Investing.com - عادت أسعار الذهب للهبوط من جديد، اليوم الخميس، تزامنًا مع صعود الدولار، حيث عززت مجموعة جديدة من البيانات الاقتصادية الصادرة أمس مخاوف المستثمرين بشأن تشدد الفيدرالي في رفع أسعار الفائدة وإبقائها مرتفعة لوقت أطول.
وأظهرت بيانات أمس الأربعاء انكماش نشاط الصناعات التحويلية في الولايات المتحدة للشهر الرابع على التوالي في فبراير، ولكن كانت هناك مؤشرات على أن نشاط المصانع بدأ يستقر، مع صعود مقياس للطلبيات الجديدة من أدنى مستوى في أكثر من عامين ونصف العام.
كما أظهرت بيانات أوروبية أمس ارتفاع التضخم في ألمانيا أكثر من المتوقع في فبراير، بجانب بيانات صدرت الثلاثاء وأظهرت صعود التضخم على غير المتوقع في فرنسا وإسبانيا، مما عزز توقعات إقدام البنك المركزي الأوروبي على رفع سعر الفائدة.
وتترقب الأسواق اليوم بيانات التضخم الأوروبية التي من المتوقع أن تعود للارتفاع على وقع صعود التضخم في الدول الثلاث السابق ذكرها.
اقرأ أيضًا
عاجل: الذهب قد ينهار لـ 1,600 دولار في هذه الحالة.. القرار الأول والأخير للفيدرالي
الذهب والدولار الآن
هبط الذهب في المعاملات الفورية 0.3 بالمئة إلى 1831.57 دولار للأونصة، بعدما وصل لأعلى مستوى في أسبوع أمس الأربعاء.
وانخفضت العقود الأميركية الآجلة للذهب 0.4 بالمئة إلى 1837.50 دولار.
وارتفع مؤشر الدولار إلى 104.7 نقطة وبنسبة 0.3%.
بيانات التضخم خلال الساعات القليلة الماضية
سجل مؤشر أسعار المستهلكين في ألمانيا على أساس شهري في فبراير زيادة قدرها 0.8%، فيما توقع الخبراء زيادة بـ 0.6% فقط. وذلك بعد أن سجل المؤشر زيادة بنسبة 1% الشهر الماضي.
فيما سجل على أساس سنوي زيادة قدرها 8.7% بأعلى من توقعات الخبراء الذي توقعوا زيادة بـ 8.5% فقط، وذلك بعد أن سجل 8.7% الشهر الماضي.
وقفزت أسعار المستهلك "المنسقة" في فرنسا إلى أعلى مستوى لها على الإطلاق عند 7.2 بالمئة خلال فبراير الماضي على أساس سنوي، مع زيادة تكاليف المواد الغذائية والخدمات، فيما كانت التوقعات بأن تبقى دون تغيير عند 7 بالمئة.
وفي إسبانيا ارتفع معدل التضخم "المنسق" بنسبة 6.1 بالمئة في فبراير على أساس سنوي، فيما كانت التوقعات أن يتباطأ إلى 5.7 بالمئة، من 5.9 بالمئة في يناير.
معدلات التضخم المرتفعة التي جاءت من ثاني ورابع أكبر اقتصادات في منطقة اليورو ستعزز زيادة الفائدة بمقدار 50 نقطة أساس التي يخطط لها البنك المركزي الأوروبي في شهر مارس، كما تدعم المسؤولين بالمركزي الذين صرحوا بأن هناك حاجة إلى المزيد من التحركات الكبيرة بعد مارس للسيطرة على التضخم.
دفعت هذه البيانات المستثمرين في سوق المال إلى المراهنة لأول مرة على أن سعر الفائدة على الودائع لدى البنك المركزي الأوروبي، التي تبلغ 2.5 بالمئة حاليا، ستبلغ ذروتها عند 4 بالمئة.
ومع ذلك، قال فيليب لين كبير الخبراء الاقتصاديين بالبنك المركزي الأوروبي إن الضغوط التضخمية بمنطقة اليورو بدأت في الانحسار، بما في ذلك الضغوط على الأسعار الأساسية ذات الأهمية الكبيرة، لكن البنك لن يتوقف عن رفع أسعار الفائدة لحين التأكد من عودة الأسعار للنمو في نطاق اثنين بالمئة.
تماسك وليس عودة للصعود
وقال براين لان العضو المنتدب في جولد سيلفر سنترال ومقرها سنغافورة إن أسعار الذهب "تتماسك فقط. لقد تعزز الدولار ولهذا نرى أسعار الذهب تنخفض قليلا".
وقال لان "قد يظل الذهب محصورا في نطاق حتى نحصل على مزيد من البيانات... يتطلع الكثيرون إلى ما سيفعله مجلس الاحتياطي الفيدرالي الأميركي (البنك المركزي) هذا الشهر عندما يجتمع وما إذا كان سيواصل رفع أسعار الفائدة ومقدار الرفع، وهو السؤال الرئيسي".
تصريحات الفيدرالي أمس
فتح عضو الفيدرالي، نيل كاشكاري، الباب في اجتماع الفيدرالي القادم لرفع الفائدة بـ 50 نقطة أساس.
وقال كاشكرالي إن التضخم غير مدفوع بسوق العمل وحده، إلا أنه استدرك قائلًا إن نمو الأجور الآن عالي جدًا إذا ما تم مقارنته بمستهدف الهبوط بالتضخم إلى مستويات الـ 2%. واعتبر كاشكاري أن سوق العمل الحالي ساخن ومرتفع بقوة.
واعتبر كاشكاري أن الأمر الأكثر تهديدًا هو أن رفع أسعار الفائدة للمستويات الحالي (4.75%) لم ينجح في خفض تضخم قطاع الخدمات بالشكل الكافي.
وأكد كاشكاري أن الفيدرالي يريد أن يتجنب حدوث ركود اقتصادي، إلا أن أولويته الأهم تذهب إلى القضاء على التضخم وهبوطه.
وقال نيك كاشكاري إنه سيكون مستعدًا للاستماع إلى اقتراحات رفع الفائدة بـ 50 نقطة أساس في اجتماع الفيدرالي القادم إلى جانب آراء الرفع بـ 25 نقطة أساس فقط.
وأضاف إنه في ديسمبر رأى أن على الفيدرالي الوصول بأسعار الفائدة إلى مستويات الـ 5.4% ثم الإبقاء عليها مرتفعة، والآن رأيي هو الاستمرار في رفع أسعار الفائدة والسياسة النقدية المتشددة مقارنة برأيي في ديسمبر. وتابع: "بالتأكيد أعلم أن السياسة متطرفة التشدد هي مخاطرة، ولكن أي اختيار آخر سيكون أكثر ضررًا بالاقتصاد الأمريكي عن التشدد الزائد."
توقعات الذهب
هناك مخاوف متزايدة من أن الاحتياطي الفيدرالي سوف يحطم شيئًا ما في الاقتصاد من خلال التشديد المفرط. في هذا السيناريو، قد يصل الذهب إلى مستويات قياسية جديدة هذا العام، وفقًا لاستطلاع LBMA لأسعار الذهب.
بعد أن بدأ العام على ارتفاع ثم تراجعه في فبراير، أشار المحللون إلى ثلاثة عوامل رئيسية سيعتمد عليها الذهب لبقية عام 2023 - توقعات بنك الاحتياطي الفيدرالي للدولار والتضخم والجغرافيا السياسية.
بمشاركة 30 محللاً في استطلاع LBMA السنوي لهذا العام، كانت التوقعات لمتوسط سعر الذهب عند 1,860 دولارًا للأوقية، والفضة عند 23.65 دولارًا للأوقية. كان نطاق الذهب بين 1,594 دولارًا و 2,025 دولارًا للأوقية، وكان نطاق الفضة بين 17.40 دولارًا و 27 دولارًا للأوقية.
تأتي تلك التوقعات في الوقت الذي تعيد فيه الأسواق تسعير توقعات رفع سعر الفائدة الفيدرالية والإبقاء عليها مرتفعة لفترة أطول. والآن يحذر محللو الذهب من أن البنك المركزي الأمريكي يمكن أن يكسر شيئًا ما في الاقتصاد نتيجة رفع الفائدة بسرعة كبيرة.