Investing.com - يبدو أن الروس من جانب وأوروبا والولايات المتحدة من جانب آخر عقدوا العزم على المضي قدما في طريق الحرب رغم خشيتها.. ولا يريد أن يقدم أيا من الطرفين تنازلات أو حتى تطمينات... حيث تهرول أطراف الأزمة الأوكرانية من الجانبين صوب الحشد والتجييش.
وفي تلك الأثناء يبدو أن انعكاس تلك التداعيات على سوق النفط والغاز ربما تقود الأسعار إلى طفرات جديدة لم تكن متوقعة في ظل تفشي جائحة عالمية تهدد بين الفينة والأخرى بشبح إغلاق اقتصادي.
حيث قال مستشار الأمن القومي الأمريكي منذ دقائق أن أي غزو روسي لأوكرانيا قد يؤدي إلى توقف أنبوب الغاز، وأضاف أن أي عقوبات ستفرض على روسيا ستؤثر على الصين، بينما أكد على أن بلاده لا ترسل قوات إلى شرق أوروبا من أجل بدء حرب مع روسيا.
النفط الآن
وارتفع النفط بقوة خلال الأسبوع الماضي ليتجاوز أعلى مستوياته في أكثر من 7 سنوات ليتجاوز مستويات سبتمبر 2014 بعد تجاوز سعر البرميل مستويات الـ 90 دولار.
وارتفع خام نايمكس بأكثر من 4 دولارات خلال تعاملات الأسبوع الماضي وصولا إلى مستويات قرب الـ 92 دولار للبرميل بعد وصل إلى مستويات أعلى الـ 93 دولار خلال تعاملات يوم الجمعة الماضي.
وفي المقابل ارتفع خام برنت القياسي قرب مستويات الـ 94 دولار للبرميل قبل أن يتراجع إلى مستويات 92.5 دولار للبرميل بعد مكاسب أسبوعية بلغت حوالي 4 دولارات للبرميل.
عاجل: تصريح سعودي " عسكري" هام جدًا
توقعات السوق
قال محللو سوق النفط إن أسعار خام النفط من المرجح ارتفاعها أعلى 100 دولار للبرميل بدعم من المستويات القوية للطلب العالمي.
ويسعر السوق أن احتمالات اندلاع حرب بين روسيا وأوكرانيا هي أحد أبرز مخاوفهم للأسواق في 2022، والتي قد تقود الأسعار إلى مستويات قياسية.
وأكد ثلاثة استراتيجيين لمنتدى رويترز للأسواق العالمية أن أسعار الخام سوف ترتفع إذا تعطلت الإمدادات العالمية، وانتعش الطلب بسبب تصاعد أسعار الغاز الطبيعي في أوروبا وآسيا، إلى جانب استئناف الأنشطة بعد عمليات الإغلاق.
وأوضح وقال جون فيل كبير المحللين الاستراتيجيين العالميين في شركة نيكو Nikko لإدارة الأصول في طوكيو أن أكبر خطر جيوسياسي يتمثل في أوكرانيا، مؤكدًا أن الاتجاه يبدو جيدًا بشكل عام بالنسبة للسلع.
وقال هيرويوكي كيكوكاوا مدير عام الأبحاث في شركة نيسان للأوراق المالية "اتجاه السوق نحو النزول سيكون محدود للغاية بسبب التوتر المتزايد بين روسيا وأوكرانيا.
وتوقع مدير عام الأبحاث في شركة نيسان للأوراق المالية أن يواصل النفط ارتفاعه بعد اجتماع مجلس الاحتياطي الفيدرالي.
عملة رقمية تخشاها الولايات المتحدة الأمريكية
وقال جيف كوري رئيس قسم أبحاث السلع العالمي لدى جولدمان ساكس (NYSE:GS): "التوقع الأساسي للبنك هو عدم حدوث اضطراب، وأضاف أن فرض عقوبات أو وقوع حادث هما المصدران الرئيسيان المحتملان لتعطيل أسواق المواد الخام من أوكرانيا".
وأضاف: "أي اضطراب نتيجة للعقوبات سيكون مدمرًا بشكل متبادل لأنه ليس من مصلحة أي طرف وقف تدفق الطاقة عبر أوكرانيا".
وقال كوري: "قد يكون هناك بعض الارتفاع في الأسعار، بالنسبة للنفط فمن المحتمل أن يبلغ الارتفاع حوالي دولارين للبرميل والغاز الطبيعي ما يقرب من 4 دولارات لكل مليون وحدة حرارة بريطانية.
ما الجديد؟
كشف تقرير حديث للاستخبارات الأميركية بأن روسيا تسرع من استعداداتها لغزو أوكرانيا، وتوقع تقرير الاستخبارات الأميركية سقوط كييف في يومين.
وفي المقابل أعلن الجيش الأميركي وصول التعزيزات العسكرية إلى بولندا، في إطار طمأنة الحلفاء القلقين من التوتر الروسي – الأوكراني.
وأعلن البنتاجون أن الجنرال كريستوفر دوناهيو قائد الفرقة 82 وصل إلى بولندا، وأضاف المتحدث باسم الفيلق الثامن عشر مات فيسر في بيان، أن "وجود فيلقنا يهدف إلى تعزيز القوات الأميركية الموجودة في أوروبا ويثبت التزامنا تجاه حلفائنا وشركائنا في الحلف الأطلسي".
تصعيد
وقال المتحدث باسم الفيلق الثامن عشر أن الفيلق يضم قوات متمرسة في القتال جاهزة لتعزيز قدرة الحلف على ردع العدوان الروسي وهزمه.
وقال ناطق باسم الجيش البولندي، برجنيسلاف ليتشينسكي: "وصلت طلائع الجنود إلى مطار يسيونكا في جنوب شرق البلاد، وأن القسم الأكبر من الكتيبة الأميركية وقوامها 1700 جندي سيصل "قريبا".
وفي وقت سابق أعلن الجيش الأمريكي إرسال ثلاثة آلاف جندي أميركي إضافي إلى أوروبا الشرقية للدفاع عن دول حلف شمال الأطلسي من أي اعتداء وسط محاولات دبلوماسية لإقناع موسكو بسحب قواتها المحتشدة على حدود أوكرانيا.
وفي نهاية يناير وضع الرئيس الأمريكي جو بايدن 8500 جندي أمريكي في حال تأهب ليتم نشرهم في قوة الرد السريع التابعة للحلف الأطلسي إذا لزم الأمر.
الوضع الروسي
وقال دميتري بوليانسكي، النائب الأول لمندوب روسيا الدائم لدى الأمم المتحدة: "الجنون والذعر لا يزالان مستمرين.على الغرب".
وأضاف بوليانسكي: "ماذا سيحدث إذا قلنا إن الولايات المتحدة يمكن أن تهزم لندن خلال أسبوع واحد وسيؤدي ذلك إلى مقتل 300 ألف شخص هل يعتبر ذلك أمرا صحيحا بالنسبة للأمريكيين والبريطانيين.. بالطبع لا"
وبينما تسعى موسكو عبر بعض التصريحات نزع مخاوف المجتمع الغربي إلا أنها وفي الجانب الأخر تواصل حشد الجنود على الحدود الأوكرانية حيث تجاوز عددهم الـ 150 ألف جندي.
ووفقا للتقديرات تحتاج موسكو إلى نحو 200 ألف جندي للقيام بالغزو الشامل للأراضي الأوكرانية، ولا تزال موسكو تصر على ضرورة عدم انضمام أوكرانيا إلى حلف الناتو وتقديم كافة الضمانات على ذلك.