(رويترز) – توقع محللون أن تقفز العقود الآجلة للقمح يوم الاثنين، إذ يجعل انسحاب روسيا من اتفاق نقل الحبوب عبر البحر الأسود الصادرات الأوكرانية في خطر.
وعلّقت موسكو مشاركتها في اتفاق التصدير عبر البحر الأسود يوم السبت، ردا على ما قالت إنه هجوم أوكراني كبير بالطائرات المسيرة على أسطولها في شبه جزيرة القرم التي ضمتها من أوكرانيا.
وقالت كييف إن روسيا تختلق سببا لخروجٍ أعدت له مسبقا من الاتفاق، بينما وجهت واشنطن اتهاما لموسكو باستغلال الغذاء كسلاح.
وأسواق القمح حساسة للغاية إزاء أي تطورات منذ بدء الغزو الروسي لأوكرانيا قبل ثمانية أشهر، نظرا لأن البلدين من بين أكبر مصدّري القمح في العالم.
كما أن أوكرانيا مورّد رئيسي للذرة.
وساهم إطلاق الممر الآمن، الذي أتاح شحن أكثر من تسعة ملايين طن من الحبوب وسلع البذور الزيتية من الموانئ الأوكرانية، في استقرار أسواق الحبوب وكبح الأسعار حول العالم بعدما وصلت لمستويات قياسية.
ومن المرجح أن ينتهي هذا الهدوء النسبي عندما يبدأ أسبوع التداول على عقود القمح الآجلة في شيكاجو وباريس، وهما الأوسع نشاطا في العالم.
وقال آرثر بورتييه من شركة أجريتل الاستشارية “إعلان روسيا سيكون له بالتأكيد تأثير تصاعدي، ومن المرجح أن تشهد بداية الأسبوع قفزات في الأسعار، وذلك ببساطة لأن كميات أقل من الحبوب ستخرج من أوكرانيا”.
وذكر سمسار أوكراني أن شراء الحبوب للشحن من موانئ البحر الأسود في أوكرانيا توقف بعد قرار روسيا.
كما فاقم الجفاف في الأرجنتين والسيول في شرق أستراليا مخاوف الإمدادات، وأثار قلقا بشأن مواسم الحصاد القادمة في الدول المصدرة للقمح في نصف الكرة الجنوبي.
وإضافة إلى ذلك، فإن نشاط الشحن القوي في بداية الموسم من الاتحاد الأوروبي يعني أن الفائض هناك قد تضاءل.
وأشار بورتييه إلى أن “المشكلة هي أن إمدادات القمح تتناقص في الدول المصدرة الرئيسية الأخرى”.
ويقول كارلوس ميرا، رئيس أبحاث أسواق السلع الزراعية في رابوبنك، إن العقود الآجلة للقمح قد تقفز بما يتراوح بين خمسة وعشرة في المئة، لكن رد الفعل قد يتلاشى لأن انسحاب موسكو من الاتفاق كان متوقعا إلى حد ما، فضلا عن نمو الصادرات الروسية.
وأوضح “هناك تزايد في الصادرات من روسيا، لذلك فإن الإتاحة على المدى القصير قد تظل قائمة من البحر الأسود”.
كما يترقب المشاركون في السوق إمكانية إنقاذ الاتفاق، مع مواصلة الأمم المتحدة جهود التفاوض.
وقال بورتييه “انتهاء الاتفاق سيؤدي حتما إلى ارتفاع الأسعار، وهذا يجعل الوضع سيئا للغاية بالنسبة للمستوردين”.
وأعلنت وزارة البنية التحتية الأوكرانية يوم الأحد أن 218 سفينة في المجمل “توقفت فعليا” بسبب قرار روسيا تعليق مشاركتها في اتفاق تصدير الحبوب.