Arabictrader.com - ارتفعت أسعار الذهب خلال تعاملات يوم الاثنين ليمحو المعدن الأصفر بعض خسائره من الجلسة السابقة، ويعود للتداول فوق مستوى 1,650 دولارا للأوقية، بعدما شهد الذهب يوم الجمعة انخفاضا بأكثر من 1%.
أسعار الذهب الآن
ارتفعت أسعار عقود الذهب الفورية اليوم بنحو 0.36% لتصل إلى 1,655.02 دولارا للأوقية، بعدما تكبدت أكبر خسائر أسبوعية منذ يوليو بالأسبوع الماضي، كما ارتفعت كذلك العقود الآجلة للسبائك تسليم ديسمبر بنحو 0.39% لتسجل 1,655.30 دولارا للأوقية.
وفي نفس الوقت وفضلا عن الذهب، ارتفعت عقود الفضة الآجلة تسليم ديسمبر بنسبة 1.68% إلى 18.38 دولارا للأوقية، كما زادت أسعار البلاتينيوم بنحو 1.01% إلى 912.18 دولارا للأوقية، وكذلك صعدت أسعار البلاديوم بنسبة 1.61% إلى 2,028.01 دولارا للأوقية.
أبرز العوامل المؤثرة بأسعار الذهب
تمكنت عقود الذهب اليوم من اكتساب بعض الدعم جراء التراجع الحاد للدولار الأمريكي، الذي تعرض لعمليات بيع واسعة النطاق بفعل عمليات جني الأرباح والأنباء التي أفادت بتدخل بنوك الصين التابعة للدولة لدعم اليوان في سوق المقايضات لاستبدال الدولار باليوان صباح اليوم.
وتراجع مؤشر الدولار – الذي يقيس أداء العملة الأمريكي مقابل سلة من 6 عملات رئيسية أخرى – بنحو 0.34% ليسجل 119.96 نقطة، مفسحا بعض المجال أمام الذهب ليعوض بعض خسائره السابقة، حيث يؤدي تراجع الدولار لخفض تكلفة حيازة الذهب المسعر بالعملة الأمريكية بالنسبة للمشترين حاملي العملات الأخرى غير الدولار.
هذا كما شهدت تعاملات اليوم أيضا تراجعا واضحا في عوائد سندات الخزانة الأمريكية القياسية، وهو ما زاد من ضعف الدولار وقدم دعما لأسعار الذهب على حساب العملة الخضراء.
ولكن رغم هذا الارتفاع الكبير للمعدن الأصفر، إلا أنه على الأغلب سيكون ارتفاعا مؤقتا، بفعل الزيادات الكبيرة المرتقبة في أسعار الفائدة الأمريكية بالاجتماع القادم لبنك الاحتياطي الفيدرالي الأمريكي، للسيطرة على التضخم الذي رغم تباطؤه الطفيف، إلا أنه كان أعلى من التوقعات.
وعلى الرغم من كون الذهب ملاذا آمنا للتحوط ضد التقلبات الاقتصادية والتضخم المرتفع، إلا أن أسعار الفائدة المرتفعة تزيد من تكلفة الفرصة البديلة لحيازة السبائك عديمة العوائد مقابل العملة الخضراء.
وعلى صعيد البيانات الاقتصادية، فقد أظهر مسح جامعة ميشيغان يوم الجمعة تحسنا أكبر من المتوقع في معنويات المستهلكين خلال أكتوبر، لكنه في نفس الوقت أظهر ارتفاعا في توقعات التضخم، مما أبقى التوقعات برفع سعر الفائدة بمقدار 75 نقطة أساسية كما هي.
وأفاد جيمس بولارد عضو الاحتياطي الفيدرالي بولاية سانت لويس يوم الجمعة أن أحدث بيانات مؤشر أسعار المستهلكين تستدعي استمرار الرفع الكبير لأسعار الفائدة بمقدار 75 نقطة أساس، ولكن هذا لا يعني بالضرورة حتمية رفع المعدلات فوق توقعات الفيدرالي الأمريكي.
هذا وقد تراجعت حيازات صندوق SPDR Gold Trust - أكبر صندوق تداول مدعوم بمعدن الذهب في العالم - بمقدار 3.18 طن يوم الجمعة، وهو أكبر تدفق خارج ليوم واحد منذ 26 سبتمبر.
توقعات المحللين لتحركات أسعار الذهب
يرى مات سيمبسون المحلل في سيتي إندكس أنه رغم ارتفاع الذهب بشكل طفيف من أدنى مستوى سجله يوم الجمعة، إلا أن المشترين يفتقرون إلى القناعة، لذا يبدو الأمر أشبه بإعادة ضبط فني.
وأضاف أن الدولار الأمريكي وعوائد سندات الخزانة سيكونان المحرك الرئيسي لأسعار الذهب بالفترة القادم، وإذا استمرا بالارتفاع، فمن المحتمل أن يتراجع الذهب ليختبر مستوى 1,600 دولار، وما هي إلا مسألة وقت حتى يحدث ذلك.