Investing.com - الدولار يستعيد قوته مع مواصلة تشديد السياسات النقدية مع صدور بيانات مخالفة للتوقعات، تزامنًا وتأكيد مسؤولو الاحتياطي الفيدرالي يلمحون إلى التزام المركزي الأمريكي بالتصدي بشدة لارتفاع الأسعار.
وتباطأ نشاط التصنيع الأمريكي بوتيرة أقل من المتوقع في يوليو، وانتعاش قطاع الخدمات بشكل غير متوقع، وجاءت بيانات التوظيف الأمريكية كانت غير متوقعة وأظهرت إضافة 528 ألف وظيفة ووصول البطالة إلى أدنى مستوياتها قبل الجائحة عند 3.5%.
وفي المقابل بنك إنجلترا رفع سعر الفائدة بأعلى معدل منذ 27 عاماً في إطار مساعيه لكبح التضخم المرتفع الذي وصل إلى 13%، وبريطانيا تواجه توقعات اقتصادية أكثر قتامة مقارنة بالولايات المتحدة أو منطقة اليورو.
بينما حذر المركزي الأسترالي من اتجاه التضخم للارتفاع إلى أعلى مستوياته المسجلة في ثلاثة عقود، مما يتطلب مواصلة رفع أسعار الفائدة.
وول ستريت تعاقب العجوز.. خسائر قياسية 44 مليار
ردة فعل
لم تكن بداية الأسبوع جيدة بالنسبة للدولار الأمريكي الذي تراجع أمام نظرائه، ثم شهد بعض الانتعاش بعد تصريحات مسؤولي الاحتياطي الفيدرالي لينهي الأسبوع على ارتفاع شديد عقب صدور بيانات التوظيف المخالفة للتوقعات.
في المقابل، انخفض الجنيه الإسترليني في ظل تصريحات بنك إنجلترا وتوقعاته بركود طويل الأمد، لكن ذلك لم يستمر، حيث بدأ في الاعتدال اليوم التالي، بينما تحرك اليورو في نطاق محدود مقابل الدولار معظم فترات الأسبوع.
وساهم صدور البيانات يوم الجمعة في مواصلة تعزيز الدولار، والذي ارتفع على نطاق واسع بالتزامن مع ارتفاع عائدات سندات الخزانة الأمريكية.
وأثبت الدولار قوته خلال الأسبوع بينما أغلق اليورو عند مستوى 1.0181 دولار والجنيه الإسترليني عند مستوى 1.2071 دولار، كما تراجع الذهب بأكثر من 1% بعد صدور البيانات.
عاجل:الأسواق العالمية انهيار وارد.. سبب واحد للتفاؤل
ركود.. أم مصطلحات تقنية؟
بدأ يوم الجمعة بأجواء هادئة في الصباح حيث استعد المستثمرون لبيانات التوظيف المقرر إصدارها في وقت لاحق من اليوم، وأثبت التقرير أهميته وجدوى ترقبه.
وتفاجأت الأسواق بالبيانات التي أظهرت أن الاقتصاد الأمريكي قد أضاف بشكل غير متوقع 528 ألف وظيفة الشهر الماضي، مما يدل على أن نمو الرواتب قد ارتفع حتى في ظل السياسة النقدية المتشددة وتقليص تدابير الدعم المالي، مما خفف المخاوف من حدوث ركود.
وكشفت البيانات أن معدل البطالة تراجع إلى أدنى مستوياته المسجلة قبل الجائحة ليصل إلى 3.5% مقابل 3.6% الشهر السابق، كما أظهرت أيضاً تسارع وتيرة خلق الوظائف مقارنة بشهر يونيو، بإضافة الاقتصاد 398 ألف وظيفة.
وكانت توقعات الاقتصاديين تشير إلى تباطؤ نمو الوظائف إلى 250 ألف وظيفة خلال الشهر الماضي، وقدم تقرير الوظائف صورة جيدة إلى حد ما عن الاقتصاد على الرغم من تراجع الناتج المحلي الإجمالي بوتيرة متتالية على مدار الفترات ربع سنوية.
ولا يتوقع الاقتصاديون تباطؤ نمو الوظائف هذا العام بوتيرة حادة، حيث نما متوسط الدخل في الساعة بنسبة 0.5% الشهر الماضي بعد ارتفاعه بنسبة 0.4% في يونيو، وأدى ذلك إلى زيادة معدل نمو الأجور على أساس سنوي إلى 5.2%.
عاجل: بيان سعودي طارئ وتدخل مصري بشأن القدس
إعادة التسعير
وجاء الإصدار المفاجئ بالتزامن مع تأكيدات مسؤولي الاحتياطي الفيدرالي بأن المزيد من تشديد السياسات النقدية يعتبر من الأمور الضرورية لكبح التضخم.
وبذلك انقلبت الاحتمالات من التوجه نحو رفع سعر الفائدة بمقدار 50 نقطة أساس إلى التوجه نحو تأييد رفعها بمقدار 75 نقطة أساس، وزاد الاحتمال الأخير من 41.5% يوم الخميس إلى %70.5 بنهاية الأسبوع.
عاجل: الاحتياطي الأجنبي لأدنى مستوى منذ يناير 2017
مزيد من التشديد
أشار العديد من مسؤولي الاحتياطي الفيدرالي يوم الثلاثاء الماضي إلى أن البنك المركزي الأمريكي ملتزم بمكافحة ارتفاع الأسعار، مما أدى إلى ارتفاع عوائد سندات الخزانة قصيرة الأجل على خلفية قيام المستثمرين بتسعير استمرار رفع أسعار الفائدة.
وأشار مسؤولون من مختلف التوجهات السياسية يوم الثلاثاء إلى أنهم وزملائهم ما زالوا عازمين وموحدين بالكامل على رفع أسعار الفائدة الأمريكية إلى مستويات من شأنها تقييد النشاط الاقتصادي بشكل أكبر لكبح جماح التضخم الذي وصل إلى أعلى مستوياته منذ الثمانينيات.
وقالت ماري دالي، رئيسة بنك الاحتياطي الفيدرالي في سان فرانسيسكو، إنها تشعر بالحيرة تجاه أسعار سوق السندات التي تعكس توقعات المستثمرين التي تشير إلى توجه البنك المركزي لخفض أسعار الفائدة في النصف الأول من العام المقبل.
عاجل: هذا موعد الانهيار الكبير
وعلى العكس من ذلك، أعربت عن توقعها أن يواصل الاحتياطي الفيدرالي رفع أسعار الفائدة في الوقت الحالي ثم يحتفظ بها عند تلك المستويات لفترة من الوقت، مضيفة أن البنك المركزي "م يقترب بعد من كبح التضخم الذي ما زال يواصل ارتفاعه إلى أعلى المستويات المسجلة في 40 عاماً. و
وصرح رئيس بنك الاحتياطي الفيدرالي في شيكاغو تشارلز إيفانز إنه يرى أن رفع سعر الفائدة بمقدار 0.5 نقطة مئوية في اجتماعه المقبل المقرر انعقاده في سبتمبر ستكون خطوة مواتية، إلا أنه ترك المجال مفتوحاً أمام إمكانية رفعها بمقدار 0.75 نقطة مئوية، والذي قال إنه مكن أن يكون جيداً أيضا.
وتبنت لوريتا ميستر، رئيسة بنك الاحتياطي الفيدرالي في كليفلاند، نبرة متشددة مماثلة، قائلة إنها تتوقع تباطؤ وتيرة النمو الاقتصادي هذا العام، وهو الأمر الذي يعتبر ضرورياً لكبح جماح التضخم، كما أنها لا ترى أن الولايات المتحدة في حالة ركود نظراً لاستمرار قوة سوق العمل.
التسعير والسندات
بدأ المستثمرون في تسعير سلسلة من الزيادات الصغيرة في أسعار الفائدة في وقت لاحق من العام الحالي وسط إشارات إلى أن سياسة التشديد النقدي القوية التي يتبعها الاحتياطي الفيدرالي قد بدأت في تقييد نمو الاقتصاد الأمريكي.
إلا أن تعليقات كل من دالي وإيفانز وميستر حركت أسواق العقود الآجلة، مع توقعات بوصول سعر الفائدة المعياري للاحتياطي الفيدرالي في ديسمبر من3.27% يوم الإثنين إلى %3.56 بنهاية الأسبوع.
كما أثرت البيانات على أسواق السندات، إذ قفز عائد السندات لأجل عامين، الذي يتحرك مع توقعات أسعار الفائدة، بنسبة 0.19 نقطة مئوية إلى 3.06%، فيما يعد أكبر تحرك يومي له منذ منتصف يونيو.
وارتفع العائد على السندات لأجل ثلاث سنوات بمقدار 0.22 نقطة مئوية، والذي يعتبر أيضاً أكبر تحرك له منذ منتصف يونيو، مخترقاً حاجز 3%.
عاجل: ماذا يحدث لو خسرت 15 مليار دولار في دقائق؟
وأكدت دالي توجهاتها يوم الأربعاء قائلة أبدأ من فكرة أن 50 (نقطة أساس) سيكون شيئاً معقولاً يجب القيام به في سبتمبر لأنني أعتقد أنني أرى دليلاً في محادثات الاتصال الخاصة بي، وفي ملاحظات العالم التي أراها، أن هناك بعض النقاط المضيئة بالنسبة لي.
إلا أنها اضافت أنه إذا رأينا فقط التضخم يتقدم بلا هوادة، وسوق العمل لا يظهر أي علامات على التباطؤ، فسنكون في وضع مختلف حيث قد تكون الزيادة بمقدار 75 نقطة أساس أكثر ملاءمة.
لكنني أتفق مع زيادة سعر الفائدة بمقدار 50 نقطة أساس عندما أنظر إلى البيانات الواردة وأدت تعليقاتها إلى قيام المستثمرين بتقليص إمكانية رفع البنك المركزي سعر الفائدة بمقدار 75 نقطة أساس الشهر المقبل.
عاجل: تعليق مفاجئ.. لهذا السبب
ربما لم يأتي الركود
تباطأ النشاط الصناعي الأمريكي بوتيرة أقل من المتوقع في يوليو الماضي وسط إشارات على أن قيود العرض آخذة في التراجع، إذ تراجع مؤشر أنشطة المصانع الصادر عن معهد إدارة التوريدات إلى 52.8 مقابل 53 الشهر السابق، مسجلاً أدنى مستوياته منذ يونيو 2020 مع بقائه في نطاق يشير إلى النمو.
من جهة أخرى، انتعش قطاع الخدمات الأمريكي بشكل غير متوقع في يوليو على خلفية تزايد الطلبات الجديدة.
وتحسن مؤشر مديري المشتريات لقطاع الخدمات التابع لمعهد إدارة التوريدات من 55.3 في يونيو إلى 56.7 في يوليو، بينما توقع الاقتصاديون تراجعه إلى 53.9، ويدعم هذا الأداء الآراء القائلة بأن الاقتصاد قد لا يكون في حالة ركود على الرغم من تراجع الإنتاج في النصف الأول من العام.
عاجل: عملة رقمية سترتفع 6 آلاف دولار.. فرصة العمر
ملاحظات قاتمة
رفع بنك إنجلترا يوم الخميس الماضي سعر الفائدة بأكبر وتيرة منذ 27 عاماً وذلك في إطار مساعيه لكبح التضخم المتزايد ووضعه على المسار الصحيح بعد وصوله إلى 13%، حتى في الوقت الذي حذر فيه من اقتراب ركود مطول.
وصوتت لجنة السياسة النقدية المكونة من تسعة أعضاء بنسبة 8-1 على رفع سعر الفائدة بمقدار 0.5 نقطة مئوية إلى 1.75% يوم الخميس، وتضع تلك الخطوة بريطانيا الآن في مواجهة ركود طويل الأمد وتفرض أسوأ أنواع الضغوط التي تتعرض لها مستويات المعيشة منذ أكثر من 60 عاماً.
ويتبع بنك إنجلترا نفس الخطوات المتشددة التي اتخذها البنك المركزي الأوروبي والاحتياطي الفيدرالي الأمريكي في مواجهة ارتفاع التضخم، إلا أن توقعاته القاتمة تشير إلى أن بريطانيا تواجه توقعات اقتصادية قاتمة مقارنة بالولايات المتحدة أو منطقة اليورو.
ويتعرض المستهلكون لصدمات أقوى فيما يتعلق بأسعار الطاقة مقارنة بالولايات المتحدة، ويتمتعون بتدابير حماية أقل من تلك التي تقدمها حكومات منطقة اليورو، في حين أن تداعيات مغادرة الاتحاد الأوروبي أضرت أيضاً بالاقتصاد البريطاني.
عاجل:طبول الحرب تتعالي.. العالم يهتز
ويوم الأربعاء الماضي، قال المعهد الوطني للبحوث الاقتصادية والاجتماعية، وهو مؤسسة فكرية، إن أكثر من مليون أسرة سيتعين عليها قريباً الاختيار بين التدفئة وشراء ما يكفي من الطعام، وصرح حاكم بنك انجلترا أندرو بيلي أن حالة عدم اليقين التي تحيط بالتوقعات مرتفعة بشكل استثنائي وأن جميع الخيارات مطروحة على الطاولة.
وقال إن إعادة التضخم إلى مستوى 2% المستهدف يظل من أولوياتنا المطلقة مضيفاً أنه لا يوجد شروط أو تحفظات بشأن ذلك.. وتابع بالقول إنه يشعر بتعاطف شديد تجاه الأسر التي تواجه ارتفاع تكاليف الاقتراض، لكن أخشى أن يكون البديل أسوأ من حيث التضخم المستمر.
وتوقع البنك أن تنزلق البلاد في حالة من الركود لمدة 15 شهراً في وقت لاحق من هذا العام، مع تقلص الناتج المحلي الإجمالي بنسبة 2.1% ليتحول من الذروة إلى القاع، على غرار الركود الذي شهده الاقتصاد البريطاني في التسعينيات، ولكن أقل بكثير من تداعيات جائحة كوفيد-19 والأزمة المالية العالمية في عامي 2008-2009.
وتتوقع شركة Consensus Economics التي تقوم بنشر متوسط توقعات الاقتصاديين البارزين، أن معدل النمو في الولايات المتحدة سيصل إلى 1.5% وفي منطقة اليورو إلى 1.7% في عام 2023.
وصرح بنك إنجلترا أنه من المرجح أن يصل مؤشر تضخم أسعار المستهلكين إلى ذروته عند مستوى 13.3% في أكتوبر، فيما يعد أعلى معدلاته المسجلة منذ 1980، وأعلى بكثير من توقعات مايو – فيما يعزى في الغالب إلى ارتفاع أسعار الطاقة بعد الغزو الروسي لأوكرانيا.