Investing.com - بعدما اشتعلت أسعار النفط على خلفية مزيد من التفاؤل بشأن تعافي الطلب العالمي بفعل تسارع وتيرة التلقيح ضد كوفيد 19.
والذي انعكس إيجابا على تحرر العديد من دول أوروبا والعدول عن فكرة الإغلاق الاقتصادي، تزامنا مع تحسن أسرع وتيرة في الولايات المتحدة الأمريكية.
إلا أن أسعار النفط سرعان ما عادت للتراجع من جديد نزولا عن قمة 17 مايو والتي اقتربت فيها من أعلى مستوياتها منذ بداية العام.
يبدو أن السؤال الأبرز الآن، هو أين تتجه أسعار النفط وهل تغدو قادر على مستويات ذروة جديدة؟
عاجل: العملات الرقمية تسجل نجاحا، وتربح 230 مليار في ساعات
ارتفاع
وارتفعت أسعار النفط خلال تعاملات الإثنين، وسط زيادة المؤشرات حول سرعة تعافي اقتصاد الولايات المتحدة من جائحة "كورونا" مما يدعم مستويات الطلب على الخام.
وقفز الخام الأمريكي الخفيف نايمكس بحوالي 1.9% صعودا إلى مستويات 64.9 دولار خلال تعاملات اليوم الإثنين.
بينما ارتفع خام برنت خلال تلك اللحظات من تعاملات الإثنين دولارا للبرميل أو 1.8% إلى مستويات 67.7 دولار .
وأنهت الولايات المتحدة أول أسبوع منذ يونيو الماضي دون أن تتجاوز إصابات "كورونا" حاجز 30 ألفًا، فيما تواصل معدلات الوفيات في فرنسا وإيطاليا انخفاضها.
وقال المحلل لدى شركة بيع وشراء عقود السلع "سامسونج فيوتشرز" Samsung Futures "كيم كوانغ راي" إن هناك المزيد من التفاؤل بشأن الطلب بدعم من توزيع اللقاح.
وأضاف كوانجراي أن ذلك الطلب سيشهد مزيدًا من الدعم بحلول موسم القيادة الصيفي على مدى الأشهر المقبلة.
أسبوع ساخن: ماذا تخشى الأسواق، غموض الفيدرالي أم إنزلاق أوروبا؟
جولدن مان ساكس
وتوقع جولدمان ساكس (NYSE:GS) أن ترتفع أسعار النفط إلى 80 دولارا للبرميل في الربع الرابع من العام الجاري، معللا ذلك بأن السوق لم تحسن تقدير التعافي في الطلب، وذلك حتى بالرغم من الاستئناف المحتمل للإمدادات الإيرانية من الخام.
وقال البنك تظل المبررات لارتفاع أسعار النفط كما هي بالنظر للارتفاع الكبير في الطلب مع توسع نطاق التحصين (من كوفيد-19) في مواجهة إمدادات لا تتسم بالمرونة".
وأضاف أن افتراض عودة الصادرات الإيرانية في يوليو تموز لا يمنع أن أسعار برنت ما زالت بصدد الوصول إلى 80 دولارا بحلول الربع الرابع
وقال جولدمان ساكس إن تعافي الطلب في أسواق الدول المتقدمة (SE:2330) سيعادل أثر الضربة التي تلقاها الاستهلاك مؤخرا بسبب الجائحة، وما يستتبعه ذلك من بطء محتمل في التعافي في جنوب آسيا وأمريكا اللاتينية
وتوقع البنك أن الطلب سيزيد 4.6 مليون برميل يوميا حتى نهاية العام، مشيرا إلى أن أغلب الزيادة مرجحة في الأشهر الثلاثة المقبلة
وقال في المذكرة "التنقلات تتزايد بسرعة في الولايات المتحدة وأوروبا، مع تسارع وتيرة التحصين ورفع إجراءات العزل العام ومع تزايد حركة قطاع الشحن والأنشطة الصناعية أيضا.
وتوقع البنك أن تقوم منظمة البلدان المصدرة للبترول (أوبك) وحلفاؤها بقيادة روسيا، وهي المجموعة المعروفة باسم (أوبك+)، بمعادلة أي زيادة للإنتاج الإيراني من خلال وقف زيادة الإنتاج في النصف الثاني من العام الجاري لمدة شهرين.
الذهب: هل حان أوانه، كل الطرق تؤدي للارتفاع؟
اتجاه الأسعار
وخلال الأسابيع القليلة الماضية، تسارعت وتيرة برامج اللقاحات العالمية ضد فيروس كوفيد-19، وتجاوزت في المتوسط أكثر من 20 مليون جرعة يومياً.
وما تزال الولايات المتحدة والصين المحركين الرئيسيين لتلك البرامج، حيث قامت الصين مؤخراً بإعطاء ما يقارب من 14 مليون جرعة يومياً.
بينما وصل عدد جرعات اللقاح اليومية في الولايات المتحدة وأوروبا إلى حوالي 2.7 مليون جرعة و5 ملايين جرعة، على التوالي.
أما على صعيد الطلب على النفط، شهدت الولايات المتحدة ارتفاعاً في الطلب المحلي على النفط الخام، مما أدى إلى انخفاض الصادرات إلى حوالي 1.8 مليون برميل يومياً.
والذي يعد أدنى المستويات المسجلة منذ أكتوبر 2018، وفقاً للبيانات الصادرة عن إدارة معلومات الطاقة الأمريكية.
الصين
كما ان المعنويات ما زالت متفائلة في الصين فيما يتعلق بآفاق النمو الاقتصادي، إذ ارتفع الإنتاج الصناعي بنسبة 9.8 في المائة على أساس سنوي في أبريل 2021.
كما ارتفعت مبيعات التجزئة بنسبة 17.7 في المائة على أساس سنوي.
ويأتي ذلك النمو في أعقاب التوسع الاقتصادي القياسي الذي شهدته الصين في الربع الأول من العام 2021.
كما انعكس ذلك أيضاً على سوق النفط في الصين، حيث تمت معالجة كميات قياسية من النفط الخام خلال الأشهر الأربعة الأولى من العام.
ويعزى ذلك إلى دخول المصافي (SE:2030) الجديدة حيز التشغيل إلى جانب انتعاش الطلب على الوقود.
وكشفت البيانات الشهرية زيادة الطلب على النفط بنسبة 9.7 في المائة على أساس سنوي إلى 12.96 مليون برميل يومياً في أبريل 2021.
بينما ارتفع الطلب منذ بداية العام 2021 حتى تاريخه بنسبة 16.26 %.
هل انتهت بتكوين، الحيتان يجيبون، شراء الانخفاض؟
توقعات
وأظهرت تقديرات الطلب على النفط الصادرة مؤخراً من الأوبك ووكالة الطاقة الدولية اتجاهاً واعداً بنهاية العام الحالي.
إلا ان وكالة الطاقة الدولية خفضت توقعات الطلب للعام 2021 بمقدار 0.27 مليون برميل يومياً إلى 5.4 مليون برميل يومياً.
وعكست تلك المراجعة نمواً أقل من المتوقع للطلب في الأمريكتين وأوروبا خلال الربع الأول من العام 2021 .
إضافة إلى انخفاض تقديرات متطلبات الهند خلال الربع الثاني من العام 2021 في ظل مواجهة البلاد لتداعيات الجائحة.
وصرحت وكالة الطاقة الدولية إنه من المتوقع أن يتجاوز الطلب الإمدادات خلال الفترة المتبقية من العام حتى بعد الأخذ في الاعتبار عودة الانتاج الإيراني بمستويات أكثر ارتفاعاً.
نتيجة لذلك، من المتوقع أن يزيد تراجع المخزون التجاري في منطقة منظمة التعاون الاقتصادي والتنمية بمقدار 1.7 مليون برميل يومياً عن متوسط الخمس سنوات خلال مارس-2021.
من جهة أخرى، تشير أحدث التقديرات إلى أنه من المتوقع أن ينخفض إنتاج الخام الأمريكي على الرغم من ارتفاع الأسعار.
ووفقاً لإدارة معلومات الطاقة الأمريكية، من المتوقع أن يصل متوسط إنتاج النفط في الولايات المتحدة إلى 11.02 مليون برميل يومياً في العام 2021 مقابل 11.04 مليون برميل يومياً وفقاً للتوقعات السابقة.
وترى الأوبك أن تقليص النفقات الرأسمالية سيكون السبب الرئيسي لتراجع الإنتاج، في حين أن التحوط بأسعار منخفضة لا يوفر حافزاً كافياً للمنتجين لزيادة الإنتاج، وفقاً لوكالة الطاقة الدولية.
العملات الرقمية تهبط لمستويات فبراير، الخسائر تتفاقم
الاتجاهات الشهرية
ظلت اتجاهات أسعار النفط متباينة وإن اتسمت بالإيجابية بصفة عامة بعد موجة من الأخبار المواتية، خاصة على صعيد الطلب.
ووصلت أسعار العقود الآجلة لمزيج خام برنت إلى مستوى الذروة مخترقة حاجز الـ 69 دولار أمريكي للبرميل.
فيما يعد أعلى مستوياتها المسجلة في شهرين، بعد تسارع وتيرة برامج اللقاحات على مستوى العالم إلى جانب توقعات الطلب الإيجابية والسيطرة على مستويات العرض.
وفي الوقت الذي أبقت فيه وكالة معلومات الطاقة الأمريكية على توقعاتها لأسعار النفط لعامي 2021 و2022، قامت بخفض توقعات إمدادات النفط الأمريكي.
هجوم
من جهة أخرى، أدى تعرض أكبر شبكة خطوط أنابيب وقود أمريكية لهجوم الكتروني إلى نقص البنزين في محطات الوقود على طول الساحل الشرقي للولايات المتحدة.
وكانت شبكة خطوط أنابيب كولونيال، التي تحمل 2.5 مليون برميل يومياً من الغاز ووقود الطائرات والديزل، قد تعرضت لهجوم إلكتروني تعطلت على إثره إمدادات الشركة على مدى ستة أيام.
وأدى هذا الهجوم الالكتروني إلى زيادة المنتجات المكررة المتوافرة لدى المصافي والتي تم تخزينها في ناقلات النفط.
عاجل- إيلون ماسك: الغارق سيطفو على السطح مرة أخرى
ضغوط
وبينما كانت المصافي تفكر في تقليص معدلات التشغيل، ظهرت أيضاً تكهنات بأن البرازيل والمكسيك ستتمكنان من الحصول على البنزين بأسعار أرخص نتيجة لزيادة الإمدادات.
وتعرضت المعنويات للضغوط السلبية نتيجة لاستمرار ارتفاع حالات الإصابة بكوفيد-19 في الهند مما أثر على التوجهات الواعدة لاستمرار نمو الطلب على النفط في البلاد.
كما دعمت البيانات الخاصة بمخزون النفط الخام الأمريكي الارتفاع الأخير الذي شهدته أسعار النفط.
إذ انخفض مخزون النفط الخام الأمريكي بمقدار 0.4 مليون برميل يومياً وفقاً لأحدث بيانات المخزون الصادرة عن إدارة معلومات الطاقة الأمريكية، فيما يمثل الأسبوع الثاني على التوالي من التراجع.
كما انخفض إجمالي المخزون بمقدار 17.1 مليون برميل منذ بداية أبريل 2021. من جهة أخرى.
و ظل عدد منصات الحفر في الولايات المتحدة ثابتاً دون تغيير إلى حد كبير خلال الأسابيع الثلاثة الماضية عند 344 منصة.
وانخفض متوسط سعر سلة خام الأوبك بعد أن لامس أعلى مستوياته المسجلة في 14 شهراً في مارس 2021.
وبلغ متوسط سعر سلة النفط الخام 63.2 دولار أمريكي للبرميل في أبريل 2021، بانخفاض شهري بنسبة 2.0 في المائة.
الطلب على النفط
ظلت تقديرات الطلب العالمي على النفط للعام 2020 دون تغيير، اي بتراجع قدره 9.5 مليون برميل يومياً وصولا إلى 90.5 مليون برميل يومياً في المتوسط.
وظلت توقعات العام 2021 دون تغيير، إذ من المتوقع أن يزيد الطلب بمقدار 6.0 مليون برميل يومياً في المتوسط ليصل إلى 96.5 مليون برميل يومياً.
إلا أنه كانت هناك مراجعات ربع سنوية والتي أشارت إلى تسجيل الطلب على النفط خلال الربع الأول من العام 2021 نمواً أقل من المتوقع، لا سيما في منطقة الدول الأمريكية التابعة لمنظمة التعاون الاقتصادي والتنمية.
ومن المتوقع أن يتأثر اتجاه الطلب خلال الربع الثاني من العام 2021 بعودة ظهور حالات الإصابة بفيروس كوفيد-19 في الهند والبرازيل مما قد يؤثر على توقعات الطلب في النصف الأول من العام 2021.
ومن المتوقع أن يقابل تلك الانخفاضات انتعاش الطلب بمستويات أقوى مما كان متوقعاً خلال النصف الثاني من العام 2021.
ووفقاً لتقرير منظمة الأوبك الشهري، من المتوقع أن يرتفع الطلب خلال النصف الثاني من العام 2021 نتيجة لزيادة متطلبات وقود النقل في الولايات المتحدة.
إلى جانب تسارع وتيرة طرح برامج اللقاحات في مناطق متعددة مما قد يؤدي إلى زيادة متطلبات النفط.
ومن المتوقع أن تنعكس العودة إلى الأوضاع الاعتيادية بصفة خاصة على بيانات الطلب على النفط لمنطقة الشرق الأوسط ومناطق آسيا الأخرى خلال النصف الثاني من العام 2021.
للمتداولين: إليكم أهم الأحداث المؤثرة بالسوق العالمي اليوم
عرض النفط
شهد إنتاج العالم من السوائل النفطية انخفاضاً شهرياً بمستوى هامشي بلغ 0.15 مليون برميل يومياً في أبريل 2021 ليصل في المتوسط إلى 93.06 مليون برميل يومياً.
وعكس هذا الانخفاض تراجع إنتاج المنتجين من خارج الأوبك والذي قابله جزئياً ارتفاع إنتاج الأوبك.
وقام المنتجون من غير الأعضاء بمنظمة الأوبك بتقليص إنتاجهم بمقدار 0.18 مليون برميل يومياً وبلغ متوسط معدل انتاجهم 67.97 مليون برميل يومياً.
ويعزى هذا الانخفاض بصفة رئيسية إلى انخفاض إنتاج كندا والنرويج بنحو 0.5 مليون برميل يومياً نتيجة لأعمال الصيانة الدورية.
من جهة أخرى، زاد منتجو الأوبك إنتاجهم هامشياً بمقدار 26 ألف برميل يومياً إلى 25.08 مليون برميل يومياً، وفقاً لمصادر الأوبك الثانوية.
وتعزى تلك الزيادة بصفة رئيسية إلى ارتفاع إنتاج نيجيريا وإيران والسعودية، والذي قابله جزئياً انخفاض إنتاج فنزويلا وليبيا وأنجولا.
كما أدت الزيادة الهامشية في إنتاج الدول الأعضاء بمنظمة الأوبك إلى ارتفاع حصة الأوبك السوقية بنسبة 0.1 في المائة خلال الشهر لتصل إلى 27.0 في المائة.
ولم تشهد تقديرات إمدادات النفط من خارج منظمة الأوبك للعام 2020 تغييراً يذكر، إذ سجلت تراجعاً قدره 2.5 مليون برميل يومياً ليصل في المتوسط إلى 62.9 مليون برميل يومياً.
2021
وبالنسبة للعام 2021، تم تعديل توقعات الإمدادات من خارج الأوبك وخفضها بواقع 0.23 مليون برميل يومياً.
ومن المتوقع الآن أن ينمو العرض بمقدار 0.7 مليون برميل يومياً ليصل في المتوسط إلى 63.6 مليون برميل يومياً.
وعكست تلك المراجعة بصفة رئيسية انخفاض توقعات إمدادات النرويج وكندا بسبب أعمال الصيانة الموسمية المكثفة.
إضافة إلى خفض التوقعات الخاصة بالولايات المتحدة نتيجة اضطرابات الإمدادات الناجمة عن العاصفة الشتوية وموجة الصقيع المفاجئة في فبراير 2021 مما أدى إلى انقطاع الإنتاج بحوالي 2.2 مليون برميل يومياً.
من جهة أخرى، قابل ذلك التراجع جزئياً ارتفاع العرض هامشياً أكثر مما كان متوقعاً من جهة الصين وأذربيجان وروسيا وماليزيا.
جي بي مورجان: لا تنتظروا ارتفاع بتكوين قريبًا
انتاج الأوبك
استقر إنتاج الأوبك من النفط الخام في أبريل 2021 بعد أن شهد نمواً خلال الشهر السابق.
وبلغ متوسط الإنتاج الشهري 25.27 مليون برميل يومياً، أي بتراجع شهري قدره 50 ألف برميل يومياً .
وكشفت مصادر الأوبك الثانوية عن زيادة هامشية في الإنتاج بمقدار 26 ألف برميل يومياً ليصل في المتوسط إلى 25.08 مليون برميل يومياً.
وخلال الشهر، قامت إيران بزيادة إنتاجها إلى أعلى المستويات المسجلة في عامين وصولاً إلى 2.4 مليون برميل يومياً، بينما رفعت نيجيريا إنتاجها إلى نحو 1.6 مليون برميل يومياً.
وقابل ذلك تراجع إنتاج ليبيا وفنزويلا (وفقاً لمصادر الأوبك الثانوية).
وأنتجت السعودية، أكبر منتج على مستوى المجموعة، 8.1 مليون برميل يومياً خلال الشهر، بفارق هامشي مقارنة بمستويات انتاج الشهر السابق.