Investing.com - ارتفعت أسعار النفط، اليوم الثلاثاء، بقوة بعد تراجعات عنيفة دفعتها للوصول بنهاية تعاملات أمس إلى أدنى مستوياتها في 9 أشهر، لتهبط دون مستويات ما قبل غزو روسيا لأوكرانيا، بينما وسع النفط مكاسبه خلال هذه اللحظات إلى ما يقرب 3%.
ووفقًا لتقارير غربية يبدو أن روسيا ستسعى لإقناع المملكة العربية السعودية لكي تقوم منظمة أوبك+ على إجراء خفض في خطة إنتاج أوبك بواقع مليون برميل دفعة واحدة بعدما فشل الخفض الأخير في دعم الأسعار.
وارتفع خام نايمكس الأمريكي الخفيف إلى مستويات قرب الـ 80 دولار مقابل أدنى سعر اليوم قرب الـ 76 دولار، بينما قفز خام برنت القياسي قرب مستويات الـ 86 دولار للبرميل مقابل 82.8 دولار للبرميل كأدنى سعر خلال تعاملات اليوم.
عاجل: أنباء تشعل الحرب.. وبوتين سيتحدث قريبًا
وقال خبراء إن ارتفاع أسعار النفط اليوم الثلاثاء، بعد أن هبطت إلى أدنى مستوياتها في تسعة أشهر في اليوم السابق، على خلفية مؤشرات على أن منظمة البلدان المصدرة للبترول (أوبك) قد تقوم تخفيضات للإنتاج لتجنب المزيد من الانهيار في الأسعار.
ويمكن أن يؤدي حظر الاتحاد الأوروبي على الخام والمنتجات النفطية الروسية خلال الأشهر القليلة المقبلة إلى تقليص الإمدادات ورفع الأسعار، على الرغم من أن دول مجموعة السبع تأمل في تقليل تعطل الإمدادات من خلال تنفيذ آلية حد أقصى للأسعار.
طلب روسي
وقال مصدر مطلع على وجهة النظر الروسية يوم الثلاثاء إن من المرجح أن تقترح روسيا خفض أوبك + إنتاج النفط بنحو مليون برميل يوميا في اجتماعها المقبل في أكتوبر.
وسيعقد الاجتماع في الخامس من أكتوبر على خلفية انخفاض أسعار النفط، الأمر الذي دفع المملكة العربية السعودية، أكبر منتج آخر في أوبك +، إلى القول إن المنظمة قد تخفض الإنتاج.
ورفضت أوبك + التي تضم دول أوبك وحلفاء مثل روسيا، زيادة الإنتاج لخفض أسعار النفط على الرغم من ضغوط كبار المستهلكين، بما في ذلك الولايات المتحدة، لمساعدة الاقتصاد العالمي.
مع ذلك، فقد انخفضت الأسعار بشكل حاد هذا الشهر بسبب المخاوف بشأن الاقتصاد العالمي وارتفاع الدولار الأمريكي بعد أن رفعت أسعار الفائدة.
تواجه روسيا تحديات في الحفاظ على إنتاج النفط بسبب العقوبات الغربية على قطاعي الطاقة والمال بعد غزو أوكرانيا في وقت سابق من هذا العام، يصفها الكرملين بأنها عملية عسكرية خاصة.
وقال الكرملين إن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين وولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان تحدثا الأسبوع الماضي وأشادا بالجهود المبذولة في إطار أوبك +، وأكدا عزمهما على الالتزام بالاتفاقيات القائمة.
عاجل: هبوط مفرط للأسهم القاع قريب جدًا
الخفض ضرورة
ووفقًا لمسؤولين نفطيين في أوبك، كشفت تقارير دولية عن توقعات بارتفاع مخزونات النفط وسط تباطؤ الطلب، وهو ما يحتاج تخفيضات أوبك لدعم الأسعار.
وقال مسؤولون تنفيذيون في مؤتمر نفطي إن مخزونات النفط العالمية من المقرر أن ترتفع العام المقبل وسط ضعف الطلب وارتفاع الدولار الأمريكي.
مليون برميل
قال جاري روس، الرئيس التنفيذي لشركة Black Gold Investors LLC، إن أوبك ستحتاج إلى إجراء تخفيضات نفطية تتراوح بين 0.5 و 1 مليون برميل يوميًا للحفاظ على أسعار خام برنت فوق 90 دولارًا.
وتوقع أيضًا أن تستمر مخزونات النفط في الارتفاع في الربع الأول على الرغم من تراجع النفط الروسي.
عاجل: نورد ستريم يُحرج أوروبا ويُشعل الأسعار
وقال روس: "يمكن أن نكون في حالة استمرار في الربع الأول إذا لم تخفض أوبك، لذا إذا كانوا يريدون أن يروا أسعارًا عند 90 دولارًا في رصيدهم، فسيتعين عليهم التخفيض".
واتفق آخرون على أن الشركات ستضع حدًا للأسعار على الرغم من أن المخاوف ستزداد عندما تدخل العقوبات الأوروبية حيز التنفيذ في الخامس من ديسمبر.
مراقبة الأسعار
قال وزير النفط العراقي إحسان عبد الجبار إن أوبك وحلفاء من بينهم روسيا، المعروفة باسم أوبك + يراقبون وضع أسعار النفط، راغبين في تحقيق توازن في الأسواق.
قال الوزير العراقي "لا نريد زيادة حادة في أسعار النفط أو انهيارا.. لقد دخلنا فترة صعبة حيث إن العوامل العالمية أدت إلى انخفاض أسعار النفط، وأهمها انخفاض النمو وارتفاع معدلات التضخم".
وكانت أوبك + عززت إنتاج النفط هذا العام، متطلعة إلى إلغاء التخفيضات القياسية التي تم وضعها في عام 2020 بعد أن أدى الوباء إلى انخفاض الطلب.
عاجل: انهيار العقار الجديد.. سيختلف عن 2007
الضغوط التضخمية
وقال وزير الدولة القطري لشؤون الطاقة إن الضغوط التضخمية أدت إلى ارتفاع تكاليف الإنتاج وتأخير قرارات الاستثمار وزيادة عدم اليقين بشأن السياسة في صناعة النفط والغاز.
وقال الوزير سعد الكعبي في بيان إن القطاع بحاجة إلى مساعدة الناس على إدراك أن مطالب إلغاء الهيدروكربونات ليست غير واقعية فحسب، لكنها، كما أثبتت الأشهر الأخيرة، تضر بعملية انتقال واقعية ومتسارعة.
وقال الكعبي إن المواد الهيدروكربونية لن تختفي في أي وقت في المستقبل القريب، لذلك كانت الأشكال الأنظف من الهيدروكربونات ضرورية للانتقال المسؤول.
عاجل:الدولار يدمر العالم.. يجب أن يتوقف فورًا
النفط الروسي
قال فريدون فشاركي، مؤسس ورئيس شركة استشارات الطاقة FGE أعتقد أن المخزونات سترتفع العام المقبل مع تباطؤ الطلب ودخول المزيد من الإنتاج لكن كل هذا يتوقف على ما إذا كان النفط الروسي يتدفق أم لا.
وأضاف فشاركي أن الإحياء الناجح للاتفاق النووي الإيراني سيؤدي أيضًا إلى زيادة المخزون بشكل كبير، مما سيؤدي إلى تخفيضات الإنتاج من قبل أوبك + أو منظمة البلدان المصدرة للبترول وحلفائها.
عاجل: نبأ هام جدًا.. مهلة أخيرة
الطلب الصيني
ومع ذلك، تتوقع مصافي التكرير في الصين، أكبر مستورد للخام في العالم، أن تصدر بكين ما يصل إلى 15 مليون طن من حصص تصدير المنتجات النفطية لبقية العام لدعم الصادرات المتراجعة.
مثل هذه الخطوة ستضيف إلى الإمدادات العالمية وتخفض أسعار الوقود، لكنها قد تدعم طلب الصين على النفط الخام.
تدرس ثلاث مصافي نفط حكومية صينية على الأقل وشركة تكرير عملاقة يديرها القطاع الخاص زيادة عمليات التشغيل بنسبة تصل إلى 10٪ في أكتوبر مقارنة بشهر سبتمبر، وتتطلع إلى زيادة الطلب وزيادة محتملة في صادرات الوقود في الربع الأخير من العام.
يو بي إس
قال بنك يو بي إس اليوم الثلاثاء إن خفض الإمدادات من أوبك + ضروري لدعم أسعار النفط ووقف الخسائر العنيفة في ظل تضرر المعنويات بشأن تعافي الطلب تزامنا مع قوة الدولار.
وقال محللون في يو بي إس يوم الثلاثاء إن خفض منظمة البلدان المصدرة للبترول (أوبك) وحلفائها لإنتاج النفط أمر حيوي لكسر الزخم السلبي في الأسعار وسط مخاوف من الركود وارتفاع الدولار.
وقال يو.بي.اس في مذكرة اليوم الثلاثاء "من المرجح أن يؤدي عدم تحرك المجموعة لسحب البراميل من السوق إلى مزيد من الضغط الهبوطي على أسعار النفط."
وتابع محللون في يو بي إس أنه يتعين على المجموعة النفطية أن تعلن خفض الإنتاج بما لا يقل عن 0.5 مليون برميل يوميا خلال الأيام المقبلة.
عاجل: طوارئ وفزع بأوروبا.. تسرب نورد ستريم
موقف المملكة
ومن جانبه، أكد وزير الطاقة السعودي الأمير عبدالعزيز بن سلمان أن السوق الآجلة والسوق الفورية صارتا منفصلتين، وتعاني الأسواق من حالة انفصام، ما يبعث برسائل خاطئة.
وشدد وزير الطاقة السعودي على أن تحالف أوبك+ يمتلك وسائل ضمن إطار آليات إعلان التعاون، "تجعله قادرًا على التعامل مع التحديات وإرشاد الأسواق، منها خفض الإنتاج في أيّ وقت".
وفي الشهر الماضي خفضت أوبك + إنتاج النفط 100 ألف برميل يومياً في أكتوبر وعزت خفض الإنتاج إلى التأثير السلبي للتذبذب وانخفاض السيولة على سوق البترول في الوقت الراهن، والحاجة إلى دعم استقرار السوق وكفاءة تعاملاتها.
وقالت أوبك + أن التذبذب الشديد وحال عدم اليقين المتزايدة تتطلبان تقييماً مستمراً لظروف السوق، والاستعداد لإجراء تعديل فوري لمستويات الإنتاج بطرقٍ مختلفة، إذا دعت الحاجة إلى ذلك.
وأضافت المنظمة أن لدى أوبك بلس من الالتزام والمرونة والوسائل، ما يمكنها من التعامل مع هذه التحديات وإرشاد السوق، ضمن إطار الآليات الحالية لإعلان التعاون.