Investing.com - تراجع سعر أوقية الذهب في أسبوع بحوالي 100 دولار بعد تلميحات من الفيدرالي برفع سعر الفائدة مرتين في 2023. وفي التوقعات السابقة كان البنك المركزي يبقي على معدل الفائدة مستقر خلال 2023، ويبدأ الرفع في 2024.
اقرأ: عاجل: الاحتياطي الفيدرالي يعلن قرار الفائدة، وتوقعات التضخم
ويشير مخطط Dot Plot* إلى موافقة أغلبية أعضاء الفيدرالي على رفع الفائدة مرتين بنهاية 2023، مع وصول معدل التضخم لما يتراوح بين 3% في 2021، و2.5% في 2022.
Dot Plot: هو رسم بياني يوضح توجهات أعضاء المجلس الحاكم للاحتياطي الفيدرالي لمستقبل أسعار الفائدة.
ويوم الجمعة صرح رئيس الفيدرالي، جايمس بولارد، من سانت لويس، بأن الفائدة ربما ترتفع في 2022، خلال حديث له مع سي إن بي سي. ورهن بولارد رفع الفائدة العام المقبل بوصول التضخم للمستويات المتوقعة.
اقرأ: عاجل: تصريحات من أحد أعضاء الفيدرالي تثير عاصفة في الأسواق
ورفع الفيدرالي في تقريره الاقتصادي معدل التضخم بنسبة 1% وصولًا لـ 3.7%. وعليه يخشى الفيدرالي أن يتحول التضخم من تضخم مرحلي يخدم التعافي الاقتصادي القوي بعد تفشي وباء كورونا وما كان له من تداعيات اقتصادية إلى تضخم دائم يضغط على النمو والإنفاق.
ارتفع مؤشر الدولار الأمريكي بقوة بما ضغط على أسعار الذهب، وأسعار عملات الأسواق الناشئة مثل الليرة التركية، وأسعار العملات الرئيسية مثل اليورو والجنيه الاسترليني، الواقع تحت ضغوط عدم عودة الحياة لطبيعتها بسبب السلالة دلتا المتحورة من فيروس كورونا.
لماذا يتراجع الذهب؟
يرتفع سعر الذهب في ظل بيئة: التضخم المرتفع، والفائدة المنخفضة. إذ تنخفض قيمة المال، مثل الدولار، في مثل هذه الظروف، بما يزيد الإقبال على معدن الذهب الثمين والذي يعتبر مخزن لقيمة المال.
فبينما تضمن الفائدة المنخفضة والتضخم المرتفع انخفاض قيمة الدولار، يحافظ الذهب على قيمة المال.
ولكن مع تشديد السياسة النقدية يتعرض الذهب لضغط قوي، لأن قيمة الدولار ترتفع، وبرامج التحفيز والأموال الرخيصة تتنحى جانبًا.
يصرح كيفن جرادي، لكيتكو نيوز: "كان الهبوط قوي، وأخرج كثيرون من السوق." "يمكن للذهب العودة خلال الأسبوع المقبل. فيجب أن يجد الذهب قيمته العادلة. ومع كل ما أراه، فتلك القيمة ليست بين 1,950 دولار و2,000 دولار. ولكن أرى بأن القيمة العادلة ستكون 1,600 دولار للأوقية. وسيبدأ الذهب الأسبوع المقبل رحلة البحث عن الذات."
وقبل صدور بيان الفيدرالي توقع السوق أن أي تشديد سيكون كارثي للسعر، ولكن لم يتوقع أحد حجم الهبوط الذي وقع بأسبوع واحد.
فيرى جون وير، من والش ترادينج: "نتوقع حركة خفيفة للأسفل، ولكن لا أتوقع تقلب قوي. ويبدو أن المعادن الثمينة تبالغ في رد الفعل على عناوين الأنباء، مع النظر عن كثب لكلمات الفيدرالي. وبمجرد رؤية هذا خرج الجميع من السوق." ويتوقع وير استمرار تراجع سعر الذهب خلال الأسبوع المقبل.
ويشير محللون بأن وضع الذهب قبل الفيدرالي لم يكن قويًا، فاستمر عجزه عن الوصول لمستوى 1,900 دولار للأوقية، وكانت هذه إشارة سيئة. ولم ينتهز الذهب فرص حزم التحفيز القوية التي أقرتها إدارة بايدن بداية هذا العام. وعانى من هبوط حاد خلال الربع الأول من العام الجاري. ولم ينتهز فرص التضخم المرتفع، ونبرة الفيدرالي الهادئة.
فيما يرى دانيل بافولينس، من آر جي أوه، استمرار بحث الذهب عن قاع خلال الأسبوع المقبل، أي استئناف للاتجاه الهابط.
وتقع مستويات دعم الذهب كالتالي:
1,770 دولار، 1,763 دولار، و1,740 دولار.
انتبه من باول هذا الأسبوع
بعد النبرة المتفائلة خلال المؤتمر الصحفي للأسبوع الماضي، وتوقف جيروم باول عن تجاهل التضخم المرتفع، ينتظر السوق هذا الأسبوع شهادة رئيس الفيدرالي أمام الكونجرس الأمريكي يوم الثلاثاء. وسيكون هذا الحدث الأبرز للأسواق، لمعرفة ما إذا كان الفيدرالي مستمر في سياسة الصقور (الأكثر ميل للتشديد)، خاصة بعد الاضطراب الذي أصاب الأسواق من ارتفاع قوي لمؤشر الدولار، وتراجع مؤشر داو جونز.
ويرى محللو آي إن جي: "لنرى ما إذا كان الفيدرالي مستعد لتبني لغة تشديد جديدة. ولو رأى الفيدرالي بداية التشديد في سبتمبر -وليس ديسمبر- سيرتفع الدولار الأمريكي."
وينتظر السوق أيضًا قراءة المؤشر المفضل للفيدرالي للضخم، مؤشر نفقات الاستهلاك الشخصي، الصادر يوم الجمعة المقبلة.
كما تصدر القراءة النهائية للناتج المحلي الإجمالي، والسلع المعمرة، وطلبات إعانة البطالة، ومبيعات المنازل الجديدة والقائمة.