Arabictrader.com - شهدت أسعار عقود الذهب تباينا كبيرا خلال تعاملات يوم الأربعاء، حيث تسود درجة عالية من عدم اليقين على معنويات المستثمرين مع ترقبهم لصدور محضر اجتماع بنك الاحتياطي الفيدرالي الأمريكي اليوم وبيانات التضخم بالولايات المتحدة غدا، للحصول على إشارات بشأن قرار البنك المركزي الأمريكي باجتماعه المقبل.
أسعار الذهب الآن
ارتفعت أسعار عقود الذهب الفورية بنحو 0.38% لتصل إلى 1,672.49 دولارا للأوقية، في حين تراجعت العقود الآجلة للسبائك تسليم ديسمبر بنحو 0.42% لتسجل 1,678.90 دولارا للأوقية.
وفي نفس الوقت وفضلا عن الذهب، فقد تراجعت أيضا عقود الفضة الآجلة تسليم ديسمبر بنحو 1.11%، إلى 19.27 دولارا للأوقية، في حين ارتفعت أسعار البلاتينيوم بنحو 0.72% إلى 898.43 دولارا للأوقية، وارتفع البلاديوم بنسبة 1.43% إلى 2,164.49 دولارا للأوقية.
أبرز العوامل المؤثرة على أسعار الذهب
شهد مؤشر الدولارا – الذي يقيس أداء العملة الأمريكية مقابل سلة من 6 عملات رئيسية – تراجعا بتعاملات اليوم، إذ انخفض بنحو 0.14% إلى 113.08 نقطة، وهو ما أفسح المجال أمام عقود الذهب الفورية لتحقيق بعض الأرباح.
ويؤدي تراجع الدولار إلى خفض تكلفة الذهب المسعر بالدولار بالنسبة للمستثمرين من حاملي العملات الأخرى خلاف الدولار، وهو ما يؤدي لزيادة الطلب على الذهب.
هذا كما لاقى الذهب بعض الدعم أيضا من الدرجة العالية لعدم اليقين والمخاوف بشأن الاقتصاد العالمي، خاصة في ظل استمرار التوترات الجيوسياسية على الصعيد الدولي، مما دفع البعض إلى زيادة حيازاتهم من الذهب باعتباره ملاذا آمنا للتحوط ضد التضخم المرتفع والتقلبات الاقتصادية.
وكان صندوق النقد الدولي قد حذر أمس الثلاثاء من أن الضغوط الصعودية على التضخم وأزمات الطاقة والغذاء التي سببتها الحرب وارتفاع أسعار الفائدة بشكل حاد، كلها عوامل تدفع الاقتصاد العالمي إلى حافة الركود.
هذا كما تخلت عائدات سندات الخزانة الأمريكية القياسية لأجل 10 سنوات عن المكاسب التي حققتها في التعاملات الصباحية المبكرة، مما قدم بعض الدعم لعقود الذهب الفورية.
وعلى الجانب الآخر، تراجعت عقود الذهب الآجلة، وسط التوقعات بأن تظل بيانات التضخم في الولايات المتحدة التي يترقب المستثمرين صدورها غدا الخميس مرتفعة بشكل كبير، وهو ما يعزز تصريحات وخطابات أعضاء الفيدرالي الأمريكي بمزيد من التشديد القوي في السياسة النقدية.
حيث صرحت عضو بنك الاحتياطي الفيدرالي الأمريكي لولاية كليفلاند لوريتا ميستر مساء أمس الثلاثاء بأنه رغم الارتفاع الكبير لأسعار الفائدة هذا العام، فإن الفيدرالي الأمريكي لم يسيطر بعد على ارتفاع التضخم وسيحتاج إلى الاستمرار بتشديد السياسة النقدية.
وبالرغم من كون الذهب ملاذا آمنا للعملة للتحوط ضد التقلبات والتضخم المرتفع، إلا أن ارتفاع أسعار الفائدة الحقيقية، سيزيد بشكل كبير من تكلفة الفرصة البديلة لحيازة الذهب الذي لا يملك أية عوائد.
ويترقب الذهب الآن بجانب السلع والأصول الأخرى صدور محضر اجتماع اللجنة الفيدرالية للسوق المفتوحة لاجتماع 20-21 سبتمبر بوقت لاحق من اليوم.
وفضلا عن ذلك، فقد أعلنت وزيرة التعدين في بيرو - أكبر منتج لمعدن الذهب بأمريكا الجنوبية -اليساندرا هيريرا أمس أن الحكومة تخطط لإضفاء الطابع الرسمي على شركات تعدين الذهب على نطاق صغير، وسط ضغوط دولية متزايدة للاهتمام بسلاسل توريد الذهب بشكل أفضل.
توقعات المحللين لتحركات الذهب
يتوقع الحللون في OANDA و TD Securities و Citi Group أن الذهب سيواجه ضغوطا هبوطيا خلال الفترة القادمة جراء رفع أسعار الفائدة.