، الذي يطغى على العملة الموحدة بما يرفع مؤشر الدولار الأمريكي. وتستمر التدفقات للنقد."
وقال: "على المدى الطويل هناك عدم يقين." "ربما سنرى مستوى 1,900 دولار بنهاية العام بسبب ارتفاع التضخم، وتراجع الفيدرالي عن أي تصرف." "كما سنرى ارتفاع في الدين، وارتفاعًا في الإنفاق على مشاريع البنية التحتية."
الذهب والمحفزات، ما ينتظره
لن يصعد الذهب لحين وجود محفزات جديدة وفق محللين.
يقول محلل المعادن الثمينة من ستنادرد تشارتيد، سوكي كوبر: "يبدو أن الذهب مستقرًا عند المستويات السعرية الحالية. فالطلب المادي على الذهب يوفر للذهب رادعًا من الانهيار، ولكن المحركات الرئيسية الدافعة لصعود السعر غائبة عن المشهد الحالي."
يقول بافلونيس إن أحد المحفزات ربما تكون تحرر سعر الذهب من عوائد سندات الخزانة الأمريكية أجل 10 سنوات، ففي الآونة الأخيرة ينخفض الذهب متى ارتفعت عوائد سندات الخزانة الأمريكية. ولكن أي تحرر للذهب من هذه العلاقة الارتباطية، سيدفع سعر الذهب للاختراق."
ويتابع: "ارتفعت عوائد السندات بعض الشيء اليوم، ولكن الذهب ما زال متماسكًا. وهذه علامة إيجابية. فربما يتحرر الذهب قريبًا. ولو رسمنا علاقة بين ما يحدث في أسواق الذهب والسندات وبين إعلان بايدن عن حزمة البنية التحتية، سنرى بأن الوضع مناسب لسعر الذهب."
اقرأ عن حزمة بايدن للتحفيز بـ 4 تريليون دولار: عاجل: بايدن يكشف عن خطة بـ 4 تريليون دولار، ولكنها تخيف الأسواق
إيران والصين توقعان اتفاقية تعاون لمدة 25 عاما
ومع أحاديث أعضاء الفيدرالي خلال الأسبوع الماضي، وعلى رأسهم الرئيس، جيروم باول، تلقت الأسواق رسالة واحدة: التحفيز مستمر، الفائدة المنخفضة مستمرة، الأوضاع حسنة، ولكن ننتظر التعافي المتكامل وعودة سوق العمل للتوظيف الكامل.
ويضيف بافولنيس حول الحركة العرضية لسعر الذهب: "طالما رأينا الذهب في حركة سعرية عرضية لوقت أطول، يجعل المسار الممهد للأعلى.
ويضيف كوبر بأن المحفز الثاني ربما يتمثل في ضعف قوة مؤشر الدولار الأمريكي. ويتوقع بأنه مع مرور عام 2021 سيكون الدولار في اتجاه هابط، مع بقاء العوائد الحقيقية سلبية.
انتبه مؤشر الدولار القوي سيدمر كل شيء
ووفق هان تان من إف إكس تي إم، فهناك مخاطر أخرى ربما تشتعل خلال العام منها عودة تفشي فيروس كورونا -كما يحدث في أوروبا الآن- توترات بين الصين والولايات المتحدة، خاصة مع التراشق السياسي في أول اجتماع بين البلدين. توتر العلاقات بسبب إيران، فأعلنت الصين وإيران اليوم عن اتفاق تعاون يمتد لربع قرن.
انتظر هذا الأسبوع:
الأسبوع الأول من الشهر الجديد يعني بداية صدور تقارير سوق العمل الأمريكية الرسمية، فننتظر تقرير سوق العمل الأمريكي يوم الجمعة، وبيانات أيه دي بي يوم الأربعاء، وتقرير طلبات إعانة البطالة يوم الخميس، وتقرير مؤشر مديري المشتريات الصناعي من إدارة معهد التوريدات الأمريكي.
يقول اقتصاديو آي إن جي: "مع توقيع حزمة التحفيز الضخمة بـ 1.9 تريليون دولار، ربما نرى الرئيس يدفع نحو الحزمة بـ 3 تريليون دولار لمشاريع الطاقة الخضراء والبنية التحتية." وربما سيواجه الرئيس بايدن صعوبة في تمرير الحزمة الضخمة، وسيتعين عليه تحويلها لحزم أصغر، لنيل رضا الجمهوريين الرافضين، ولن يكون الأمر سهلًا.