Arabictrader.com - تراجعت أسعار النفط خلال الأسبوع الماضي، ليسجل خام برنت في العقود الآجلة تسليم يناير 78.39 دولار بانخفاض نحو 4.3% عن بداية الأسبوع، لتوسع خسائرها خلال شهر إلى 8.56% لكن مازالت الأسعار أعلى 51.64% مقارنة بمستويات بداية العام، و73.36% مقارنة بنوفمبر 2020.
فى الوقت نفسه، سجلت عقود الخام الأمريكي الآجلة تسليم ديسمبر 2021، نحو 76.11 دولار للبرميل، بانخفاض 5.68% عن سعره الأسبوع الماضي، و9.37% قبل شهر، ولكنها أزيد 57.19% منذ بداية العام، ونحو 80.5% مقارنة بنوفمبر 2020.
لماذا هبطت الأسعار بقوة؟
انهت أسعار النفط التذبذب الذي بدأته أمس الخميس، لينخفض إلى ما دون 80 دولار للبرميل، مدفوعا بارتفاع حالات كورونا في أوروبا، وزيادة الضغط الأمريكي من أجل توحيد جهود تحرير المخزونات الاحتياطية بشكل منسق بين أكبر مستهلكي النفط بما يكبح الأسعار، وفشل ارتفاع حجم اليورانيوم لدى إيران وما يعنيه من ضعف احتمال رفع العقوبات عن صادراتها النفطية في إضفاء بعض الإيجابية على معنويات السوق
أبرز البيانات المؤثرة في سوق النفط:
أوضحت البيانات الصادرة اليوم الأربعاء عن إدارة معلومات الطاقة الأمريكية عن انخفاض مخزونات النفط الخام الأمريكية خلال الأسبوع الأخير مقابل توقعات الأسواق بانخفاضها للأسبوع الثاني على التوالي، حيث سجل مؤشر مخزونات النفط الأمريكية انخفاضا بنحو 2.1 مليون برميل خلال الأسبوع المنتهي يوم الجمعة الماضية، فيما أشارت توقعات الأسواق إلى نمو بحوالي 1.0 مليون برميل، وذلك بعدما كان قد سجل ارتفاعا بنحو 1.0 مليون برميل بالأسبوع الأسبق.
وانخفض متوسط إنتاج الولايات المتحدة من النفط إلى 11.4 مليون برميل يوميا في الأسبوع الماضي من 11.5 مليون برميل يوميا في الأسبوع السابق له.
وارتفعت صادرات النفط الأمريكية بحوالي 573 ألف برميل إلى 3.626 مليون برميل يوميا، في حين ارتفعت الواردات بنحو 83 ألف برميل إلى 6.191 مليون برميل يوميا.
وفى الأحوال الطبيعية كان من المفترض أن يستقبل السوق تلك البيانات بإيجابية لكنها أثار حفيظته إذ أنها قد تشجع إدارة بايدن على السحب من المخزون الاستراتيجي للبلاد خاصة بعدما تردد عن سعي الولايات المتحدة لتكوين جبهة ضغط من مستهلكي النفط الكبار في العالم للسحب من المخزونات لديهم لمواجهة ارتفاع الأسعار، ولاقى ذلك الاتجاه تأييد زعيم الأغلبية في مجلس الشيوخ تشاك شومر.
لكن ذلك التوجه لم يكن بلا معارضة إذ صرح زعيم الأغلبية في مجلس النواب الأمريكي ستيني هوير إنه لا يتفق مع دعوة زعيم الأغلبية في مجلس الشيوخ للاستفادة من احتياطي البترول الاستراتيجي لخفض أسعار الغاز، قائلا إن الاحتياطي موجود لسد فجوة إمدادات النفط الخام في أوقات الطوارئ.
ويقول المحللون إن نفط احتياطي البترول الاستراتيجي لن يقدم إلا تخفيفا مؤقتا وأن المطلوب هو زيادة المعروض من منتجي النفط الصخري في الولايات المتحدة أو منظمة البلدان المصدرة للبترول أوبك.
أعلنت شركة "بيكر هيوز (NYSE:BKR)" للخدمات النفطية اليوم زيادة عدد منصات التنقيب عن الخام في الولايات المتحدة بنحو 7 منصات إلى 461 منصة خلال الأسبوع الماضي.
واستقر عدد منصات التنقيب عن الغاز الطبيعي في أمريكا دون تغيير عند 102، في حين ارتفع إجمالي منصات النفط والغاز معا في البلاد بسبع منصات إلى 563 منصة.
قمة أمريكا والصين تناقش أسعار النفط
وأعلنت الإدارة الوطنية للغذاء والاحتياطيات الاستراتيجية في الصين أنها تعمل في الوقت الحالي على تحرير النفط الخام من احتياطيات الصين، وذلك بعدما تردد أن القمة الافتراضية التي جمعت الرئيس الأمريكي "جو بايدن" ونظيره الصيني ناقشت تحرير احتياطيات النفط، لكن أيضا الهيئة كانت قد أعلنت في وقت سابق أنها مقدمة على ذلك، لكبح ارتفاع تكلفة النفط تماما كما فعلت في سوق الفحم.
وأفرجت الصين عن مخزوناتها هذا العام في محاولة لخفض أسعار النفط الخام في أسواقها المحلية خلال سبتمبر، وعقدت مزاد علني عرضت فيه 7.4 مليون برميل، أو ما يعادل أقل من يوم واحد من واردات الصين، كما قامت الدولة بعقد صفقة خاص من احتياطاتها قبل المزاد.
تنسيق عالمي لمواجهة تباطؤ أوبك في رفع الإنتاج
بحسب بيانات لرويترز، فإن إدارة الرئيس الأمريكي جو بايدن طلبت من بعض أكبر الدول المستهلكة للنفط أن تدرس الإفراج عن بعض احتياطاتها من النفط الخام في جهد منسق لخفض الأسعار وتحفيز الانتعاش الاقتصادي، حسبما نقلت رويترز عن مصادر رفضت الإفصاح عن هويتها
وتأتي محاولات الولايات المتحدة لتكوين لوبي لضخ معروض نفطي إضافي بعدما فشلت محاولاته للضغط على التحالف البلدان المصدرة للنفط، أوبك وحلفائها، لزيادة معدلات الإنتاج.
وتتوقع رويترز أن ما ستحرره الولايات المتحدة من احتياطاتها لن يقل عن 20 إلى 30 مليون برميل، لتوصيل رسالة قوية إلى أوبك،
قال كبير أمناء مجلس الوزراء في اليابان، هيروكازو ماتسونو، خلال تصريحات صحفية، إن بلاده سوف نستمر في مراقبة تأثير ارتفاع أسعار النفط على الاقتصاد الياباني.