Investing.com - قبل ساعات من صدور قرار الفيدرالي المرتقب، اليوم الأربعاء، ظل الذهب حبيس نطاق ضيق دون وجهة محددة، خاصة بعد أن أغلق أمس على تراجع بأكثر من 2%.
وعمق الذهب من جراحه أمس بعد ظهور بيانات أمريكية مفاجئة وغير متوقعة، حيث ارتفعت مبيعات المنازل بأكثر من التوقعات مما يحفز الفيدرالي نحو المزيد من التشدد الفترة القادمة.
بيد أن انحسار المخاوف المتعلقة بانتشار عدوى انهيارات البنوك ساهمت أيضًا في تراجعات الذهب خلال الساعات القليلة الماضية، خاصة بعد تعهد وزيرة الخزانة الأمريكية "جانيت يلين" بمواصلة دعم البنوك، وسط تقارير عن احتمالية توسيع نطاق تأمين الودائع في الولايات المتحدة.
اقرأ أيضًا
تحذيرات من هبوط حاد بالأسواق.. "لحظة مينسكي" تقترب!
الذهب والدولار الآن
استقر الذهب في المعاملات الفورية دون ارتفاع أو انخفاض عند 1941 دولار للأوقية.
بينما ارتفعت العقود الأمريكية الآجلة للذهب 0.1% إلى 1943 دولار.
وتراجع مؤشر الدولار 0.03%، ليسجل 102.86 نقطة.
العملات الرقمية تلمع في ظل أزمة البنوك.. فهل هي الملاذ الآمن لك من الاضطرابات المالية العالمية.. سجّل حضورك الآن مجانًا واحجز مقعدك لتعرف أين تتجه العملات الرقمية: http://bit.ly/3TAIORZ
الذهب عند التسوية أمس
تراجعت أسعار الذهب بشكل حاد عند تسوية تعاملات، أمس الثلاثاء، مع هدوء القلق بشأن النظام المصرفي.
وتعرض المعدن النفيس لأكبر هبوط يومي في نحو ستة أسابيع، مع تعهد وزيرة الخزانة الأمريكية "جانيت يلين" بمواصلة دعم البنوك، وسط تقارير عن احتمالية توسيع نطاق تأمين الودائع في الولايات المتحدة.
وعند التسوية، تراجعت العقود الآجلة للذهب تسليم شهر أبريل بنسبة 2.1% أو ما يعادل 41.70 دولار لتسجل 1941.10 دولار للأوقية.
الفيدرالي وقرار الفائدة
خيم الحذر اليوم على بعض المستثمرين قبل قرار مجلس الاحتياطي الفيدرالي الأمريكي بشأن أسعار الفائدة وتوقعات السياسة النقدية الفترة المقبلة.
وقال كريستوفر وونغ المحلل الاستراتيجي في OCBC FX "لقد انخفض الذهب مع تبدد الطلب على الملاذ الآمن".
وتابع: "تظل تطورات السوق مرنة ولكن كما هو الحال، يبدو أن انحسار المخاوف المتعلقة بالقطاع المصرفي قد تلاشت مؤقتًا بعد تطمينات من السلطات".
وقالت وزيرة الخزانة الأمريكية جانيت يلين للمصرفيين يوم الثلاثاء إن النظام المصرفي الأمريكي مستقر، لكن قد تكون هناك حاجة إلى مزيد من الخطوات.
وكان الذهب قد ارتفع مؤخرًا بنسبة تصل إلى 10٪، أو بنحو 180 دولارًا، إلى أعلى مستوى في عام واحد بسبب الطلب على الملاذ الآمن بعد انهيار بنك "سليكون فالي" وأزمة في بنك كريدي سويس. لكن الأسعار تراجعت بعد إنقاذ بنك كريدي سويس مما أثار الرغبة في المخاطرة، على الرغم من استمرار عدم اليقين بشأن النظام المالي.
ينصب اهتمام المستثمرين الآن على قرار بنك الاحتياطي الفيدرالي اليوم، يليه مؤتمر صحفي لرئيس بنك الاحتياطي الفيدرالي جيروم باول. ومن المتوقع على نطاق واسع أن يزيد البنك المركزي الأمريكي أسعار الفائدة بمقدار 25 نقطة أساس.
وقال وونغ: "إذا حصلنا على نقاط أعلى من المتوقع، فهذا يعطينا إشارة بأن بنك الاحتياطي الفيدرالي لا يزال مصممًا على محاربة التضخم، مما يضر بالذهب"... مؤكدًا: "أن إعادة التسعير المتشدد قد يقوض أسعار الذهب". ومع حدوث هذا السناريو قد يهبط الذهب نحو مستويات الـ 1900 خلال الأيام القليلة القادمة.
مبيعات المنازل الأمريكية أمس
سجل مبيعات المنازل في أمريكا 4.58 مليون منزل، مرتفعة عن القراءة السابقة حينما سجلت 4.19 مليون منزل، مما يشير إلى انتعاش سوق العقار في أمريكا.
وارتفعت مبيعات المنازل القائمة شهريًا في فبراير بنسبة 14.5%، فيما كانت تشير التوقعات إلى زيادة بـ 5% فقط، وكانت القراء السابقة تسجل هبوط بـ 0.7%.
يراقب تجار العملة بيانات المنازل عن كثب، حيث إنه يعتبر أول مؤشر يتم نشره في الشهر عن الطلب في القطاع العقاري. كما أن بيع المنزل يعني حصول الوكالات العقارية على عمولات، وغالبًا ما يشتري مُلَّاك المنازل سلعا جديدة لمنازلهم مثل الأدوات والأثاث بعد فترة قصيرة من شرائهم لمنزل. للاتجاه الهبوطي لهذا التقرير تأثير سلبي على اقتصاد البلاد حيث أن زيادة مشتريات المنازل من المستهلكين تعني أنهم في حالة من الثقة والتفاؤل في وضعهم المالي.
أسعار الفائدة هي المحدد
قبل ساعات قليلة من تسعير الفائدة الأمريكية، تخلى الثيران مؤقتًا عن الذهب لاستبيان خطوة الفيدرالي، إذ تتوقع الأسواق رفع بـ 25 نقطة أساس، بيد أن البعض توقع تثبيت الفائدة عند المستويات الحالية كرد فعل من الفيدرالي على الأزمة التي شهدها القطاع المصرفي في الآونة الأخيرة.
ومع ذلك، قد يرتد الذهب صوب مستويات الـ 2000 مجددًا خلال الأيام القليلة الماضية، وذلك بشرط أن يعطي الفيدرالي إشارات في مؤتمره الصحفي حول انحسار وتيرة التشدد الفترة القادمة. بجانب تثبيت الفائدة كما يتوقع بعض المحللين.
وقالت محللة الأسواق CMC Markets، تينا تينغ: "من المرجح أن يتسبب قيام الفدرالي برفع أسعار الفائدة في ارتفاع أسعار الذهب مرة أخرى بسبب انخفاض إضافي محتمل في عوائد الدولار والسندات الأميركية"، وتتوقع تينغ أن يتم تداول أسعار الذهب بين 2500 دولار و 2600 دولار للأونصة الفترة المقبلة.
ويقول فوغان هينكل، رئيس الأسهم والأبحاث في باريس سان جيرمان ويلث، إن مفتاح سعر الذهب هو ارتباطه بأسعار الفائدة الأمريكية.
ويشير إلى أنه "نظرًا لأن الذهب لا يدر أرباحًا أو فوائد، لذلك يعد من الأصول باهظة الثمن نسبيًا عندما تكون أسعار الفائدة الحقيقية مرتفعة بسبب ارتفاع تكاليف الفرص البديلة".
"لهذا السبب، كان لمعدلات الفائدة المرتفعة في الولايات المتحدة تاريخياً علاقة سلبية بسعر الذهب. يميل سعر الذهب إلى الزيادة عندما تنخفض الفائدة وينخفض عندما ترتفع".
ويضيف هينكل: "في الواقع، كان أداء الذهب ضعيفًا جدًا خلال الأشهر القليلة الماضية، عندما كانت أسعار الفائدة الأمريكية تتزايد".