لا شك في أن شراء أوروبا المحموم للغاز الطبيعي المسال يعنى احتمالية أن يكون لديها وقود يكفي لتوليد الطاقة خلال فصل الشتاء؛ لتعويض الإمدادات من روسيا، وفقاً ل «بلومبرج إن إي إف».
قالت «بلومبرج إن إي إف»، في تقرير حديث، إنَّ المنطقة قد تستورد نحو 40 % من الغاز الطبيعي المسال خلال الشتاء المقبل، مقارنة بالعام السابق، بينما قد تزيد المشتريات الصيف المقبل بنحو 14 % لإعادة بناء المخزونات المفقودة.
بجانب تدمير الطلب نتيجة ارتفاع أسعار الطاقة، فإنَّ هذه الشحنات كافية لتغطية تدفقات خطوط الغاز الروسية المتوقفة بالكامل اعتباراً من الأول من أكتوبر.
للحصول على الوقود الإضافي، سيحتاج المشترون الأوروبيون إلى شراء غاز طبيعي مسال بنسبة 90 % في السوق الفورية أكثر مما حصلوا عليه بموجب عقود طويلة الأجل، ما يزيد من حدة المنافسة مع آسيا.
وهذا سيدعم أسعار الغاز العالمية التي ارتفعت منذ أن سعت أوروبا لتقليل اعتمادها على روسيا، بعد أن غزا أكبر موردا لها، أوكرانيا في أواخر فبراير.
أوضح تقرير «بلومبرج إن إي إف» أنه «من المقرر استمرار أسعار الغاز الطبيعي المسال المرتفعة لأن أوروبا بحاجة للحفاظ على جاذبيتها على جميع إمدادات الغاز الطبيعي المسال المتاحة، ما يترك القليل جداً لآسيا».
وأضافت أن الصين والأسواق الآسيوية الناشئة ستشهد على الأرجح انخفاضاً في الواردات.
في ظل السيناريو المركزي ل «بلومبرج إن إي إف»، والذي يفترض أن الظروف الجوية تتماشى مع المتوسط خلال الأعوام العشرة الماضية ولا يوجد تدفق للغاز الروسي، يُتوقع أن تستورد أوروبا 40 مليون طن من الغاز الطبيعي المسال هذا الشتاء وأكثر في فصل الصيف لتجديد المخزونات، وهذا من شأنه ترك 12 مليون طن من الحجم الفوري لآسيا خلال هذه الفترة، والتي يُنظر إليها باعتبارها تحتاج إلى 8 ملايين طن أكثر من المعروض المتعاقد عليه.
مع ذلك، فإنَّ الشتاء البارد في شمال آسيا سيحول 5.6 ملايين طن بعيداً عن أوروبا، وذلك بشكل أساسي لتغذية الطلب الياباني، وسيشهد الصيف الحار الذي يليه ارتفاع هذا الرقم إلى 6.9 ملايين خلال ال12 شهراً القادمة، وقد يعد هذا السيناريو زيادة في المنافسة السعرية.
في الوقت نفسه، سيتجه المزيد من الغاز الطبيعي المسال الروسي إلى الصين؛ حيث يُتوقع انخفاض الطلب في الشتاء بنسبة 16 % عن العام السابق.
ويتوقع التقرير انخفاض استهلاك اليابان بنسبة 8 % في الربع الأخير من الفترة نفسها من عام 2021؛ حيث تحولت البلاد إلى محطات الطاقة العاملة بالفحم، بينما قد يرتفع الطلب في كوريا الجنوبية بنسبة 10 % على أساس سنوي بسبب التخزين.
وقال التقرير، إنَّ العرض سيرتفع على الأرجح بشكل هامشي فقط في الشتاء، ما يخفف من حدة السوق الضيقة.