Investing.com - بعد أسبوع حام تعرض له الملاذ الآمن، ظن البعض أن الذهب قد نجح في استعادة عرشه المفقود بفعل الدولار المتغطرس بقوة توقعات رفع معدلات الفائدة، وبدأت تداولات أسبوع جديد يبحث خلالها ثيران الأصفر عن مزيد من المكاسب.
وبعد تراجعات محدودة في التعاملات المبكرة اليوم الإثنين ارتدت أسعار الذهب لتسجيل ارتفاعات ضئيلة، بعد المكاسب التي تبدد جزءًا كبيرًا منها بفعل بيانات التوظيف القوية الأسبوع الماضي، إلا أنها عادت من جديد للتخلى عن مكاسبها.
عاجل: النفط يرتفع بعد السقوط لأدنى مستوى في 8 أشهر.. كلمة السر
الذهب الآن
ونزلت أسعار اللذهب خلال هذه اللحظات في حدود دولارين للأوقية، بعد ارتفعت في قوت سابق اليوم الإثنين، في حدود 0.2% أو ما يعادل 3 دولارات في الأوقية وصولا إلى مستويات قرب الـ 1795 دولار، بينما نزل في وقت سابق إلى مستويات دون الـ 1790 دولار للأوقية.
وبنهاية تعاملات يوم الجمعة الماضي تراجعت أسعار الذهب بعد تقرير الوظائف الذي جاء أفضل من توقعات المحللين، مما قد يدعم استمرار الرفع القوي لمعدلات الفائدة في الولايات المتحدة.
بيانات عاصفة تعيد الملك للعرش.. الأسواق تُسعر الفائدة
الدولار الآن
وكما حدث الأسبوع الماضي، تراجع مؤشر الدولار خلال تعاملات اليوم الإثنين بعد الارتفاعات القوية التي سجلها يوم الجمعة الماضي بعد بيانات التوظيف المفاجأة.
وانخفض مؤشر الدولار خلال هذه اللحظات مقابل سلة من العملات الرئيسية في حدود 0.3%، نزولًا إلى مستويات قرب الـ 106.3 نقطة بينما سجل أعلى نقطة اليوم عند 106.8 نقطة.
لم تكن بداية الأسبوع جيدة بالنسبة للدولار الأمريكي الذي تراجع أمام نظرائه، ثم شهد بعض الانتعاش بعد تصريحات مسؤولي الاحتياطي الفيدرالي لينهي الأسبوع على ارتفاع شديد عقب صدور بيانات التوظيف المخالفة للتوقعات.
وساهم صدور البيانات يوم الجمعة في مواصلة تعزيز الدولار، والذي ارتفع على نطاق واسع بالتزامن مع ارتفاع عائدات سندات الخزانة الأمريكية.
وأثبت الدولار قوته خلال الأسبوع بينما أغلق اليورو عند مستوى 1.0181 دولار والجنيه الإسترليني عند مستوى 1.2071 دولار، كما تراجع الذهب بأكثر من 1% بعد صدور البيانات.
وول ستريت تعاقب العجوز.. خسائر قياسية 44 مليار
ماذا حدث؟
أظهرت بيانات وزارة العمل الأمريكية، أن الاقتصاد أضاف 528 ألف وظيفة في شهر يوليو الماضي، ما جاء أعلى كثيرًا من التوقعات البالغة 250 ألف وظيفة.
بيد أن المعدن الأصفر قد نجح في تسجيل مكاسب أسبوعية بفضل القلق حيال التوترات الجيوسياسية بين الولايات المتحدة والصين، بعد زيارة رئيسة مجلس النواب نانسي بيلوسي إلى تايوان.
ورغم تراجع سعر الذهب يوم الجمعة بنسبة 0.9% أو ما يعادل 15.70 دولار ليصل إلى 1791.20 دولار للأوقية، إلا أن الملاذ الآمن سجل مكاسب تبلغ 0.5% خلال تعاملات الأسبوع الماضي.
عاجل:الأسواق العالمية انهيار وارد.. سبب واحد للتفاؤل
توقعات
يقول ستيفن إينيس من مؤسسة إس. بي.آي لإدارة الأصول "بدأ الذهب بشكل هادئ في الوقت الذي ما زالت فيه السوق تستوعب الآثار المترتبة على تقرير الوظائف الأمريكي القوي وإلى أي مدى سيؤثر على مجلس الاحتياطي الاتحادي."
وأضاف مؤسسة إس. بي.آي لإدارة الأصول "أعتقد أن زيادة يوليو في الوظائف غير الزراعية ترفع احتمالات رفع سعر الفائدة 75 نقطة أساس في سبتمبر والتي لا بد وأن تكون سلبية بالنسبة للذهب".
عاجل:الأسواق العالمية انهيار وارد.. سبب واحد للتفاؤل
تسعير الفائدة
جاء التبدل المفاجئ في توقعات الأسواق لخطوة الفيدرالي المقبلة بالتزامن مع تأكيدات مسؤولي الاحتياطي الفيدرالي بأن المزيد من تشديد السياسات النقدية يعتبر من الأمور الضرورية لكبح التضخم.
وبذلك انقلبت الاحتمالات من التوجه نحو رفع سعر الفائدة بمقدار 50 نقطة أساس إلى التوجه نحو تأييد رفعها بمقدار 75 نقطة أساس، وزاد الاحتمال الأخير من 41.5% يوم الخميس إلى %70.5 بنهاية الأسبوع.
أشار العديد من مسؤولي الاحتياطي الفيدرالي الأسبوع الماضي إلى أن البنك المركزي الأمريكي ملتزم بمكافحة ارتفاع الأسعار، مما أدى إلى ارتفاع عوائد سندات الخزانة قصيرة الأجل على خلفية قيام المستثمرين بتسعير استمرار رفع أسعار الفائدة.
عاجل: الاحتياطي الأجنبي لأدنى مستوى منذ يناير 2017
75 نقطة أساس
قالت ماري دالي، رئيسة بنك الاحتياطي الفيدرالي في سان فرانسيسكو، إنها تشعر بالحيرة تجاه أسعار سوق السندات التي تعكس توقعات المستثمرين التي تشير إلى توجه البنك المركزي لخفض أسعار الفائدة في النصف الأول من العام المقبل.
وأعربت عن توقعها أن يواصل الاحتياطي الفيدرالي رفع أسعار الفائدة في الوقت الحالي ثم يحتفظ بها عند تلك المستويات لفترة من الوقت، مضيفة أن البنك المركزي "م يقترب بعد من كبح التضخم الذي ما زال يواصل ارتفاعه إلى أعلى المستويات المسجلة في 40 عاماً.
وصرح رئيس بنك الاحتياطي الفيدرالي في شيكاغو تشارلز إيفانز إنه يرى أن رفع سعر الفائدة بمقدار 0.5 نقطة مئوية في اجتماعه المقبل المقرر انعقاده في سبتمبر ستكون خطوة مواتية.
عاجل: هذا موعد الانهيار الكبير
إلا أنه ترك المجال مفتوحاً أمام إمكانية رفعها بمقدار 0.75 نقطة مئوية، والذي قال إنه مكن أن يكون جيداً أيضا.
وتبنت لوريتا ميستر، رئيسة بنك الاحتياطي الفيدرالي في كليفلاند، نبرة متشددة مماثلة، قائلة إنها تتوقع تباطؤ وتيرة النمو الاقتصادي هذا العام، وهو الأمر الذي يعتبر ضرورياً لكبح جماح التضخم، كما أنها لا ترى أن الولايات المتحدة في حالة ركود نظراً لاستمرار قوة سوق العمل.
وقالت دالي: "أبدأ من فكرة أن 50 (نقطة أساس) سيكون شيئاً معقولاً يجب القيام به في سبتمبر لأنني أعتقد أنني أرى دليلاً في محادثات الاتصال الخاصة بي، وفي ملاحظات العالم التي أراها، أن هناك بعض النقاط المضيئة بالنسبة لي.
عاجل: ماذا يحدث لو خسرت 15 مليار دولار في دقائق؟
إلا أنها أضافت أنه إذا رأينا فقط التضخم يتقدم بلا هوادة، وسوق العمل لا يظهر أي علامات على التباطؤ، فسنكون في وضع مختلف حيث قد تكون الزيادة بمقدار 75 نقطة أساس أكثر ملاءمة. لكنني أتفق مع زيادة سعر الفائدة بمقدار 50 نقطة أساس عندما أنظر إلى البيانات الواردة.
وأدت تعليقاتها إلى قيام المستثمرين بتقليص إمكانية رفع البنك المركزي سعر الفائدة بمقدار 75 نقطة أساس الشهر المقبل.